رقم قياسي جديد.. مراسلون بلا حدود: حصيلة الصحفيين المحتجزين في العالم تصل إلى 533 صحفيا خلال 2022 والنساء يشكلن 15%
مراسلون بلا حدود: آلة القمع لا تستثني المرأة.. 78 صحفية تقبع خلف القضبان في رقم قياسي آخر و70 % منهن محتجزات في سجون أربع دول فقط
المنظمة وثَّقت ما لا يقل عن 65 رهينة و49 من الصحفيين في عداد المفقودين.. واليمن يشهد احتجاز ما لا يقل عن 11 رهينة من أهل المهنة
54% من الصحفيين المسجونين في العالم موزعين على خمس دول: الصين (110) وبورما (62) وإيران (47) وفيتنام (39) وبيلاروس (31)
كتب- درب
وصل عدد الصحفيين المسجونين في العالم إلى مستوى قياسي جديد خلال عام 2022 قدره 533 صحفيا، بحسب ما أعلنت منظمة “مراسلون بلا حدود” في حصيلتها السنوية الأربعاء.
وأشارت المنظمة في تقرير لها، إلى ارتفاع حصيلة عدد الصحفيين الذين قتلوا إلى 57 ولا سيما بسبب الحرب في أوكرانيا، بعدما سجل مستويات “متدنية تاريخيا” في 2021 (48) و2020 (50). كما وثَّقت المنظمة ما لا يقل عن 65 رهينة و49 من الصحفيين الذين يوجدون في عداد المفقودين.
ويزيد عدد الصحافيين المسجونين هذه السنة بأربعين صحافيا عن العام الماضي الذي سجل بالأساس عددا تاريخيا بلغ 488 صحافيا، وهو ما يمثل زيادة قدرها 13.4٪ مقارنة بالعام الماضي، بحسب المنظمة غير الحكومية.
وقال “مراسلون بلا حدود” إن آلة القمع لا تستثني المرأة، لافتة إلى أنها سجلت رقماً قياسياً آخر في حصيلة 2022، حيث تقبع حالياً 78 صحفية خلف القضبان، إذ ارتفع العدد بنسبة غير مسبوقة بلغت نحو 30% خلال الأشهر الاثني عشر الماضية.
ويشار إلى أن النساء أصبحن يشكلن 15% من إجمالي الصحفيين المحتجزين، بينما لم تكن هذه النسبة تصل إلى 7% قبل خمس سنوات. وجدير بالذكر أن 70 % من الصحفيات المحتجزات يقبعن في سجون أربع دول فقط، وهي الصين (19)، وإيران (18)، وبورما (10) وبيلاروسيا (9).
وحول الصحفيات المحتجزات في مصر، قالت المنظمة إن نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي يلجأ إلى أسلوب اتهام ناقديه بالضلوع في الإرهاب لتبرير استمرار احتجاز 3 من أصل الصحفيات المصريات القابعات في سجون البلاد حاليا، علما أن اثنتين منهن اعتقلتها خلال هذا العام، وإحداهما هي مذيعة قنوات التلفزيون المصري، هالة فهمي، التي اختفت وانقطعت أخبارها لتظهر على حين غيرة وهي ماثلة أمام المدعي العام الأعلى لنيابة أمن الدولة في نهاية أبريل بعد بضعة أيام من تواريها عن الأنظار، حيث اتُهمت بالانتماء إلى جماعة إرهابية ونشر أخبار زائفة.
ووفقا للتقرير، حافظت الصين على مكانتها كأكبر سجن للصحفيين في العالم، حيث تحتجز السلطات ما لا يقل عن 110 صحفيين في بلد يشهد مستويات فظيعة من الرقابة والتجسس، إذ طالت موجة الاعتقالات الصحفية المستقلة هوانغ شوكين، التي تدفع ثمن تحقيقاتها في حالات التحرش الجنسي بالنساء والفتيات وتطرقها لقضايا تتعلق بالفساد والتلوث الصناعي. كما عززت جمهورية إيران الإسلامية موقعها في المركز الثالث على جدول ترتيب أكبر سجون العالم للصحفيين برصيد 47 محتجزاً، وذلك بعد شهر واحد من مسيرات احتجاجية واسعة النطاق في شتى أنحاء البلاد، التي أصبحت تئن تحت وطأة قمع شديد منذ اندلاع شرارة الحراك الشعبي.
وووفقا للتقرير، يقبع أكثر من نصف الصحفيين المحتجزين عبر العالم 54 % في سجون خمس دول فقط، هي الصين (110) وبورما (62) وإيران (47) وفيتنام (39) وبيلاروس (31). وإيران هي الدولة الوحيدة التي انضمت إلى هذه “القائمة القاتمة” هذه السنة، وفق ما أوضحت المنظمة.
وسجنت الجمهورية الإسلامية عددا “غير مسبوق” منذ عشرين عاما من الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام، في ظل قمع الحركة الاحتجاجية المستمرة في هذا البلد منذ وفاة الشابة مهسا أميني في 16 سبتمبر بعد ثلاثة أيام على توقيفها على يد شرطة الأخلاق لمخالفتها قواعد اللباس الصارمة في البلاد.
وحول الصحفيين الرهائن، لفتت “مراسلون بلا حدود” في تقريرها إلى أن قائمة الرهائن في تزايد باليمن، مشددة على أن اليمن يظل بلداً محفوفاً بالمخاطر على الصحفيين الصحفيين، حيث يشهد احتجاز ما لا يقل عن 11 رهينة من أهل المهنة، 10 منهم تحتجزهم ميليشيات الحوثي.
وصرح الأمين العام للمنظمة المدافعة عن حرية الصحافة كريستوف دولوار، أن “الأنظمة الديكتاتورية والمتسلطة تقوم بحشو سجونها بصورة متسارعة من خلال سجن صحافيين”.
يذكر أنه مُنذ أن أحدثته “مراسلون بلا حدود” عام 1995، يقوم التقرير المتعلق بالانتهاكات المرتكبة ضد الصحفيين على بيانات دقيقة يتم جمعها على مدار السنة، حيث تستقي المنظمة “بعناية فائقة” المعلومات التي من شأنها أن تؤكد بشكل مطلق، أو على الأقل من خلال قرينة قوية جداً، أن احتجاز الصحفيين أو المعاونين الإعلاميين المعنيين، أو اختطافهم أو اختفائهم نتيجةٌ مباشرة لممارسة نشاطهم الإعلامي.