رمضان في زمن كورونا.. هل قلل المصريون من العزائم والولائم العائلية في الشهر الكريم؟

كتب- إسلام عزالدين

قاربت إصابات فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في مصر من عشرة آلاف إصابة، وسط دعوات للتباعد الاجتماعي والتقليل من الزيارات والعزائم والولائم العائلية التي تميز شهر رمضان، بهدف الحد من انتشار الفيروس.. فهل يستجيب المصريون لتلك الدعوات؟

مينفعش ما اروحش

«ملتزم بنسبة 90 في المية»، يقولها مصطفى محمود، صحفي، مؤكدا لـ«درب» إنه يتبع قواعد التباعد الاجتماعي بنسبة كبيرة جدا، فلا يزور أحد، ولا يدعو أحد لزيارته أو تناول وجبة الإفطار في بيته خلال شهر رمضان.

لكن مصطفى يعترف بأنه لبى عزومة الإفطار مرتين في الأيام المنقضية من شهر رمضان، حيث يقول «فطرت مرة عند حمايا، ومرة عند بابا وماما»، مبررا ذلك بأنه «مينفعش ما اروحش عندهم، لأنهم ممكن يزعلوا ويتأثروا نفسيا إن محدش بيزورهم ويسأل عليهم»، وأشار إلى أنه ملتزم بغسل يديه باستمرار بالماء والصابون، واستخدام الكحول، واتبع تلك الإجراءات حينما زار والديه، وحماه، حرصا منه على صحتهم.

وقال مصطفى مدافعا عن الاستثناءات التي قام بها في مسألة التباعد الاجتماعي: «كان لازم نكسر فكرة إننا مش بنروح لحد ولا بنروح لأهالينا»، لافتا إلى أن أطفاله لم يخرجوا من المنزل منذ حوالي شهرين تقريبا، لذا اصطحبهم معه في إحدى العزومتين.

اشتباه إصابة بكورونا

أما أحمد حسين، مصمم موشن جرافيك، فيقول إنه لا يطبق قواعد الاجتماعي على النحو المطلوب، لدرجة أنها خالط أمس أحد أقرباءه ويعمل طبيبا مشتبه في إصابته بفيروس كورونا المستجد.. «عرفت بالصدفة بعد ما قعدت معاه أنه عنده اشتباه كورونا وخدوا منه مسحة والنتيجة لسه مطلعتش».

واستطرد أحمد قائلا: «الواحد بيحاول ياخد حذره على قدر المستطاع لكن ده كان غصبي عني ومكنتش اعرف أنه عنده اشتباه كورونا».

وأشار أحمد إلى أنه لبى دعوة من أسرة خطيبته لتناول الإفطار لديهم في الأسبوع الأول من شهر رمضان، كما أن أسرته دعتهم للإفطار ولبّوا الدعوة بالفعل. وقال في ختام حديثه لـ«درب» في إشارة لأنه غير قلق من تواصل مع شخص مشتبه في إصابته بفيروس كورونا: «كلنا مخالطين سواء عارفين أو مش عارفين».

لا بنعزم ولا بنتعزم

وعلى عكس مصطفى وأحمد، تؤكد مي محمد، معلمة في إحدى المدارس الخاصة، أنها تطبيق قواعد التباعد الاجتماعي بنسة 100%، وجميع أفراد عائلتها حريصين على عدم إقامة ولائم وعزومات عالية، وقالت: «لا بنعزم ولا ينتعزم».

وأضافت مي: «العيلة كلها عارفه إننا ملتزمين بالقعاد في البيت، وهمه كمان»، لافتة إلى أنها زارت خالتها في مارس الماضي بشكل استثنائي، وكانتا حريصتان على وجود مسافة بينهما، وقامت خالتها بـ«رش البيت» بالمطهرات بعد انصرافها.

وأكدت مي أنه من الممكن أن يكون هناك استثناءات في حالات الضرورة، وهنا تكون الزيارة بعد الإفطار، وشخص واحد، مضيفة: «لكن اللي كان بيحصل في رمضان اللي فات وقبل كده مبيحصلش خالص».

يذكر أن 75% ممن شاركوا في استطلاع رأي أجراه موقع «درب» قد أكدوا تخليهم عن العزائم والولائم العائلية في رمضان هذا العام بسبب أزمة فيروس كورونا المستجد، فيما أشار 25% من المستطلع رأيهم أنهم لا يتخلوا عن العزائم خلال الشهر.

ووفقا لآخر إحصائية رسمية صدرت عن وزارة الصحة والسكان، وصل إجمالي عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد في مصر حتى يوم الإثنين إلى 9746 حالة من ضمنهم 2172 حالة تم شفاؤها وخرجت من مستشفيات العزل والحجر الصحي، و 533 حالة وفاة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *