سوريا تحت مرمى النيران.. تهديدات عسكرية وسياسية بين روسيا وتركيا.. وإسرائيل تضرب الجولان

ازدادت حدة الصراع في الداخل السوري، بعد تزايد القصف والاشتباكات بين القوات الروسية والتركية داخل محافظة إدلب، في الوقت الذي هدد مسئولو البلدين باستمرار المعارك، ودعا الاتحاد الأوروبي جميع الأطراف إلى وقف التصعيد السريع، فيما استغلت إسرائيل الوضع للاعتداء الصاروخي على نقاط الجيش السوري في الجولان.

وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، مقتل 34 عسكريا تركيا في الغارات الجوية التي جرت خلال الخميس، في المنطقة الواقعة بين البارة وبليون شمالي سوريا.

وأعلن ممثل أسطول البحر الأسود الروسي ألكسي روليف، توجه فرقاطتين روسيتين تحملان صواريخ (كاليبر) من أسطول البحر الأسود إلى الساحل السوري.

وقال روليف – في تصريح صحفي، اليوم الجمعة، أوردته قناة (روسيا اليوم) الإخبارية – “إن الفرقاطتين الأدميرال (ماكاروف) والأدميرال (جريجوروفيتش) التابعتين لأسطول البحر الأسود والمزودتين بصواريخ كروز الفائقة الدقة من طراز (كاليبر) عبرتا مضيقي البوسفور والدردانيل التركيين في طريقها إلى البحر الأبيض المتوسط”.

وأضاف “أن هاتين الفرقاطتين سترابطان في البحر المتوسط لتكونا جزءا من قوات المجموعة البحرية الروسية الدائمة هناك”.

وأشار روليف إلى أن الفرقاطتين قامتا – خلال عملية توجههما من البحر الأسود إلى البحر المتوسط – بإجراء مجموعة من التدريبات والمناورات القتالية البحرية في نطاقات تدريب الأسطول في البحر الأسود.

ودعت تركيا إلى إنشاء منطقة حظر طيران في سورية بعد مقتل 33 جنديا في غارة جوية في إدلب ، آخر معقل للمعارضة شمال غربي سورية التي مزقتها الحرب وموقع مواجهات عسكرية متصاعدة بين دمشق وأنقرة.

وألقت تركيا باللوم في الهجوم الذي وقع يوم أمس الخميس، والذي يمثل أكبر عدد من القتلى في يوم واحد من جنودها في إدلب،على قوات الحكومة السورية.

وقال فخر الدين الطون مدير الاتصالات في الرئاسة التركية “يجب على المجتمع الدولي أن يتصرف لحماية المدنيين وفرض منطقة حظر طيران،”

وردا على مقتل الجنود الاتراك في قصف من جانب القوات الحكومية السورية في أدلب، ذكرت وكالة الاناضول للانباء التركية أن تركيا قصفت جوا وبرا “قوات النظام السوري” في إدلب، طوال ساعات ليلة أمس.

وذكرت الأناضول أنها حصلت من مصادر عسكرية على مشاهد ملتقطة عبر طائرات مسيرة، تظهر القصف البري والجوي الذي نفذه الجيش التركي، على مواقع” نظام الأسد” في إشارة إلى الرئيس بشار الاسد.

وتظهر المشاهد لحظات استهداف أرتال مدرعات وعناصر متحركة تابعة للنظام، ومواقع تستخدمها قواته كمقرات ومخازن أسلحة.

وطلبت تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو) عقد اجتماع طارئ للحلف لبحث الوضع في إدلب.

كما أفادت وسائل إعلام بأن القوات التركية المنتشرة في محافظة إدلب السورية تقصف مواقع للجيش السوري وطائرات عسكرية روسية وسورية، استنادا إلى تقرير مصور نشرته قناة “روسيا 24” الفيدرالية.

وفي تقرير حول الوضع في إدلب أعده رئيس مكتب “روسيا 24” في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، يفغيني بودوبني، ونشر اليوم الخميس، قال بودوبني إن العسكريين الأتراك المتمركزين في نقاط المراقبة التركية في إدلب يقدمون مختلف أنواع الدعم لمسلحي تنظيم “جبهة النصرة” حيث يهاجمون بنيران الدبابات والمدفعية مواقع الجيش السوري ويقصفون الطيران الحربي السورية والروسي بمضادات الطيران المحمولة.

وأضاف مراسل “روسيا 24” أن المعارك الأساسية بين الجيش السوري والجماعات المسلحة في إدلب تدور حاليا في منطقة سراقب حيث يحاول المسلحون إحكام السيطرة على تقاطع الطريقين الدوليين “أم 5” و”أم 4″، وكذلك النيرب وجوباس وسان.

وأكد أن النشاط العسكري التركي يرتكز الآن على محور جوباس، ونقل عن مصدر عسكري ميداني قوله: “المشكلة الأساسية يسببها الأتراك لأن المسلحين لا يتحركون دون دعمهم وبمجرد تكبدهم خسائر ينسحبون نحو نقاط المراقبة التركية”.

وأضاف بودوبني أن وحدات الجيش العاملة في جوباس خسرت، خلال الأيام القليلة الماضية، عددا كبيرا من العربات المدرعة والأسلحة المدفعية ولكن ليس نتيجة هجمات المسلحين بل بفعل الاعتداءات من قبل العسكريين الأتراك الذين “يستخدمون الأسلحة عالية الدقة والوسائل الاستخباراتية ويشنون الضربات بصورة مفتوحة دون خجل”.

وتابع: “الطيران الحربي السوري والروسي يوقف المسلحين مرة تلو الأخرى، والسماء فوق إدلب ليست آمنة أيضا حيث يستخدم المسلحون والخبراء الأتراك بنشاط أنظمة الدفاع الجوي المحمولة”.

وسبق أن قال مصدر عسكرية بدلوماسي روسي في الـ15 من فبراير الجاري، إن مسلحي “هيئة تحرير الشام” (“جبهة النصرة” سابقا) الناشطين في منطقة إدلب لوقف التصعيد يتسلمون من تركيا أنظمة الدفاع الجوي المحمولة أمريكية الصنع والمدرعات العسكرية والزي العسكري التركي.

وفي 20 فبراير نشر موقع “المصدر” فيديو قال إنه يظهر كيف يحاول المسلحون المدعومون من تركيا إسقاط قاذفة روسية من طراز “سو – 24″، بواسطة مضدات الطيران المحمولة في سماء إدلب.

وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أنه لا حلول وسط مع الأرهابيين في سوريا، مشددا على ضرورة تطبيق الاتفاقات المبرمة بشأن إدلب.

وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره من لوكسمبورغ جان أسيلبورن في العاصمة الروسية اليوم، إن موسكو تبقى ملتزمة بما اتفق عليه رئيسا روسيا وتركيا بشأن إدلب، بما في ذلك فصل المعارضة عن الإرهابيين، وأن المشكلة تكمن في ترجمة الاتفاق حول إدلب على أرض الواقع.

وفيما يتعلق بسقوط ضحايا بين الجنود الأتراك في إدلب السورية جراء قصف للجيش السوري أمس الخميس، أكد لافروف أن وزارة الدفاع الروسية لم تتلق معلومات من تركيا حول وجود عسكرييها بالمنطقة المستهدفة.

وأضاف أن تطبيق الاتفاقات بشأن إدلب كان يمكن أن يضمن عدم سقوط قتلى من الجيش التركي بسوريا.

وعبر لافروف عن تعازي موسكو بمقتل الجنود الأتراك، وأكد استعداد الجانب الروسي لمواصلة التنسيق مع تركيا في إدلب، معتبرا أنه ليس هناك مشاكل مستعصية تواجه عملية أستانا للتسوية في سوريا.

وأكد لافروف أن الاتصالات بين روسيا وتركيا مستمرة على مختلف المستويات، كاشفا أن وفدي البلدين اللذين أجريا مباحثات في أنقرة يومي الأربعاء والخميس، قد اتفقا على مواصلتها اليوم الجمعة أيضا.

وردا على سؤال صحفي قال لافروف، إنه لا يعتقد أن ما يحدث في سوريا ينسحب عليه البند الخامس من ميثاق الناتو والخاص بالدفاع المشترك.

وحذر لافروف الدول الغربية من مغبة تبييض وجه الإرهابيين من “هيئة تحرير الشام”، باعتبار ذلك تكرارا لأخطاء الغرب السابقة والمتمثلة في الاعتماد على جماعات إرهابية لتحقيق مصالحها الجيوسياسية في سوريا.

من جانبه، تطرق أسيلبورن إلى تقارير عن توجه تركيا لفتح حدودها أمام تدفق المهاجرين إلى أوروبا، مشيرا إلى أن قرار أنقرة هذا لم يكن مفاجئا، وأضاف أن سوريا تعيش مرحلة انعطاف هامة جدا، وهذه المرة يجب أن تضطلع الأمم المتحدة وليس أوروبا، بحل مشكلة اللاجئين والنازحين السوريين وتحسين أوضاعهم الإنسانية.

توعد مسعود حقي، مستشار الرئيس التركي، روسيا بانتقام رهيب وباحتمال نشوب صدام قاس بينها وبين تركيا بسوريا، وذكّرها بالحروب الماضية بينهما وبأن بلاده مستعدة لمواجهة عسكرية جديدة معها.

ووفقا لـ Regnum أعلن حقي في بث مباشر على أثير تلفزيون A Haber: “أن تركيا قاتلت روسيا 16 مرة في التاريخ، وكانت مستعدة لدخول الحرب مرة أخرى. وذلك تعليقا على الغارة الجوية للقوات السورية على مواقع المتشددين في محافظة إدلب في سوريا، والتي قتل فيها 33 عنصرا من القوات التركية وجرح 32 آخرون، وأكد حقي أن انتقام تركيا لهؤلاء سيكون “رهيبا”!.

وأكد التلفزيون الروسي الحكومي، اليوم الخميس، أن جنودا أتراك يطلقون صواريخ على طائرات روسية في محافظة إدلب السورية، حيث يدعم الجيش الروسي نظيره السوري في تحرير إدلب من الجماعات المسلحة التي تدعمها تركيا.

وقال التلفزيون الروسي، في تقرير اليوم، إن الجيش التركي يقدم دعما مدفعيا للجماعات المسلحة في إدلب، وذلك وفق قناة “العربية.

وأعلن وزير الدفاع التركي خلصي آكار أمس مقتل جنديين تركيين جراء غارة جوية في محافظة إدلب.

يذكر أن 5 جنود أتراك قتلوا وأصيب مثلهم، الاثنين الماضي، جراء غارات جوية للجيش السوري استهدفت نقطة المراقبة التركية المتمركزة في ريف إدلب.

وأكدت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الجمعة أن القصف السوري في إدلب كان موجها ضد المسلحين الإرهابيين، وتبين لاحقا أن صفوفهم ضمت عسكريين أتراك.

وأشارت الوزارة في بيان لها إلى أن الجانب التركي لم يقدم لموسكو معلومات عن تواجد عسكرييه في بليون في إدلب، مضيفة أنه وفقا للمعلومات التي تلقاها مركز المصالحة الروسي في سوريا، لم تتواجد هناك وحدات، ولم يكن مفترضا أن تتواجد أي وحدات تركية في منطقة القصف.

بعد ذلك، أعلنت أنقرة أنها تعتبر جميع الوحدات التابعة للجيش السوري أهدافا معادية حسبما صرح السكرتير الصحفي لحزب العدالة والتنمية الحاكم، عمر جليك.

وقال الناطق الرسمي باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب أردوغان، اتفقا على بحث إمكانية عقد قمة بينهما في القريب العاجل.

وأضاف بيسكوف أن الرئيسين اتفقا أيضا على تكثيف المشاورات بشأن سوريا، وشددا على ضرورة اتخاذ إجراءات إضافية لتطبيع الوضع في شمال غرب سوريا، ومحاربة مجموعات الإرهاب الدولي.

وأشار بيسكوف إلى أن الرئيسين أعربا في اتصالهما الهاتفي عن قلقهما إزاء الوضع في إدلب.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، قال في وقت سابق من اليوم إن اتصالا هاتفيا جرى اليوم بين الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، بمبادرة من الجانب التركي.

وجاء الحديث الهاتفي بعد يوم من مقتل 33 جنديا تركيا بهجوم شنه الطيران السوري في محافظة إدلب.

عززت اليونان، الجمعة، إجراءات المراقبة على الحدود البحرية والبرية مع تركيا بعد التطورات التي وقعت الليلة الماضية في إدلب السورية.

جاء ذلك ردا على ما أعلنه مسؤول تركي رفيع المستوى أمس، بأن بلاده اتخذت قرارا بعدم التصدي لمحاولات هجرة اللاجئين السوريين صوب أوروبا برا وبحرا.

وقالت مصادر حكومية يونانية طلبت عدم الكشف عن هويتها، إن أثينا على اتصال أيضا بالاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي في هذا الصدد.

وكانت تركيا قد أصدرت تعليمات للشرطة وخفر السواحل وقوات أمن الحدود بالانسحاب، وترك المجال مفتوحا أمام المهاجرين.

وتستغل تركيا ورقة المهاجرين لابتزاز أوروبا للحصول على مكاسب سياسية واقتصادية.

ودائما يهدد أردوغان بفتح الحدود لإغراق أوروبا بالمهاجرين واستطاع بهذه التهديدات الحصول على مليارات الدولارات.

ونشر منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، تغريدتين دعا في إحداهما إلى وقف التصعيد في إدلب على وجه السرعة، وحذر من الانزلاق إلى مواجهة عسكرية دولية كبيرة مفتوحة.

ولفت مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي إلى ما ينجم من تبعات التصعيد في إدلب من معاناة إنسانية لا تطاق وتعريض المدنيين للخطر.

وأفاد بوريل بأن الاتحاد الأوروبي يدعو جميع الأطراف إلى وقف التصعيد السريع، وهو “يأسف لجميع الخسائر في الأرواح”، مشيرا في نفس الوقت إلى أن بروكسل على اتصال بجميع الأطراف الفاعلة ذات الصلة.

وأصيب 3 جنود سوريين على الأقل بصواريخ إسرائيلية في محافظة القنيطرة جنوبي سوريا، مساء الخميس، وفقما أكدت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”.

وقالت الوكالة إن “مروحيات الاحتلال الإسرائيلي تعتدي بصواريخ من فوق الجولان المحتل على نقاط للجيش في القحطانية والحرية ومدينة القنيطرة المحررة، مما تسبب بإصابة 3 جنود”.

لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان أعلن عن مقتل جندي سوري في القصف، فضلا عن إصابة 7 آخرين بعضهم في وضع خطير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *