صور|كوبري البازيليك.. قصة تشويه المنطقة التراثية بمصر الجديدة: حملة توقيعات لرفض إنشاؤه ونائبا الحي لا توجد اختناقات مرورية

مبادرة شعبية تقدم مقترحات لحل أزمات المرور.. وتخوفات من الحفر بجوار العقارات القديمة

نائبا المنطقة: نرفض إنشاء كوبري لا حاجة له وطلبنا الاجتماع مع المسئولين لتقديم المقترحات

مبادرة تراث مصر الجديدة: احتملنا بأسى شديد التفريط في المترو التراثي و96 فدانا من المناطق الخضراء والأشجار

كتب- فارس فكري

أثار بدء أعمال كوبري البازيليك في قلب المنطقة التراثية بمصر الجديدة استياء السكان، ما دفعهم لتدشين حملة توقيعات على رفض أعمال الكوبري في المنطقة، مؤكدين أنها لا تعاني من أية اختناقات مرورية فضلا عن خطورة الحفر في منطقة تراثية بها بيوت قديمة مقامة منذ عشرات السنين فضلا عن تشويه منطقة تراثية هي قلب مصر الجديدة.

كان سكان مصر الجديدة قد فوجئوا بوجود مهندسين من شركة المقاولون العرب يبدءون أعمال الحفر والتجهيز لإقامة كوربي البازليك.

والكوبري يقام بطول 2 كيلو متر تقريبا من ميدان الإسماعيلية مرورا بصلاح الدين لحد البازيليك وشارع الأهرام وينتهي عند نادي هليوبليس.

ورفض النائبين عمروالسنباطي وطارق شكري عضوا مجلس النواب عن مصر الجديدة إنشاء الكوبري مؤكدين إن الدولة طورت بالفعل المنطقة منذ عدة أشهر وقلصت الجزيرة الوسطى، مشيرين إلى أن المنطقة لا تعاني من اختناقات مرورية.

ودشنت “مبادرة تراث مصر الجديدة” التي بدأت في 2011 كمبادرة شعبية تضم شباب ومتخصصين في التراث الحضاري والمعماري حملة توقيعات على بيان رفض إنشاء الكوبري وقدمت عدد من الحلول الأخرى التي يمكنها أن تحقق سيولة مرورية دون أن تشوه المنطقة التراثية.

وقال البيان: يثمن أهالى مصر الجديدة المجهودات المبذولة من قبل الدولة لتحسين السيولة المرورية في القاهرة، والتى كان لها أثر كبير فى المحاور الرئيسية، غير أننا لا يمكننا أن ننكر أن منطقة مصر الجديدة لها من خصوصية ثقافية وتاريخية لا يمكن التغاضي عنها عند القيام بأي تطوير او اقتراحات لحلول.. وعليه فإننا نعبر من خلال هذا البيان عن الرفض والانزعاج الشديدين للغالبية العظمى من سكان مصر الجديدة بخصوص الكوبري المزمع إقامته في قلب المنطقة التاريخية والتراثية بمصر الجديدة، وذلك بطول 2 كم من ميدان الإسماعيلية مرورا بشارع عثمان بن عفان ثم ميدان البازيليك وبمحاذاة كنيسة بازيليك السيدة العذراء الذي يقع بها مدفن مؤسس حيينا العريق البارون إمبان، وبطول شارع الأهرام الذى يعد أول وأهم محاور الحى التراثي وصولاً بالقصر الرئاسي (فندق هليوبوليس بالاس سابقا”) ونادي هيليوبوليس الرياضي.

هذا الكوبري أن أقيم سوف يدمر هذه المنطقة التراثية المميزة والتى تعد قلب حي مصر الجديدة، بالإضافة للتأثير السلبي على جودة الحياة في هذا الحي العريق والتأثير البيئي والأمني الكارثيين.

لقد عانينا نحن سكان مصر الجديدة كثيرا” خلال الـ 15 شهرا الماضية في صمت خلال تشييد منظومة الكباري التي ساهم أغلبها في تحقيق سيولة مرورية للسيارات العابرة من مصر الجديدة، كما احتملنا بأسى شديد التفريط في مترو مصر الجديدة التراثي و 96 فدانا” من المناطق الخضراء والأشجار في الحي وكثير من ذكرياتنا المشتركة من أجل مشاريع الطرق القومية، ونحن نحتمل بصعوبة كل يوم الزحام المستجد الذي سببه افتتاح محال ومطاعم مخالفة أسفل الكباري الجديدة، لكننا مصدومين من مفاجئة وسرعة الشروع في إقامة كوبري بهذا الحجم في قلب المنطقة التراثية بدون حوار مجتمعي مسبق حيث أنه لا يوجد احتياج حقيقي له.

كما أننا مندهشين لعدم وجود شفافية أو خطة واضحة أو دراسة للأثر البيئي، حيث أن كل هذه المسارات المقترحة تم توسعتها بالفعل منذ أقل من عام عندما تم نزع خطوط المترو، وهي تتمتع اليوم بسيولة مرورية عالية في كل أوقات النهار والليل على مدار الأسبوع.

نحن سكان مصر الجديدة نرى أن هذا المشروع المزمع إقامته سوف يدمر أكبر وأهم ميدان في مصر الجديدة (ميدان البازيليك) وأكبر وأقدم محور تاريخي بالحي (شارع الأهرام) بالإضافة للتأثير السلبي على الخدمات من مدارس ومستشفيات وعدم مراعاة إقامته بمحاذاة ثلاث كنائس مئوية شيدت في بداية القرن الماضي ومئات المنازل والعمارات التي ستتأثر بمزيد من التلوث بسبب عادم السيارات والأنشطة التجارية التي ستختفي أسفل ظلام هذا الكوبري الغير مفهوم والغير مقبول.

وقد تم تسجيل هذه المنطقة التراثية كفئة “أ” لذا هذا المشروع مخالف تماما لاشتراطات منطقة مصر الجديدة التراثية التي نشرت بقرار رئيس الوزراء في يناير 2014، كما أنه مخالف لقانون حماية المناطق التراثية، إلى جانب كل أعراف حماية التراث والتخطيط العمراني والارتقاء بالمدينة.

نقترح إعادة النظر في هذا المشروع وتوجيه هذه الميزانية إلى تحسين مدارس ومستشفيات شرق القاهرة أو ترميم المباني التراثية في حيينا العريق واستخدام حلول بديلة أقل تكلفة (أو بدون تكلفة في بعض الأحيان) إن كان الهدف تحقيق سيولة مرورية أكثر مما هو قائم بالفعل في شارع عثمان بن عفان وعلى سبيل المثال (بترتيب الأولويات وسهولة التنفيذ):

1- منع المواقف العشوائية للميكروباصات في ميدان صلاح الدين وميدان البازيليك، والتحكم في مسارات هذه المركبات التي ظهرت كبديل لتوقف خدمة مترو مصر الجديدة – مجرد إنفاذ للقانون

2-    منع وإغلاق كل المحال والمطاعم المخالفة التي تحتل الأرصفة وأجزاء من الشارع وتسبب الزحام مثل المطعم ناصية عثمان بن عفان وشارع سيدي جابر – أيضا” مجرد إنفاذ للقانون

3-    تحويل مسارات شوارع عثمان بن عفان وهارون الرشيد لاتجاه واحد لسيولة أكبر.

4-    إقامة جراجات تحت الأرض في ميدان صلاح الدين بنظام الcut & cover  غير المكلف بوجود مساحات كافية لمنازل ومخارج هذه الجراجات، ومن ثم إنفاذ منع انتظار السيارات على جانبي شارع عثمان بن عفان، بالإضافة إلى كثير من الحلول الأخرى.

ونوقع أدناه نحن أبناء وساكني ومحبي حي مصر الجديدة التراثي العريق مبديين اعتراضنا الشديد على إقامة هذا الكوبري المشوه والمدمر لقلب مصر الجديدة التراثية، راجيين من المسئولين تغيير المسار وإيجاد حلول بديلة لأغراض هذا المشروع وتبنى فكر تطويري يحافظ على عراقة المناطق التراثية.

من جانبه قال طارق شكري عضو مجلس النواب عن مدينة نصر ومصر الجديدة إن المنطقة التي مخطط أن يقام فيها الكوبري تم تطويرها من أشهر قليلة بوضع أعدة إنارة وتشجيرها فإذا كان مخططا إقامة كوبري عليها فلماذا تم تطويرها، مشيرا إلى أن المنطقة الأثرية التي سيقام عليها الكوبري لا تعاني من أية اختناقات مرورية وبالتالي الكوبري لن يحقق أية اثر بعد إقامته، قائلا كل الاختناقات المرورية بين ميدان الإسماعيلية وصلاح الدين وبعيدة عن المنطقة التراثية التي يعتز بها كل سكان مصر الجديدة.

وأضاف شكري في مداخلة في برنامج على مسئوليتي الذي يقدمه المذيع أحمد موسى على قناة صدى البلد أمس أن هناك لقاءات مع المسئولين للتحاور حول أهمية الكوبري وتقديم حلول ومقترحات بديلة لا تشوه المنطقة الأثرية.

كما أصدر النائب عمرو السنباطي عضو مجلس النواب بيانا بخصوص كوبرى البازيليك قال فيه: تلقيت العديد من الاستغاثات عبر صفحتى والاتصالات التليفونية تتساءل عن مدى صحة إقامة كوبرى بجوار كنيسة البازيليك.

وأضاف: كونى من أبناء مصر الجديدة أعلم تماما مدى أهمية هذا المكان أثريا وجماليا وتاريخيا وما يمثله لأهلى من سكان مصر الجديدة.

قمت على الفور بزيارة موقع كوبرى ميدان الإسماعيلية مع أحد أعضاء جمعية محبى مصر الجديدة والمهتمين بالتراث. وكان الهدف أن يكون لدى فكرة واضحة ودقيقة عن تفاصيل مشروع كوبرى ميدان الإسماعيلية.

وبالفعل تحدثنا باستفاضة مع أحد المسئولين عن تنفيذ المشروع والذى أكد لنا أن الكوبرى سيقام بالفعل وتم إجراء تعديل لتجنب مرور فرعي الكوبري بجوار الكنيسة.

وتابع البيان: ورغم إيماني الكامل بأهمية الكبارى للسيولة المرورية ويقينى أن الدولة لن تقوم باى عمل يتسبب فى اى ضرر على العمارات المجاورة أو على أمن وسلامة المواطنين إلا أننى أود التأكيد على وجهة نظرى الواضحة فى هذا الشأن. أن مرور الكوبرى بمنطقة أثرية بجوار كنيسة البازيليك يمثل ضرر حضاري كبير على المنطقة والتى قامت الدولة مشكورة بالاستثمار فيها للحفاظ عليها.

فقد قامت الدولة بعمل تطوير كبير فى هذه المنطقة مثلها مثل باقى منطقة شرق القاهرة وتم إزالة المترو فى هذه المنطقة وتخفيض مساحة الجزيرة الوسطى وتطوير المنطقة ما أدى إلى سيولة مرورية لم تكن متاحة من قبل.

فليس من المنطقى أن تدمر الآن إلا إذا كان فى ضرورة قصوى لهذا المشروع، لذا تقدمت بطلب رسمى للمسئولين للاجتماع والرد على مدى أولوية بناء الكوبرى وإذا كان حقا يستحق أن تتاثر منطقة بالكامل لها مكانة أثرية وتاريخية عظيمة يجب أن نحميها قدر المستطاع. وفى انتظار الرد والمتابعة والحسم فى هذا الشأن من صناع القرار.

يذكر أن حي مصر الجديدة شهد تطويرا بلغ 7.5 مليار جنيه حسب بيان سابق لمحافظة القاهرة.

وقالت المحافظة إن التطوير شهد تغيير شبكات الصرف وتطوير الشوارع وإنشاء 5 كباري مرورية هي: كوبرى لتقاطع الميرغنى مع شارع أبوبكر الصديق، وكوبرى تقاطع الميرغنى مع السبع عمارات، وكوبري تقاطع شارع النزهة مع صلاح سالم أعلى كوبرى الجلاء، وكوبري تقاطع شارعى أبوبكر الصديق مع عثمان بن عفان، وكوبرى ميدان المحكمة.

صور من صفحة مبادرة تراث مصر الجديدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *