بعد الحرب التجارية واتهامات تصنيع فيروس كورونا.. أمريكا تغلق قنصلية الصين في هيوستن وبكين ترد

وكالات

شهدت العلاقات بين أمريكا والصين توترا جديدا في ماراثون الحرب الاقتصادية والدبلوماسية بينهما انتهت بغلق قنصليتين في البلدين.

فقد أمرت الصين بإغلاق القنصلية الأمريكية أمس في مدينة شينغدو الواقعة جنوب غربي البلاد، وقالت الصين إن الخطوة هذه كانت “رداً ضرورياً” على الولايات المتحدة، التي طلبت من الصين إغلاق قنصليتها في هيوستن في وقت سابق من الأسبوع الحالي.

وشددت السلطات الصينية الإجراءات الأمنية خارج القنصلية الأمريكية في مدينة تشنغدو اليوم السبت بينما يستعد الموظفون داخلها للمغادرة بعد يوم من إصدار الصين أمرا بإغلاقها ردا على إصدار الولايات المتحدة أمرا بإغلاق القنصلية الصينية في هيوستون.

وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قد قال إن القرار الأمريكي اتخذ لأن الصين تقوم بـ “سرقة” الملكية الفكرية.

وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان لها إن الإغلاق كان “رداً مشروعاً وضرورياً على الإجراءات غير المنطقية التي اتخذتها الولايات المتحدة.”

وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية وانغ ون بين إن بعض الموظفين في القنصلية الأمريكية في تشنغدو “يقومون بأنشطة لا تتناسب مع هوياتهم” وتدخلوا في شؤون الصين وأضروا بمصالحها الأمنية. ولم يفصح عن الكيفية التي تسببوا بها في ذلك.

وأضاف بيان الوزارة قائلاً إن “الوضع الراهن بين الصين والولايات المتحدة هو أمر لم تكن الصين ترغب فيه، إلا أن الولايات المتحدة تتحمل كامل المسؤولية عنه.”

ويقول مراسلون صحفيون إن القنصلية الأمريكية في شينغدو، التي تأسست في عام 1985 وتضم حالياً أكثر من 200 موظف، تعتبر مهمة من الناحية الاستراتيجية بسبب قربها من منطقة التبت التي تتمتع بالحكم الذاتي.

وكانت الحكومة الأمريكية قد أبلغت الصين يوم الثلاثاء الماضي بأن عليها أن تغلق قنصليتها في هيوستن بولاية تكساس بحلول نهاية الأسبوع الجاري.

وفي مساء ذلك اليوم التقط شريط مصورلأفراد لم تحدد هوياتهم وهم يحرقون أوراقاً في حاويات للقمامة في ساحة مبنى القنصلية في هيوستن.

وقال بومبيو إن القرار الأمريكي اتخذ لأن الصين كانت تسرق “ليس فقط الملكية الفكرية الأمريكية… وإنما أيضاً الملكية الفكرية الأوروبية…وهو ما تسبب في فقدان مئات الآلاف من الوظائف.”

وأضاف بومبيو “نحدد توقعات واضحة لكيفية تصرف الحزب الشيوعي الصيني. وعندما لا يقومون بما توقعنا منهم، فإننا سنتخذ إجراءات.”

وتعتبر القنصلية الصينية في هيوستن واحدة من 5  قنصليات في الولايات المتحدة، إضافة إلى السفارة في واشنطن دي سي. ولا يزال من غير الواضح لماذا جرى استهدافها هي بالذات.

وبعد انتهاء مهلة الـ 72 ساعة الممنوحة للدبلوماسيين الصينيين لمغادرة مبنى القنصلية في هيوستن في الساعة التاسعة بتوقيت غرينتش من مساء الجمعة، شاهد الصحفيون رجالاً يبدو أنهم مسؤولون أمريكيون يقتحمون أحد الأبواب للدخول إلى المبنى.، بينما اتخذ موظفون بزيهم الرسمي من مكتب الأمن الدبلوماسي التابع لوزارة الخارجية مواقعهم لحراسة المدخل.

واتسم رد الصين بالغضب، حيث قال المتحدث باسم وزارة خارجيتها “هوا تشونينغ” إن الأسباب التي قدمتها الولايات المتحدة لتبرير إغلاق القنصلية كانت “سخيفة بشكل لا يصدق”.

يذكر أن الولايات المتحدة والصين تشتبكان في حرب تجارية تتعلق بالتعرفات الجمركية على السلع منذ عام 2018.

واتهم ترامب الصين منذ فترة طويلة باستخدام ممارسات تجارية غير عادلة وبسرقة الممتلكات الفكرية، لكن هنالك تصورا في الصين بأن الولايات المتحدة تحاول كبح صعودها كقوة اقتصادية عالمية.

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على سياسيين صينيين تقول إنهم مسؤولون عن ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان بحق أقلية الإيغور المسلمة في شنجيانغ. وتواجه الصين اتهامات بممارسة عمليات احتجاز جماعي والاضهاد الديني والتعقيم الإجباري (حرمان من القدرة على الإنجاب) للإيغور والأقليات الأخرى.

وتنفي بكين الاتهامات وتتهم الولايات المتحدة بـ “التدخل السافر” في شؤونها الداخلية.

ووجه مسؤولون أمريكيون اللوم للصين بسبب انتشار وباء كوفيد-19 على مستوى العالم. وزعم ترامب دون أن يقدم دليلاً، بأن الفيروس مصدره أحد المختبرات الصينية في مدينة ووهان.

وفي تعليقات لا أساس لها يدعمها، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في مارس الماضي إن الجيش الأمريكي قد يكون هو من جلب فيروس كورونا إلى ووهان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *