للسيطرة على محتوى الموسوعة.. حقوقيون يتهمون السعودية باختراق “ويكيبيديا” وسجن اثنين من مشرفيها
أ ف ب/ فرانس 24
اتهمت منظمتان حقوقيتان، أمس الخميس 5 يناير 2023، السعودية باختراق الموسوعة الرقمية الشهيرة ويكيبيديا، وقالتا إن الرياض سجنت اثنين من مشرفيها في محاولة للسيطرة على محتواها، بعد أقل من شهر على حكم بسجن موظف سابق في تويتر بتهمة “التجسس” لصالح المملكة.
في السياق، أفادت منظمة “الديمقراطية الآن للعالم العربي” (داون) ومقرها واشنطن ومنظمة “سمكس” ومقرها بيروت في بيان مشترك، بأن تحقيقا أجرته مؤسسة “ويكيميديا” التي تدير الموسوعة الإلكترونية، خلص إلى أن “الحكومة السعودية اخترقت صفوف كبار العاملين في ويكيبيديا بالمنطقة”، وأجبرت مواطنين سعوديين على العمل “وكلاء” لها.
وقالت “داون” التي تتخذ من واشنطن مقرا لها، والتي أسسها الصحفي السعودي الراحل جمال خاشقجي ومنظمة “سمكس” المدافعة عن الحقوق الرقمية في العالم العربي، إنهما تلقتا هذه المعلومات من “مبلّغين عن المخالفات ومصادر موثوقة” في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
في المقابل، نفت مؤسسة ويكيميديا التي تدير موسوعة “ويكيبيديا” الإلكترونية ومقرها الولايات المتحدة تلك التقارير، وقالت في بيان في وقت متأخر من مساء الخميس إن “هناك أخطاء جوهرية في البيان الوارد من داون/سمكس”. وأكدت: “لم يخلص تحقيقنا إلى أن الحكومة السعودية (اخترقت) ويكيبيديا وأثرت على المستخدمين”، ومع ذلك، قالت إن بعض المحررين المتطوعين “الذين ربما كانوا سعوديين” كانوا من بين المشرفين الذين حظرتهم.
ولم ترد الحكومة السعودية على الفور على طلب وكالة الأنباء الفرنسية للتعليق على الأمر، كما لم تعلق ويكيميديا التي تقدم محتوى تثقيفيا مجانيا عبر الإنترنت من خلال مبادرات مثل “ويكيبيديا” و”ويكيشينري”.
وجاء بيان “داون” و”سمكس” المشترك بعد إعلان ويكيميديا الشهر الماضي عن حظر عالمي لـ16 مستخدما “كانوا يشاركون في عملية تحرير تحمل تضاربا في المصالح في مشاريع ويكيبيديا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”. وأوضحت أنها اتخذت قرار الحجب “نظرا لخطورة الموقف وللحفاظ على سلامة المستخدمين والمشروعات”.
من جهة أخرى، قالت ويكيميديا في بيان إنها أطلقت تحقيقا في ينايرالماضي، أتاح “التأكيد على أن عددا من المشرفين الذين تربطهم صلات وثيقة بأطراف خارجية كانوا يقومون بعملية التحرير في المنصة بطريقة منسقة لتعزيز هدف تلك الأطراف”. وأكدت “داون” و”سمكس” نقلا عن مصادرهما أن ويكيميديا كانت تشير إلى عمل المستخدمين السعوديين تحت تأثير الحكومة السعودية.
وأضافت المؤسستان أن اثنين من “المشرفين” رفيعي المستوى، وهما إداريان متطوعان يتمتعان بامتياز الوصول إلى أدوات ويكيبيديا الخاصة، بما في ذلك القدرة على تحرير الصفحات المحمية بالكامل، ما زالا مسجونين منذ توقيفهما في اليوم نفسه في سبتمبر 2020. وقالت إن التوقيفات كانت على ما يبدو جزءا من “حملة قمع على مشرفي ويكيبيديا في البلاد”، وذكرتا أن الشخصين المسجونين هما السعوديان أسامة خالد وزياد السفياني.
بدوره، أفاد مدير منطقة الخليج في منظمة “داون” عبدالله العودة، أن “اعتقال أسامة خالد وزياد السفياني من جهة واختراق ويكيبيديا من جهة أخرى يظهران جانبا مرعبا عن الطريقة التي تريد الحكومة السعودية من خلالها السيطرة على السردية وويكيبيديا”. وأشار إلى أن السلطات السعودية حكمت على خالد بالسجن 32 عاما والسفياني 8 سنوات.
وقبل شهر، حكمت محكمة في سان فرانسيسكو على الموظف السابق في تويتر أحمد أبو عمو بالسجن ثلاث سنوات ونصف سنة بتهمة ارتكاب جرائم من بينها العمل خلافاً للقانون لمصلحة حكومة أجنبية.
واتهم المدّعون أبو عمو وزميله في تويتر علي الزبارة المطلوب من الشرطة الفدرالية الأمريكية، بالعمل لحساب مسؤولين سعوديين بين أواخر 2014 وأوائل العام التالي للحصول على معلومات خاصة عن الحسابات التي تنتقد النظام في المملكة الخليجية.