اذكروهم وقت منع الزيارات.. رسائل أسر سجناء ومعتقلين بعد أسبوعين من تعليق الزيارة: وحشتونا.. يا ترى عاملين أية؟

رسالة من زوجة الباقر وبيان لأسرة باتريك جورج وتدوينة من زوجة د. وليد شوقي ومكالمة زوجة هشام فؤاد

محامون يطالبون بالإفراج عن موكليهم: إبراهيم عز الدين يعاني من حساسية مزمنة.. وباتريك مريض ربو

كتب- حسين حسنين

رصد “درب”، عدد من رسائل ومطالب أسر ومحامين بعض المعتقلين في قضايا سياسية، في الوقت الذي انقطعت فيه أخبارهم من داخل السجون مع قرار وزارة الداخلية بتعليق الزيارات.

وبين مطالب قانونية وإنسانية، جاء طلب الإفراج عن السجناء خوفا من تفشي فيروس كورونا في المرتبة الأولى، لما يشكله التكدس في أماكن الاحتجاز والسجون من خطورة عالية على الحياة.

باتريك جورج ومرض الربو!

البداية كانت مع بيان من أسرة الباحث باتريك جورج الذي طالبت الإفراج عنه بعد الإعراب عن خوفها عليه نتيجة إصابته بمرض الربو، مشيرة إلى أنها “لا تعلم عنه أي شيء منذ أسبوعين ماضيين”.

وقالت الأسرة: “أسابيع طويلة مرت منذ إلقاء القبض على باتريك من مطار القاهرة الدولي فجر يوم الجمعة ٧ فبراير ٢٠٢٠، وإحالته بعدها إلى النيابة، ودخوله منذ ذلك الحين في دوامة تجديدات ونقله إلى أماكن احتجاز مختلفة ثلاث مرات. لكننا اليوم نعبر عن قلقنا أكثر من أي وقت مضى، فمنذ بدء اتخاذ مصلحة السجون لإجراءات احترازية للحد من انتشار وباء فيروس كورونا داخل السجون ونحن لا نعلم شيئا عن باتريك على الإطلاق”.

وعن أسباب الخوف على حياة باتريك، تقول الأسرة: “سببان يزيدان من حدة خوفنا على باتريك: الأول هو أن تعقيم أماكن الاحتجاز يسير ببطء وبصورة غير واضحة، وعليه نحن لا نعلم الموعد الذي سيتم فيه تعقيم سجن طرة المحتجز به باتريك. السبب الثاني ومبعث قلقنا الأهم هو حقيقة أن باتريك مريض بالربو مما يجعله ضمن الفئات المعرضة بشكل أكبر للمضاعفات الخطيرة للفيروس”.

وجددت الأسرة مطلبها بالإفراج عن باتريك، قائلة “نذكر الجميع أن باتريك محتجز احتياطيا على ذمة القضية وليس مدانا وفي حالة عدم إخلاء سبيله فمن المنطقي أن يتم الإفراج عنه في ظل الوضع الوبائي للفيروس مع أخذ أي تعهدات لازمة لضمان ظهوره أمام النيابة خلال التحقيقات. وإلى أن يتم الإفراج عن باتريك نطالب بالتمكن من الاتصال به تليفونيا على الأقل للتأكد من سلامته”.

هشام فؤاد.. مكالمة للزوجة تطمئنها على الغائب

“الله لما تصحى من النوم على تليفون يطمن”.. بهذه الجملة كشفت الكاتبة الصحفية مديحة حسين، زوجة الصحفي الاشتراكي المعتقل هشام فؤاد، عن معاناتها بسبب منع الزيارات لأكثر من أسبوعين وانقطاع أي أخبار عن زوجها.

وبعد أسبوعين من انقطاع التواصل، تقول الزوجة: “لما تصحى من النوم على تليفون يطمنك على هشام وإنه الحمد لله بخير بعد مرور أسبوعين مانعرفش فيهم أي حاجة عنه”.

وقدمت مديحة حسين الشكر للدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة وصاحب المكالمة، والذي قررت نيابة أمن الدولة العليا منذ أيام إخلاء سبيله بضمان محل الإقامة بعد أشهر من الحبس الاحتياطي.

ويقضي هشام فؤاد فترة الحبس الاحتياطي في القضية رقم 930 لسنة 2019 حصر أمن دولة، والمعروفة إعلاميا باسم “قضية تحالف الأمل”، والتي تضم عدد أخر من الصحفيين والسياسيين والحقوقيين.

ويواجه هشام في القضية، اتهامات وفق قانون الإرهاب، بنشر وإذاعة أخبار وبيانات كاذبة وإساءة استخدام وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي، ومشاركة جماعة إرهابية مع العلم والترويج لأغراضها.

وألقت قوات الأمن القبض على هشام يوم 26 يونيو 2019، ومنذ ذلك الحين وهو رهن الحبس الاحتياطي. ومعه في القضية المحامي زياد العليمي والصحفي حسام مؤنس والنقابي العمالي حسن بربري وآخرين.

رسالة من زوجة وليد شوقي.. شهر ماعرفش عنه حاجة

وليد شوقي طبيب اعتقلته قوات الأمن منذ عام و7 أشهر بتهمة مشاركة جماعة إرهابية، وتم حبسه على ذمة القضية رقم 621 لسنة 2018 حصر أمن دولة عليا، والتي أيضا تم عدد كبير من السياسيين.

زوجته، هبة أنيس، كتبت رسالة إلى زوجها، أعربت فيها عن غياب القدرة على الاستمرار في مواجهة كل صعاب الحياة بمفردها، وعن غضبها من حرمان طفلتها من والدها فقط لأنه “قرر يقول رأيه في يوم من الأيام”.

تقول الزوجة في الرسالة: “أنا مبقتش خايفة من كورونا لأني أصلا معنديش القدرة أخلص على حياتي بنفسي، مش قادرة أعيش ولا عايشة كنت بمثل إني عايشة بس الحقيقة إن أنا مش عايشة، أنا خسرت كل حاجة حياتي وشغلي من قبل كورونا، ومش عارفة أربي بنتي تربية عادية بين أب وأم، لمجرد إن جوزي مرة فكر يقول رأيه”.

وتضيف الزوجة: “زوجي ماقتلش أو سرق أو عمل تفجير أو كان إرهابي مثلا ولا حتى إخوان، واللي بيسمع إنه مسجون بيخاف ويجري من قبل مكمل إنه مسجون سياسي ولو سمع النص التاني بيخاف أكتر، حياة إيه دي، حياة إيه اللي بنتي اللي عمرها سنتين ونص باباها بعيد عنها من سنة و7 شهور، سنة و7 شهور حبس احتياطي”.

وتابعت الزوجة: “بيتحقق في أية كل ده، هو كان فجر مديرية، سنة و7 شهور خبطت فيها على كل الأبواب، وكلها اتقفلت في وشي، مبقاش في باب رحمة أصلا مستنية منه حاجة، لو هو مثلا عقاب من ربنا ليه هو فأنا ذنبي إيه أتحمل كل ده، ولو هو عقاب من ربنا ليا أنا فهو يتحمل ليه، ولو إحنا الاتنين وحشين ذنب بنتي إيه متعرفش باباها وتخاف تروح له أيام مكان في زيارات يعني”.

“شهر كامل من آخر زيارة ليا معرفش حاجة عنه، معرفش تعبان ولا محتاج إيه، معرفش ليه اللي ماسكين كل حاجة وبيمشوا كل حاجة بقرارتهم مستكترين إن واحد زيه يخرج يقعد يتحبس في البيت يشوف بنته ومراته علشان لو في نهاية مكتوبة يبقى على الأقل شافهم قبل النهاية، إيه الظلم والكره ده من كل حاجة حوالينا، يارب تكون الدولة مرتاحة والأمن كويس، والناس أصحاب القرار بتنام عادي، مهو محدش هيحس بالنار دي أبدا، أنا بس اللي محروقة بيها”، تقول الزوجة.

إبراهيم عز الدين.. مطلب عاجل بالإفراج الفوري

طالبت المفوضية المصرية للحقوق والحريات، بالإفراج عن المهندس إبراهيم عز الدين، الباحث لديها بملف الحق في السكن، نتيجة سوء حالته الصحية التي قد تعجل حياته في خطر حال استمرار احتجازه.

وقالت المفوضية، في بيان مقتضب على حسابها الرسمي، إنها تطالب بالإفراج عن إبراهيم “خاصة وأنه يعاني من حساسية مزمنة، ووجوده في ظل انتشار فيروس كورونا قد يشكل خطرا على حياته”.

وأضافت المفوضية على لسان محاميها: “إبراهيم ظروفه الصحية والنفسية داخل السجن سيئة، ومرض الحساسية لديه يجعله من الفئات الأكثر عرضة لمضاعفات فيروس كورونا حال تفشيه في أماكن الاحتجاز”.

يأتي ذلك ضمن حملة للمطالبة بالإفراج عن السجناء خوفا من تفشي فيروس كورونا المستجد، خاصة لسجناء الرأي والجنائيين غير الخطيرين وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.

وتعرض إبراهيم عز الدين، الباحث بالمفوضية المصرية، للاختفاء القسري أكثر من 167 يوما، منذ القبض عليه في 11 يونيو 2019 وحتى ظهوره في نيابة أمن الدولة العليا مساء 26 نوفمبر 2019.

ويواجه إبراهيم اتهامات في القضية رقم 488 لسنة 2019 حصر أمن دولة عليا، بمشاركة جماعة إرهابية مع العلم والترويج لأغراضها، إساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، نشر أخبار وبيانات كاذبة.

زوجة الباقر.. يا ترى بتاخد العلاج؟

وأرسلت نعمة هشام، 12 سؤالا في رسالة إلى زوجها المحامي الحقوقي المحبوس محمد الباقر، حول الحبس وأوضاع وظروف الاحتجاز والنظافة الشخصية والأكل والأدوية داخل محبسه.

وسألت نعمة عن أدوات النظافة والأكل الصحي والتريض، وعن مدى توفير السجن للمياه الصالحة للشرب والمراتب التي تساعد على النوم بشكل جيد، في ظل الظروف الصحية المتردية التي تمر بها السجون.

ويواجه الباقر الحبس الاحتياطي على ذمة القضية رقم 1356 لسنة 2019 حصر أمن دولة عليا، بعد أن تم القبض عليه أثناء حضوره التحقيقات مع الناشط علاء عبد الفتاح على ذمة نفس القضية.

نص الرسالة:

صباح الخير يا محمد

يا رب تكون كافيتريا السجن فاتحة.. ويا رب يكونوا بيعملوا أكل نظيف وصحي واللي بيطبخوا مركزين في التعقيم والنظافة

يا ترى بتلاقي كل اللي عايزه في كانتين السجن؟ يا ترى عرفت تشتري فرشة أسنان وليفة وصابون وشامبو؟ حاولت والله ادخلك فرشة أسنان وليفة وفشلت، يا ترى عندك عيش وجبن نظيفة؟ ولا بتجوع احياناً؟ يا ترى عندك مناديل وحاجات تنظف بيها ولا الزنزانة حالتها صعبة؟ أنا مش عارفة بتغسل وتنشر حاجتكم كلكم ازاي جوا الزنزانة! أنا عارفة الرطوبة بتتعب عظمك وصدرك، يا ترى صعبتوا عليهم وحنوا عليكم وادوكم مراتب ومخدات؟ يا ترى بيطلعوكم تشوفوا الشمس؟

يا ترى بتاخد أدويتك ولا عندك نقص في حاجة؟ يا ترى عارف تشتري مايه ولا بتشرب من ماية السجن؟! أنت اصلاً الكلى مش ناقصة، كفاية الحصاوي الصغيرة اللي عندك، يا رب يكون العلاج جايب نتيجة معاها .. يا ترى عارف أي أخبار عن اللي بيحصل في الكوكب!؟ يا ترى فيه حد منطقي في السجن سمحلكم بجرنال الأهرام عشان تعرفوا اللي بيحصل! ولا هتتجنن من قلة المعلومات وبتعرف بس إننا عايشين من الأدوية اللي بتدخلك ..

ناقص آخر كام كبسولة ماكنة قهوة من اللي جبتهملك في عيد ميلادك مش هستعملهم وهسيبهم ليك لما تطلع .. يا عالم هيكونوا موجودين ولا هيبقوا انقرضوا ..

تماسك واحتفظ بقواك العقلية قبل البدنية على اد ما تقدر .. وكله هيعدي إن شاء الله ولو عيشنا وربنا رزقنا بعيال هتبقى أنت اكيد مسؤول الحكايات الأول هنعمل فيها شوية تغييرات حسب المرحلة السنية .. لكن اكيد هتبقى معدية خيال أي كاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *