في ذكرى رحيله.. نعيد نشر كلمة نبيل الهلالي «قديس اليسار» عن تجربة حياته: اخترت لنفسي طريقا في الحياة أعتز به

اخترت الإشتراكية لأني شاهدت مطبخ المجتمع الرأسمالي وأكتشفت وجهه القبيح.. وطالما هناك رأسمالية ستظل الاشتراكية هي الحل

مع الإسلاميين أدافع عن الانسان «المجرد» لا «المصنف».. ولا يجوز التعامل مع اهدار حقوق خصومنا بمنطق «بركة يا جامع»

في طفولتي رأيت اطفال شوارع يلحسون اللوح الزجاجي لمحل حلويات.. فقفز لذهني سؤال: لماذا يعانون واسرتي غارقة في النعيم؟

الشيوعيون يخطئون ويشيخون ويموتون لكن الماركسية حية متجددة “لا باخت ولا خابت ولا شاخت ولا ماتت”

في حقوق الانسان لا مكان للانتقائية وازدواجية المكاييل.. هناك موقف مبدئي واحد وأصيل “الدفاع عن حقوق كل انسان.. أي انسان

تعيد “درب” نشر كلمة الاستاذ أحمد نبيل الهلالي القيادي اليساري والملقب بمحامي الشعب عن تجربة حياته في ذكرى رحيله .. وكان موقع البداية قد نشر الكلمة في الذكرى العاشرة لرحيل قديس اليسار عام 2016 ، بقلم الكاتب الصحفي كارم يحيى.

وإلى نص الكلمة طبقا لما نشره كارم يحيى بالبداية في 18  يونيو 2016.

كتب – كارم يحيى:   

في الخامس عشر من اكتوبر 2005، ألقي الأستاذ أحمد نبيل الهلالي  القيادي اليساري و الملقب بـ “محامي الشعب” و “قديس اليسار” كلمة في احتفالية أقامها  ” صالون النديم” بمقر نقابة الصحفيين بالقاهرة تكريما لعطائه ،  وقد رحل بعدها في 18 يونيو 2006 عن عمر يناهز 77 عاما مجللا بالاحترام والتقدير من مختلف الوان الطيف السياسي في مصر . وتعد الكلمة بمثابة وثيقة شخصية / تاريخية لما عرف عن  الهلالي من زهد في الأضواء والاعلام .

 وهذه الكلمة ـ  نشرتها بمناسبة رحيله وقبل عشر سنوات صحيفة ” الوقت ” البحرينية التقدمية حين كانت تصدر وكنت أراسلها من القاهرة  ـ وهي تحمل قسمات من روح الراحل بتواضعه الجم و منطقه النافذ الي العمق  واسلوبه البسيط الساخر ، و بما في ذلك رؤيته الانسانية وإيمانه الراسخ بأفكاره وبالإنسان وتفاؤله بالغد  . وتطرح اسئلة مجتمعية سياسية  بعمق تحولات مصر واليسار منذ الاربعينيات الي الحاضر والمستقبل . وعلي هذا النحو هي بمثابة شهادة من صاحبها عن حياته وخياراته وأيضا علي عصر وجيل وصفه صاحب الشهادة بأنه ” يحزم حقائبه ويرحل “.

وكان الكاتب الصحفي الأستاذ عبد العال الباقوري منسق  صالون ” النديم ” قد خص جريدة “الوقت” فور رحيل نبيل الهلالي بصورة من نص كلمته حين طلبتها منه. وتعيد ” البداية ” اليوم نشرها بمناسبة الذكرى العاشرة خصوصا وأن الموقع الألكتروني ” للوقت” لم يعد موجودا على شبكة الانترنت .

 وفيما يلي النص  :

الاصدقاء

والزملاء

والرفاق الاعزاء

رغم إيماني بأنني غير جدير بهذا الحفل الكريم.. لأن كل ما اعتبرتموه حيثيات للتكريم لا يعدو أن يكون من قبيل تأدية الواجب. ولا شكر أبدا على أداء الواجب.

فاسمحوا لي أن اتوجه بخالص الشكر على هذا التكريم لصالون النديم . وأن اتقدم ايضا بوافر الامتنان لكل من غمروني و أمطروني بكلماتهم الحميمية التي ارجو ان اكون حقا جديرا بها ، وأن اظل جديرا بها خلال البقية الباقية من العمر .

ثم اسمحوا لي قبل أن أشرع في التعقيب بأن أوجه “همسة عتاب” مع الاعتذار للفنان الكبير فؤاد المهندس ، فطالما اخترتموني لكي تكرموني..  فلقد كان الأصوب والأوجب أن يكون تكريمي مناسبة لتقييمي برصد ما يحسب لي من إيجابيات وما يؤخذ على من سلبيات خاصة أنني لم اصبح بعد في عداد الاموات حتى يخضع الحديث عني بمعيار ( أذكروا محاسن موتاكم ).

ومن جهة اخري وانطلاقا من قناعتي بأن التكريم لا يجب ان يقتصر وينحصر في مجرد الأحياء دون الأموات، قأعتقد بأن هناك من هو أولي بالتكريم الليلة .

نحن ايها الاخوة في عام 2004/2005

نحن ايها الاخوة في عام النضال ضد التوريث ولذلك ألم يكن الاحق والأجدر بالتكريم الليلة هو الزعيم العظيم .. الرجل البطل.. صاحب براءة ابتكار شعار ( لا للتوريث) أحمد عرابي الذي اطلق الشعار متحديا سلطان جائر قائلا : ( لسنا عبيدا ولا متاعا ولن نورث بعد اليوم ) .

الاخوة الاعزاء

علي طول مسيرة حياتي لا حقتني وطاردتني مجموعة من علامات التعجب والاستفهام .. بل احيانا الاستنكار .وربما ترددت بعض أصداء هذه التساؤلات في كلماتكم الليلة . فاسمحوا لي ان أكرس تعقيبي لتقديم بعض الإيضاحات علي بعض التساؤلات .

التساؤل الأول..

منذ مطلع شبابي يواجهني متسائلون يتساءلون :رغم أصلك الطبقي كإبن لاسرة برجوازية كيف تفسر اعتناقك الشيوعية. وماالذي دفعك لهجر خندق الرأسمالية والانتقال بموقعك الطبقي الي الخندق المضاد. وردا علي هذا التساؤل أقول:

أولا انا لست الوحيد من أبناء الطبقات الموسرة الذي تمرد علي طبقته.. سواء في مصر او خارج الحدود بتبني الفكر الاشتراكي. ويحضرني بهذه المناسبة موقف فيلسوف بريطاني ساخر من أسرة ارستقراطية عريقة كانت له في مطلع شبابه نزعة يسارية . التقي الفيلسوف يوما بقيادة نقابية صفراء ممن نطلق عليهم تسمية “ارستقراطية العمال”. وعاتب النقابي الأصفر الفيلسوف علي يساريته وهو ابن الحسب والنسب. فرد عليه الفيلسوف ساخرا بما ترجمته باللغة العربية :” لا تعاتبني يا صديقي.. فالحال من بعضه.. وكل منا خان الطبقة التي ينتمي اليها “.

 وثانيا .. لعل إنتمائي لأسرة برجوازية هو الذي اتاح لي فرصة مشاهدة المطبخ الداخلي للمجتمع الرأسمالي.. وأكتشفت من هذه المشاهدة ومنذ الصغر الوجه الصحيح الكالح القبيح للرأسمالية .

ثالثا.. من المفارقات الجديرة بالتسجيل أنني مدين لوالدي أحمد نجيب الهلالي رغم نفوره الشديد من الشيوعية بأنه اول من غرس في نفسي افكار وقيم كانت بمثابة نقطة الانطلاق نخو تحديد خياراتي السياسية. وهو أول من هيئ ذهني لتقبل وتبنى الافكار الاشتراكية، وذلك من حيث لايدري .. ومن حيث لايريد بالطبع. ولقد تفتح ذهنى على العمل السياسي في مرحلة بلغ الصدام فيها ذروته بين السراي والغد. وكان الهلالي متطرفا في عدائه للملك والسراي حتى اتهم بأنه جمهوري النزعة.. وأحيل في الاربعينيات من القرن الماضي الى محكمة الجنايات بتهمة العيب في الذات الملكية في سلسلة مقالات كتبها بتوقيع “الديك الجن”. كما كان والدي شديد التزمت في الاستقامة الأخلاقية والعداء للفساد والرشوة والمحسوبية، وكلها قسمات بارزة في المجتمعات الرأسمالية . وكان ايضا عميق الايمان بتكافؤ الفرص بين المواطنين وخاصة في التعليم .. وهو أول من تبنى وهو وزير معارف مجانية التعليم.. وفي مقال نشرته مجلة “الكاتب المصري” التي يرأس تحريرها الدكتور طه حسين كتب الهلالي يوما ساخرا من تكافؤ الفرص في التعليم ، فقال:” تطبيق قاعدة تكافؤ الفرص تطبيقا صحيحا يدك نظام المجتمع المصري لأن تعليم الفقراء يفقر الاغنياء.. وفقر الاغنياء داهية دهياء”.

 رابعا .. صادفتني في مطلع حياتي واقعة مفجعة لازالت محفورة في مخيلتي نبهتني مبكرا الي مدى قسوة التفاوت الطبقي في المجتمع الرأسمالي. فمنذ سبعين عاما أو يزيد وأنا طفل غرير.. دخلت محل حلواني شهير في وسط القاهرة لأتزود بما لذ وطاب من الحلوي والجاتوهات.. ولما هممت بالخروج من المحل صدمني مشهد مأسوي لم انساه ولن انساه  مادمت علي قيد الحياة .. حفنة من اطفال الشوارع المشردين يتزاحمون و يتدافعون امام “فترينة” المحل .. ليلحسوا بألسنتهم اللوح الزجاجي الذي يفصلهم عن معروضات يسيل لها اللعاب. يومها قفز في الحال الى ذهني سؤال ولم يغرب ابدا عن البال .. لماذا يعاني هؤلاء الاطفال من البؤس والحرمان بينما انا واسرتي غارقين في النعيم .. لماذا هذه الفجوة الهائلة بين فقر الفقراء و ثراء الاغنياء. وظل السؤال يفتقد الي الجواب حتى قدر لي الاطلاع علي الادبيات الماكسية التي قدمت لي الرد العلمي. ومنذ استوعبت هذا الرد تحولت النزعة الانسانية في نفسي الي موقف واعي و معادي للاستغلال الرأسمالي.

 السؤال الثاني ..

 يواجهني به البعض مقرونا بنظرة إشفاق.. و يواجهني به آخرون مقرونا بنظرة شماتة.. وهو سؤال يقول : لماذا تتشبث بهويتك الشيوعية حتى الآن وقد تهاوت من حولك الانظمة التي كانت ترفع ألوية الشيوعية وتساقطت كأوراق الخريف. ومن رفاقك القدامي من سلم بأنه ضيع في الأوهام عمره وراح يتنصل من ماضيه وفكره . وردي على هذا السؤال يتلخص في الآتي:

أولا .. الماركسية في نظري ليست نصوصا مقدسة جامدة بل نظرية حية متجددة. وهي لا باخت ولا شاخت و لاماتت . الشيوعيون هم الذي يخطئون ويشيخون و يموتون . أما الماركسية فهي نظرية قادرة علي تجديد وإثراء نفسها .. وتصويب اخطائها .

ثانيا.. طالما ظلت في دنيانا رأسمالية تمارس الاستغلال الوحشي وطالما ظلت الشعوب تكتوى بنار شرورها ستبقي الماركسية ضرورة موضوعية وستظل الاشتراكية هي البديل الموضوعي عن الرأسمالية.. وستظل الاشتراكية هي الحل. وكما قال بحق الفيلسوف الفرنسي غير الماركسي جان بول سارتر : ” الماركسية غير قابلة للتجاوز لأن الظروف التي ولدتها لم يتم تجاوزها بعد”. يخطئ من يحكم علي مستقبل الشيوعية علي ضوء حاضرها المأزوم ، لأن التاريخ ليس أبدا لقطة فوتوغرافية ساكنة للحظة زمنية راهنة . وإذا كان النموذج السوفيتي بكل اخطائه وانحرافاته قد سقط في الاختبار وانهار..  وكان يجب ان يسقط وينهار. فإن هذا لايبرر ابدا الشطب بالقلم الاحمر علي الماركسية ذاتها. تماما كما ان موت المريض داخل غرفة العمليات بسبب خطأ ارتكبه جراح لا يبرر ابدا الدعوة لالغاء علم الجراحة. سيظل الاطباء يصيبون ويخطئون .. وسيظل المرضي يشفون ويموتون.. وسيظل الطب محتفظا بمكانته كعلم يواصل اكتشاف الجديد .. وأداء رسالته في خدمة الانسانية .

 الأمر الثالث والاخير ..

ما يحتاج الي تفسير مشاركتي في الدفاع في قضايا الجماعات الاسلامية .. رغم التناقضات الجذرية بين افكاري وأفكارهم .. لقد أثار موقفي هذا ايضا علامات استفهام عند البعض وامارات استهجان عند آخرين .. حتى ان بعض الزملاء اليساريين ـ سامحهم الله ـ إتهموني بأنني بذلك اقدم الدعم القانوني للارهاب الديني. والقضية في جوهرها أوضح من الاحتياج لأي توضيح .. إلا انني اسلم بانها في مظهرها قد تثير الحيرة والالتباس عند بعض الناس.. لذلك فانا التمس العذر لكل من تعجب وتساءل واستهجن.. وأقول لهؤلاء: إن موقفي بداية ينطلق من ايماني العميق الذي لايتزعزع يوما ولن يتزعزع دوما بانه في مجال حقوق الانسان لا مكان للانتقائية في المواقف والازدواجية في المكاييل .فهناك فقط موقف مبدئي واحد و أصيل هو الدفاع عن حقوق كل انسان .. أي انسان .. أيا كانت عقيدته الدينية او اعتقاده السياسي او منطلقه الايديولوجي .. الدفاع عن الانسان المجرد ، وليس الانسان المصنف  الذي يشاركني الانتماء والتوجهات. وفي مجال الدفاع عن  حقوق الانسان المعيار الأوحد الذي يحدد من هو الانسان هو انسانيته وليس دينه ولالونه السياسي و لا ايديولوجيته . وأنا لم اتوصل الي هذه القناعة باختيار فكري فحسب. وإنما هذه القناعة تولدت لدي من دروس الحياة التي تؤكد أن التغاضي او السكوت

عن أدني انتهاك لحريات الآخرين .. حتى لو كانوا منافسين سياسيين او خصوم سياسيين او حتى اعداء سياسيين .. مثل هذا التغاضي هو سهم لابد ان يرتد الي صدر المتغاضي لأنه يسهل علي الدولة البوليسية ارساء قاعدة سرعان ماتعمم علي الجميع، وتكريس نهج سرعان ما تصيب لعنته الجميع .. لذلك  لا يجوز ايها الاخوة التعامل مع اي اهدار لحريات خصومنا السياسيين بمنطق ( بركة ياجامع ) أو بمفهوم ( اللي بعيد عن رأسي أهز له كتافي ) .

 لقد لقنت مدرسة الحياة الشيوعيين المصريين درسا لا يجب نسيانه سواء من الشيوعيين أو غير الشيوعيين. ففي اواخر الخمسينيات اصدر الحاكم العسكري أمرا عسكريا يبيح له تشغيل المعتقلين أشغال شاقة داخل المعتقلات. ولا بد أن اعترف بان الشيوعيين واليساريين و الديموقراطيين تعاملوا وقتها مع هذا الامر العسكري باستخاف توهما منهم بانهم غير مخاطبين به. لا في الحال ولا في الاستقبال ، وأنه صدر للتعامل مع المعتقلين من الاخوان المسلمين . ودرات دورة الزمان ، فإذا بالأمر العسكري المذكور يطبق لأول مرة و لآخر مرة علي المعتقلين الشيوعيين و اليساريين والديموقراطيين داخل سجن “أوردي ابو زعبل ” في اواخر عام 1959.

 وأرجو كل الرجاء ونحن هذه الايام علي اعتاب صدور قانون جديد لمكافحة الارهاب ألا نعيد ارتكاب الخطأ السابق.. وأن نقف صفا واحدا في وجه اصدر هذا القانون، حتى لو تعللت الدولة البوليسية بأن اصداره يمثل ضرورة لحماية الديموقراطية من شرور الارهابيين.. هذه ضجة فارغة خادعة.. وهي أشبه بما ردده تجار الحروب يوما عن (القنبلة النووية النظيفة ).. وما أصدق مقولة الفقيه “تشافي” التي قال فيها: “لم تخترع حتى الآن بندقية تقتل الذئب المتنكر في ثوب حمل .. ولا تقتل الحمل نفسه “.

ختاما أيها الأخوة ..

أؤكد لحضراتكم ان أحمد نبيل الهلالي ليس بحال من الاحوال ظاهرة فريدة وغير مسبوقة في مجال حقوق الانسان.. وأحمد نبيل الهلالي لم يكن يوما من الايام “السوبرمان” الذي يدافع بمفرده عن حقوق الانسان.. فلقد كنت دائما نفرا من كتيبة سبقتها كتائب عديدة وستلحق بها كتائب عديدة . وقائمة انصار حقوق الانسان الطويلة تضم فرسانا من كل ألوان الطيف السياسي.. من محامين وصحفيين وكتاب وقضاة صالوا وجالوا في ساحات الدفاع عن حقوق الانسان .. قلة منهم نالت حظها من التكريم قبل ان ترحل وكثرة منهم قدمت سخي العطاء بعيدا عن الاضواء .

ولكي لا ننسى استأذنكم في التذكير ببعض الاسماء علي سبيل المثال لا الحصر: الدكتور عزيز فهمي.. الاستاذ فتحي رضوان.. الدكتور عصمت سيف الدولة.. الاستاذ ابراهيم طلعت.. الأستاذ عادل أمين.. الاستاذ زكي مراد .. الاستاذ عبد الله الزغبي.. وأخيرا  وليس آخرا فقيدنا العزيز الذي رحل منذ ايام الدكتور جلال رجب . وأضيف من بين اسماء رجال القضاء المستشار حكيم منير صليب والمستشار صلاح عبد المجيد والمستشار محمد أمين الرافعي والمستشار سعيد عشماوي .

أيها الاخوة ..

الآن و”أتوبيس” الحياة يقترب من الموقف الأخير .. أسمحوا لي ان اقول لكم : انني اخترت لنفسي طرقا في الحياة اعتز به كل الاعتزاز .. أقول لكم : انني حاولت وبذلت قدر ما استطيع ..أخطأت احيانا .. و اصبت احيانا..ووفقت احيانا.. وإذا كنت واحدا ممن ينتمون الي جيل حزم حقائبه استعدادا للرحيل، فإنني علي ثقة كل الثقة بأن اجيالا لاحقة من شباب هذا الوطن سوف تواصل المسيرة و تصحح المسار وتتجاوز الاخفاقات، مستخلصة الدروس والعبر من خبرات أجيال سبقت.  ولحسن حظي ايها الاخوة انني لن اعيش حتى يشهد العالم استنساخ الإنسان للانسان .. لكن لو قدر لي يوما أن استنسخ و ان تكتب لي حياة جديدة .. يومها سوف اردد بملئ الفم أبيات شاعر فرنسي من ابطال المقاومة ضد النازي رددها وهو يسير نحو ساحة الإعدام . أبيات تقول : ” لو قدر لي ان أعاود الكرة .. فسوف أختار ذات الطريق من جديد”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *