عمال “مصر للغزل والنسيج” بكفر الدوار يعتصمون احتجاجا على أنباء الهدم والتسريح.. ويتظاهرون بـ”الأكفان”: مش هنسيب الأرض
العمال يعتصمون احتجاجا على أنباء هدم الشركة والمساكن المحيطة لبناء “مساكن بشاير الخير”.. وقوات الأمن تحاصر الشركة.. والإدارة ترد بمنشور
العمال يطالبون بتطوير الشركة ويطلقون هاشتاج “تطويرها أفضل من تدميرها”.. ويدعون المهتمين للتفاعل مع قضيتهم
أحد العمال: نواب البرلمان قالوا إن “القرار سيادي”.. إحنا مش ضد الدولة بس وفروا لنا بديل مناسب
رئيس الشركة في منشور للعاملين: لا تلتفتوا للشائعات ولا تستمعوا لأي معلومات غير صادرة منا بمنشور رسمي
كتبت – عبير الصفتي
أعلن عمال شركة “مصر للغزل والنسيج” بكفرالدوار، اليوم السبت، اعتصامهم داخل الشركة احتجاجا على أنباء تم تداولها حول صدور قرار بهدم الشركة والمساكن المحيطة بها لبناء “مساكن بشاير الخير”، وقال عمال لـ”درب” إن شائعات ترددت أن المساكن الجديدة ستكون تعويضًا للمتضررين من قرارات الإزالة التي ستصدر للمنازل والقرى الواقعة على خط الخمسين الخاص بمحور المحمودية.
وبدأ الاعتصام بالتزامن مع دخول عمال الوردية الصباحية للشركة في الثامنة صباحا، ونظم العمال مسيرة “بالأكفان” مرددين العديد من الهتافات المناوئة للمخطط الجديد، كما أطلقوا وسم #شركةمصرللغزلوالنسيجتطويرهاافضلمن_تدميرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي داعين جميع المهتمين إلى التفاعل معه لإنقاذ الصرح الأكبر في صناعة الغزل والنسيج بمصر والشرق الأوسط والذي تأسس عام 1938.
وردد العمال عدة هتافات بينها “بالطول والعرض مش هنسيب الأرض ويا أهالينا انضموا لينا”، مطالبين أهالي المدينة بالتضامن معهم في مطالبهم المشروعة.. فيما كثفت قوات الشرطة من تواجدها بمحيط الشركة منذ بدء الاحتجاجات، غير أن العمال أكدوا استمرارهم في الاعتصام وأن أعدادهم في تزايد، مشيرين إلى أنه مع صباح الغد سيكون جميع عمال الشركة والذين تتجاوز أعدادهم السبعة آلاف عامل مشاركين في هذا الاعتصام سواء بالتواجد داخل أسوار الشركة أو عن طريق مد المعتصمين بالطعام من أجل للاستمرار.
وأكد العاملون استمرارهم في الاعتصام لحين تنفيذ مطالبهم والتي تتلخص في تطوير شركة كفرالدوار للغزل والنسيج كما وعد المسؤلون بالدولة، مشددين على ضرورة الرد الواضح من الدولة عن وضعهم حال تم هدم الشركة.
كما شددوا على رفضهم التام لأي تصريحات خاصة بالهدم أو تسريح العمال وتصفية الشركة إلا بتوفير بديل مضمون وتعويض ملائم لهم سواء بتوفير وظائف بديلة للشباب من العمال أو تعويض مناسب لعدد سنوات الخدمة وتوفير معاش ثابت للعاملين.
وطالب العمال المعتصمون بالشركة برد من رئاسة الجمهورية وضمان لتنفيذ أي تفاوض قد يصلون إليه، مؤكدين أنه حتى الآن لم يرد عليهم أو يسمع لهم أيًا من المسؤلين فيما تجاهلت الشركة مطالبهم.
ولفت أحد العمال -فضل عدم ذكر اسمه- إلى صدور بيان من مجلس إدارة الشركة يؤكد إيقاف العمل بالثلاث مصانع الموجودة داخل أسوار الشركة ونقل العمل لشركة “البيضا” الواقعة بذات المدينة، مؤكدًا رفض العمال الانتقال إليها.
وقال محمد حمودة أحد عمال الشركة “قضيت نحو 20 عاما في الشركة.. الشركة دي هي وشركة غزل المحلة هما اللي كانوا شايلين البلد”، مضيفا “وعدونا بالتطوير ولم ينفذوا، من سيعيد إلينا حقوقنا المهدرة”.
وتساءل عبدالحميد إسماعيل أحد عمال المصنع عن مصيرهم حال هدم الشركة قائلا “أنا في الشركة من 42 سنة، هتمشوني أروح فين، مفيش شركة قطاع خاص هترضى تشغلنا والشباب اللي مكملوش 20 سنة في الشركة هيروحوا فين”.. مضيفا “إحنا مش ضد التطوير ولا ضد بناء الدولة بس وفروا لنا بديل مناسب”.
ولفت عدد من المعتصمين إلى أنهم حاولوا التواصل مع أعضاء مجلس النواب إلا أن هذه المحاولة لم تفضي إلى شئ.. وقال أحد العمال “النواب الذين تواصلنا معهم أو جاءوا إلى الشركة كان كلامهم غير مجدي ولم يحمل حلا للمشكلة القائمة وكان مضمون كلامهم أن (القرار سيادي)”.
ووجه بعض العاملين أصابع الاتهام إلى إدارة الشركة باعتبارها مسئولة عن الوضع السيئ الذي وصلت إليه، واتهموهم كذلك بالإهمال المتعمد لتخريب الشركة.
وأضافوا أن مجلس الإدراة يقوم ببيع الماكينات بعد تكهينها حيث يتم بيعها “كخرده” بعد أن يتم فك الماكينات وبيعها معدن بالكيلو ليتم شرائها واستخدامها من قبل مصانع خاصة.
كما طالب العمال بمستحقاتهم المالية التي لم تُصرف منذ أعوام رغم خصم التأمينات من رواتبهم، وأكدوا أيضا أن عمال المصنع لا ينالون أي رعاية صحية.
وأصدر رئيس مجلس إدارة الشركة والعضو المنتدب، بيانًا للعاملين قال فيه “نظرًا للشائعات المتداولة حاليا والتي يطلقها بعض المغرضين من ذوي النفوس الضعيفة، فإننا نؤكد عدم صحة الإشاعات وانه لا صحة لما يتردد من إصدار إدارة الشركة تعليمات لقيام العاملين بإجازة لمدة ثلاثة شهور وأنه سيتم تشغيل غزل مصنع 4 ونسيج مصنع 4 بكامل الطاقة المتاحة ونقل الماكينات الصالحة للتشغيل إلى مصنع 4 لاستيعاب جميع العاملين”.
وأضاف البيان “كما نؤكد على استمرار العمل بكفر الدوار ووحدة البيضا بأقصى طاقة ممكنة، ونرجو من الأخوة العاملين عدم الانسياق أو الانجرار وراء من لا يريدون خيرا بشركتنا وعدم الاستماع إلى أي معلومات غير صادرة منا بمنشور رسمي موقع منا”