محمد العريان يكتب عن سامح حنين: يا سامح ليه يسجنوك.. الأيام بقت تقيلة بزيادة

“تتسجن ليه أنت؟ يسجنوك ليه؟، معلش يا أحمد” ده بوست كتبه سامح حنين يسأل باستنكار ربما بغضب لماذا يسجن الصحفي والمعد أحمد علام.

كل من يعرفون سامح حنين يسألون ليه؟، لماذا يسجنوك؟، لماذا يضعونك في السجن يا صديقي؟، من أين تأتيهم تلك القسوة؟.

وألقت قوات الأمن القبض على الزميل سامح حنين مساء أمس الجمعة وعرض على نيابة أمن الدولة اليوم، وحبس 15 يوما احتياطيا على ذمة القضية رقم 586 لسنة 2020 حصر أمن دولة عليا، ووجهت لهم تهم مشاركة جماعة إرهابية مع العلم والترويج لأغراضها، إساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ونشر أخبار وبيانات كاذبة.

على الفيسبوك تسأل الزميلة إيزيس خليل طيب هما يعرفوا إن سامح مسيحي؟ إخوان إيه بس!!!

إذا قابلت سامح مرة واحدة لا يمكن أن تنساه، شخص عادي، وجه مصري مألوف، لكن ضحكته مميزة، ضحكة تتسرب إلى القلوب فتمنح الونس والألفة، فتشعر كأنك تعرفه من سنين.

يستحق سامح الذي لم يتزوج أن يلقب بأبو البنات، يسمع جيدًا، يتعاطف مع قضيتك ويساعدك كأنك مسئوليته، وتخجل من حماسه لحل أزمتك.

سامح صحفي شاطر، هكذا عرفته في جريدة البديل، وشهد له الزملاء في الصحف الأخرى، كان مسئولًا عن الملف القبطي في الجريدة، ورغم أنه مسيحي إلا أنه لم ينحز إلا للعقل النقدي والوطنية، مع الناس دائما يبتعد قليلا عن الرسميات والأخبار المعلبة، يفتح الباب للجموع للوضع الذي لا يجد مساحة البوح، كان ينصر بقلمه من أُغُلق في وجوههم الأبواب المذهبة العالية، كان مثلنا في الجريدة يعتمد على المصادر المحلية والإنسانية حقق انفرادات صحفية مهمة في جريدة كانت تزعج كل سلطة ونظام، وعلى مستوى آخر لم يترك بهجة تهرب من ضحكته.

فقدنا البديل، وشردنا، سامح كان من المعتصمين الدائمين لم يترك مكانه أبدا، يطالب بعودة الجريدة التي أغلقها الغشم في وجوهنا، ترك فينا البديل المهدور جرحًا غائرًا، لكن سامح لم يترك موهبته وصنع أهم أفلامه “حياة البابا” صور ومشاهد نادرة عن مسار أهم شخصية روحية في ذلك الوقت البابا شنودة، ترك سامح القلم وأسس شركته الخاصة لإخراج وإنتاج الأفلام الوثائقية، يحمل الكاميرا ويكتب السيناريوهات، يبحث عن الموضوعات وينتج جواهر حياته المهنية التي كشفت عن موهبته.

أيضًا قهوة عم غزال تسأل ليه؟، ليه يسجنوك يا سامح؟، قهوة عم غزال كانت بيت سامح الثاني، كان له ركن محبب القريب من عربة الفول، يضرب للزملاء المواعيد عليها، وعليها ترن ضحكته ولا تفارقه الشيشة، يستقبلك بحفاوة صديق قديم حتى لو يراك للمرة الأولى.

سامح حنين أحد مؤسسي موقع “قل” تحت شعار ضد الصوت الواحد عام 2013، وهو أول موقع مخصص للمقالات فقط، وحقق نجاحا باهرا خلال عدة أشهر، واستمر عدة سنوات ثم أغلق مثل مواقع كثيرة بعدما أصبحت الصحافة والإعلام صوتًا واحدًا يصدر من النظام، أغلقت مواقع صحفية وسُجن صحفيون وشرد آخرون وضاقت سبل الرزق والتنفس.

في أول مايو الحالي كتب سامح على صفحته ” الأيام دي بقت تقيلة بزيادة.. يارب هون”، كان حنين يحب شيئين على ما أذكر الأكل ومساعدة المحتاجين، يجمع الأموال لمساعدة يتيمة أو غارمة أو حالة إنسانية، ويطبخ في منزل العزوبية كل ما يمكنه ويعزم أحبابه.

سامح هيخرج أكيد في يوم علشان كلنا مستنين ضحكه في وشنا، سامح حنين مش مجرم.. خرجوا صاحبي من السجن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *