الحرية للمجهولين.. عنتر وسامي وعبد المنصف وإبراهيم وعبد اللطيف وشعبان وعبد الله يواجهون الحبس والنسيان.. حكايات عن مظاليم لا نعرفهم
أسرهم تواجه أزمات اقتصادية طاحنة: أعباء الحياة وزيادة الأسعار ومصاريف الزيارات في غياب العائل الوحيد أحيانا
من أخو البنات إلى شاب تعرض للترحيل من الكويت وأخر محبوس منذ 6 سنوات ونصف.. مطالب متجددة بالحرية للمجهولين
والدة محبوس احتياطي: الظروف صعبة ونطلب يد العون من الجميع وأصبحنا غير قادرين على تلبية احتياجات الزيارات ومصاريفها
شقيقة شاب تم ترحيله من الكويت: أخويا سافر يشتغل ويشوف مستقبله وحياته تم القبض عليه وترحيله وحبسه ولا نعرف مصيره
كتب- حسين حسنين
شباب يقضون فترات حبس احتياطي، بلا محاكمة أو إخلاء سبيل، قد لا تعرف أسمهم أو صورهم، ولكن خلفهم أسر تحبهم وتدعمهم وتدعم مطالبهم وتطالب بالإفراج عنهم بشكل مستمر، لا يملون الأمل بعد سنوات، بعضهم تجاوز 4 و5 سنوات في حبس احتياطي لا ينتهي، ولكن ذلك لم يقلل من عزيمتهم ورغبتهم في حرية ذويهم.
يرصد “درب” في هذا التقرير جزءا بسيطا من معاناة أهالي شباب، طلاب وموظفين، محبوسون في قضايا ذات طابعا سياسيا، إلا أنهم من المجهولين الذين يحتاجون بشدة إلى تسليط ضوء على أوضاعهم وظروفهم قد يحصلون على حريتهم يوما ما.
خلال الأشهر الماضية، صدرت العديد من قرارات إخلاء السبيل سواء من نيابة أمن الدولة العليا أو من محكمة جنايات القاهرة، أغلبها كان لمتهمين سياسيين ومدافعين عن حقوق الإنسان وصحفيين، وبعض أخر من المجهولين ما يزيد من أمل الأسر في حرية ذويهم.
حكاية “أخو البنات”
واحدة من القصص التي لدينا، قصة “أخو البنات”، الشاب “أحمد عنتر إبراهيم الدسوقي”، الموظف في الشركة المصرية للاتصالات بالسويس، والمحبوس منذ قرابة 3 سنوات.
قالت شقيقة عنتر، في رسالة لـ”درب”، إن قوات الأمن ألقت القبض عليه منتصف ليل يوم 22 سبتمبر 2019، بعد عودته من منطقة العين السخنة، وتم التحقيق معه على ذمة القضية رقم 1413 لسنة 2019 حصر أمن الدولة العليا، المعروفة باسم “أحداث سبتمبر”، وظل محبوسا احتياطيا على ذمتها حتى 3 سبتمبر 2021، بقرار إخلاء سبيل، وتم ترحيله إلى القسم التابع له في محافظة السويس.
وأضافت أن ضباط الأمن الوطني بالسويس طالبوا أهالي المخلى سبيلهم بالتوقيع على أوراق تفيد باستلام ذويهم، مع وعدهم بالإفراج عنهم بعد انتهاء إجراءات إخلاء السبيل، إلا أنه بعد مرور 5 أيام، فوجئت أسرة عنتر بترحيله مرة أخرى إلى نيابة أمن الدولة على ذمة قضية جديدة برقم برقم 1021 لسنة 2020.
أحمد سامي وحبس قرابة 3 سنوات
حكاية أخرى، بطلها الشاب “أحمد سامي مصطفى محمد”، المقيم في مدينة العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية، بعدما طالب شقيقه لجنة العفو الرئاسية بالتدخل لوضع اسمه ضمن قوائم إفراجات مرتقبة بعد ما يقارب 3 سنوات على حبسه.
وقال شقيق أحمد سامي في رسالة لـ”درب”، إن شقيقه محبوس منذ أكثر من سنتين و8 أشهر، في سجن قوات الأمن بالعاشر من رمضان، حيث تم التقبض عليه بعد 9 أيام من عقد قرانه، في 23 سبتمبر 2019، حيث اختفى 83 يوما، قبل ظهوره في نيابة أمن الدولة يوم 17 ديسمبر 2019 على ذمة القضية 1480 لعام 2019، بتهم نشر أخبار كاذبة وسوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي.
وأضاف شقيقه: “أنا من ذوي الاحتياجات الخاصة، وشقيقي هو عائلي الوحيد، فضلا عن كبر سن والدي الذي يبلغ 70 عاما، ووالدتي التي تبلغ 60 عاما، نرجو سرعة التدخل للإفراج عنه وإنهاء معاناتنا المستمرة منذ تاريخ القبض عليه”.
قبض وترحيل وحبس
ومن الشرقية إلى الكويت، جاءت قصة الشاب “محمد عبد المنصف محمد علي”، التي روت شقيقته تفاصيل القبض عليه وحبسه على ذمة قضية حصر أمن دولة عليا، بعد القبض عليه خارج مصر وترحيله.
وقالت الرسالة، إن محمد عبد المنصف يبلغ من العمر 32 عاما، يعمل في الكويت منذ 3 سنوات، وتم القبض عليه هناك وترحيله إلى مصر وحبسه على ذمة القضية رقم 620 لسنة 2021 حصر أمن دولة.
وأضافت الرسالة: “أخي سافر ليعمل ويكون نفسه على أمل انه يرجع بلده ويكمل نصف دينه ويتزوج كان يعمل ليل نهار، وتبخرت أحلامه وأحلام أهله، حيث كان هو العائل لنا بعد ربنا”.
وقالت: “لا نعرف ما هي الجريمة التي ارتكبها حيث انه يعمل في الغربة ليل نهار، ماذا فعل غير أنه سافر إلى لقمة العيش بعد تخرجه وخروجه من الجيش، سافر الي الغربة بعد ضيق الحال بيه ماذا فعل ليتم ترحيله وقطع عيشه”.
طبيب الأسنان و30 شهرا من الحبس
أرسلت أسرة الدكتور أحمد محمد إبراهيم عبد الله، رسالة إلى “درب” حول واقعة حبس نجلها، منذ القبض عليه من منزله يوم 10 ابريل 2020 وحتى الآن.
وقالت الأسرة، إن واقعة القبض على طبيب الأسنان وقعت في ابريل ولكنه ظهر في نيابة أمن الدولة يوم 23 مايو 2020 متهما على ذمة القضية رقم 615 لسنة 2020 حصر أمن دولة.
ويواجه إبراهيم في القضية، اتهامات بالانضمام لجماعة إرهابية محظورة ومحبوس حاليا في سجن شديد الحراسة 2 بطره وممنوع من الزيارات منذ وقت القبض عليه.
رسالة من أم.. قلبي مفطور على ابني
جددت والدة الطالب أحمد محمد عبد اللطيف على قاسم، طلبها بالإفراج عن نجلها، بالتزامن مع جلسة تجديد حبسه أمس والتي قررت فيها المحكمة استمرار حبسه 45 يوما أخرى.
وقالت الأم في رسالتها لموقع “درب”: “ابني تعبان ومش عارفة اعمل ايه حضرتك لجنة العفو للصحفيين والمهندسين والمعارف واحنا لنا رب كريم قادر على كل شيء”.
وأضافت: “يا رب الفرج القريب العاجل والحرية والعدالة لابني وجميع المعتقلين نفسي ابني يطلع زي الصحفيين والإعلاميين والمعارف والمهندسين واحنا لنا رب كريم قادر يجيب حق ابني وحسبي الله ونعم الوكيل، قلبي انفطر على ابني المريض ارحموا شبابهم ومستقبلهم ضاع.
بحسب الرسالة، أن القضية الأولى التي حبس على ذمتها حملت رقم 199 لسنة 2016 إداري ثالث العريش، وحصل على إخلاء سبيل فيها بتاريخ يوليو 2020، ولكن تم حبسه مرة أخرى على ذمة قضية جديدة حملت رقم 620 لسنة 2021 حصر أمن دولة.
وواجه في القضيتين اتهامات بالانضمام لجماعة محظورة، في الوقت الذي لم يخرج فيه من السجن منذ القبض عليه.
وقالت والدة الشاب المحبوس في رسالتها: “ابني مريض وعنده ارتجاع دموي بالمريء، مظلوم وليس له أي علاقة بتلك الجماعة، اغيثونا، مابقتش لاقيه أصرف على ابني، عاملت قروض وسلف بنكية حتى أتمكن من المعيشة والمصاريف والزيارات لابني وأصبحت عاجزة عن السداد، والظروف حاليا صعبة جدا ومرحتش زيارة لابني عشان مش معايا فلوس وانا مريضة عندي الضغط مرتفع ويتعالج منه ساعدوني أبني يطلع من السجن ويكمل دراسته ويتعالج”.
معاناة أسرة في مواجهة الأعباء الاقتصادية
طالبت شقيقة المحبوس “محمود شعبان غانم حسين”، بالإفراج عن شقيقها بعد أكثر من 3 سنوات حبس احتياطي، على ذمة القضية رقم 277 لسنة 2019 حصر أن دولة عليا.
وقال شقيقته في رسالة إلى موقع “درب”، إن شقيقها “اختفى 4 أشهر قبل أن يظهر في النيابة وعلى جسده آثار انتهاكات”، مشيرة إلى أنه “لديه طفلتين وهو العائل الوحيد لهما، ووالدته سيدة كبرة ومريضة سكر وضغط ولا تقوى على تحمل أعباء الزيارة وتكاليفها الباهظة وأنها من تكون بالمصاريف على أطفاله”.
وأضافت شقيقة الشاب المحبوس، أن الأسرة قدمت طلبا للإفراج عنه للجنة العفو الرئاسي ولكنه لم يخرج حتى الآن، مطالبين بـ”يد العون” لكي يخرج من السجن.
وأشارت شقيقة الشاب إلى أنه تم حبسه على ذمة نفس القضية التي كانت تضم المهندس يحيى حسين عبد الهادي والدكتور محمد محيي الدين والتي كانت تعرف باسم “قضية اللهم ثورة”.
وفي وقت سابق من الآن وعلى مرتين، تم الإفراج عن عبد الهادي بعد حصوله على عفو رئاسي عن الحكم الصادر ضده، فيما أخلت نيابة أمن الدولة سبيل الدكتور محمد محيي الدين.
وحول حالته الصحية، قالت شقيقته إن وضعه الصحي “سيء جدا، لأنه لا يرى إلا بعين واحدة والعين الأخرى تدهورت حالتها بسبب الحبس وظروفه. فيما قالت الشقيقة أن طفلتيه عمرهما 6 سنوات والأخرى 4 سنوات.
6 سنوات ونصف حبس.. أمل لا ينتهي
طالبت أسرة الطالب عبد الله السيد محمد السيد، في رسالة إلى موقع “درب”، بالإفراج عن ابنها، خاصة بعد تجاوزه 6 سنوات ونصف في الحبس بين تنفيذ حكم وحبس احتياطي.
وقالت الأسرة، في رسالتها، إنه جرى القبض عليه في 24 يناير 2016 من منزله بمحافظة الشرقية، ووجهت له النيابة تهم الشغب، ولكنه حصل على البراءة.
وفي يوليو 2016 تم تدويره على ذمة قضية جديدة، حصل فيها على حكم بالسجن 5 سنوات من محكمة جنايات أسيوط، وبعد قضاء مدة العقوبة وأثناء انتظار إجراءات الإفراج عنه، تم انقطاع أي تواصل معه.
وأضافت الأسرة: “بعد انتهاء الحكم شهر 6 عام 2021 اختفي لمدة شهرين ليظهر بعدها على ذمة قضية جديدة برقم 1934 لعام 2021 حصر أمن دولة عليا، وتتوالى التجديدات منذ عام إلى الآن”. ويواجه عبد الله في القضية الجديدة اتهامات بنشر وبث وإذاعة أخبار وبيانات كاذبة، والانضمام لجماعة إرهابية محظورة.