صحفية تتهم ضابط وأفراد بقسم مطروح بتعذيب نجلها والتسبب في وفاته لخدمة نائبة: اتهموه بالسرقة وهو «كفيف».. ومصدر أمني وتقرير طبي ينفي
الصحفية: شاهد محبوس بالقسم أكد الاعتداء على نجلي وتعذيبه.. وقال إن ضابط وأمناء شرطة اعتدوا عليه ولم يصدقوا في فقدانه البصر
مصدر أمني: المتوفي متهم في 3 جرائم وكان محبوسا على ذمة قضية سرقة.. وتم نقله للمستشفى بعد شعوره بإعياء
التقريرالظاهري لصحة مطروح: جسده به آثار قديمة لتعاطي إبر مخدرة ولا إصابات ظاهرية.. واشتباه بجلطة إثر أعراض انسحاب للمخدرات
منى عبد الوهاب تطالب بحماية الشاهد.. وتؤكد: حصلت على وعد من مديرية الأمن بتحقيق شفاف وعادل
محامي المتوفى: القبض على موكلي وعرضه على النيابة والتحريات جميعها تمت في اليوم ذاته.. لا نريد سوى العدالة
اتهمت منى عبدالوهاب، المراسلة الصحفية بمحافظة مرسى مطروح، ضابط وأفراد شرطة في قسم مطروح بتعذيب ابنها حتى وفاته بتوصية من نائبة بمجلس النواب، وطالبت بحماية شاهد إثبات على وقائع الاعتداء والضرب على ابنها.
ووفقا لما روته عبدالوهاب في سلسلة من الفيديوهات عبر صفحتها على “فيسبوك” وكذلك بلاغ تقدم به محاميها للمحامي العام لنيابات مطروح، بتحرر محضر ضد نجلها محمد عادل محمد منصور حمل رقم 6300 لسنة 2022 جنح مطروح مفاده اتهام ابنها من “م. م” نجل النائبة عن محافظة مطروح “س. ع” بأن المتوفي سرق مبلغا ماليا ومصوغات ذهبية من شقة خاصة بالساكن رغم أن نجلها كفيف (فاقد للبصر) منذ حوالي 3 سنوات.
وأكدت عبدالوهاب لــ”درب” وجود تقارير طبية من مستشفيات حكومية متخصصة، من بينها مستشفى الرمد في الإسكندرية، تؤكد إصابة نجلها بضمور كامل بالعصب البصري بالعينين، متهمة ضابط شرطة في قسم مطروح بالتسبب في فقدانه بصره بعد ضربه بمسدس في مؤخرة رأسه، الأمر الذي أدى لإصابته بنزيف في المخ، نتجت عنه الإصابة المذكورة.
وأضافت – في فيديو بثته في 15 مايو الجاري – أن قوة أمنية بقيادة النقيب “م. ع” اقتحمت منزلها فجر الثالث من شهر مايو الحالي، وألقت القبض على نجلها بدعوى طلب استدعائه من رئيس مباحث مطروح، على أن يعود بعد نصف ساعة، إلا أنه لم يعد من حينها.
اكتشفت “منى” في اليوم التالي أن نجلها متهم بالسرقة بناء على بلاغ من نجل النائبة المذكورة، فوكلت محاميا لتقديم ما يفيد بفقدان نجلها البصر، إلا أنه تم حجزه لمدة 4 أيان، وإجراء التحريات من الضابط السالف الإشارة له، قائلا إنه ضبطه في أثناء تفقده الحالة الأمنية في منطقة محدودي الدخل بمطروح، على الرغم من القبض عليه من مسكنه، بحسب تأكيدها لـ”درب”.
وبحسب بلاغ تقدمت به والدته للمحامي العام لنيابات مطروح “لا يستطيع المتهم السير بمفرده دون أن يكون معه مرافق، كما أن الضابط الذي ألقى القبض عليه هو نفسه من أجرى التحريات التي أكد فيها صحة الواقعة، رغم أنها جريمة يستحيل تصورها نظرا للظروف الصحية للمتهم، فضلا عن عدم ضبطه وبحوزته أي أحراز من المسروقات المذكورة، أو أي أدوات تدل من قريب أو بعيد على قيامه المتهم بارتكاب الجريمة”.
ووفقا لعبدالوهاب، استمر حبس نجلها (33 عاما) في قسم الشرطة حتى وفاته “وهو في عهدة قسم الشرطة”، لافتة إلى أنها حين زارته في ثلاجة الموتى وجدت على رقبته آثار كدمات، وأن مأمور القسم والضباط أبلغوها بأنه شعر بإعياء وتم استدعاء الإسعاف له، كما تم وضعه على جهاز تنفس صناعي، وأجريت له صدمات كهربائية لإنعاشه، إلا أنه فارق الحياة.
وأفاد تقرير الوفاة الصادر من مستشفى مطروح العام، بدخوله ثلاجة الموتى في الثامن من مايو الحالي، فيما أفاد تقرير استقباله بوصوله يعاني من تباطؤ شديد وهبوط حاد في الدورة الدموية، وتم عمل إنعاش رئوي له، لمدة نصف ساعة، إلا أنه لم يستجب لمحاولات إنقاذه وتوفي على إثر هبوط حاد في الدورة الدموية وتوقف عضلة القلب.
بينما أفاد التقرير الطبي الظاهري من مكتب صحة أول مطروح، بأن جسده به آثار قديمة لتعاطي إبر مخدرة، وليست به إصابات ظاهرية أخرى، وأرجع سبب الوفاة لتوقف عضلة القلب، إثر اشتباه بجلطة في الشريان الرئوي، إثر أعراض انسحاب للمخدرات، مؤكدا عدم وجود شبهة جنائية في الواقعة.
وقالت عبدالوهاب إن المأمور قال لها “ابنك توفى نتيجة تعاطيه مخدرات وبودرة، ومات بأعراض انسحاب، وتقرير الطب الشرعي هيقول كده وهيطلع كده”.
ونشرت عبدالوهاب مستند صادر من مستشفى الرمد العام بمحافظة الإسكندرية يفيد بإصابة نجلها بـ”ضمور كامل بالعصب البصري بالعينين”.
وفي فيديو نشرته 16 مايو، أشارت عبدالوهاب إلى أن قسم شرطة مطروح لم يسلم العرض الخاص بكاميرات القسم، رغم صدور قرار من النيابة العامة – قبل 3 أيام من تاريخ بث الفيديو حسبما تذكر – بتفريغ كاميرات المراقبة بقسم الشرطة وتسليمها للنيابة للاطلاع على ما بداخلها وحول ملابسات وفاة نجلها.
في السياق، نفى مصدر أمني – بحسب ما نقلت وسائل إعلامية – وفاة نجل المراسلة الصحفية نتيجة التعذيب، قائلا إن المذكور من العناصر “الجنائية” وسبق اتهامه فى قضايا بيانها كالتالى : (6612/2012 جنح مطروح “تحرش ومحاولة الاستيلاء على مبلغ مالى” – 11720/2016 جنح مطروح “سرقة” – 1478/2019 جنحة “سكر” – 6300/2022 “سرقة”).
وأضاف المصدر الأمني أن المذكور كان محبوساً على ذمة قضية “سرقة”، وحال شعوره بحالة إعياء تم نقله لأحد المستشفيات لتلقى العلاج اللازم، وتوفي في أثناء إسعافه، وورد تقرير الجهات المختصة بأن سبب الوفاة نتيجة هبوط حاد فى الدورة الدموية، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية.
وردت عبدالوهاب على ذلك بنشر مستند صادر عن مصلحة الطب الشرعي، المنطقة الطبية الشرعية بالإسكندرية، يفيد بأن سبب وفاة نجلها “قيد البحث” وليس كما أشار المصدر الأمني بأنه نتيجة هبوط في الدورة الدموية.
وفي 18 مايو الجاري، بثت عبدالوهاب مقطع فيديو جددت استغاثتها لرئيس الجمهورية والنائب العام ووزارة الداخلية للتحقيق في ملابسات نجلها، لافتة إلى أن “الداخلية” طلبت منها تقديم شكوى رسمية لمديرية الأمن.
وشددت على أنه لا يوجد خلافات بينها وبين الداخلية، وإنما خلافها مع “أشخاص بيستغلوا سلطاتهم ونفوذهم غلط”.
وقالت عبدالوهاب في مقطع بثته 20 مايو الجاري، إنها حصلت على وعد من مديرية الأمن بتحقيق شفاف وعادل في واقعة وفاة نجلها وتقديم الجناة للعدالة، وأنها ستتوجه للنيابة لمتابعة إجراءات التحقيق.
وأشارت إلى أنها نما إلى علمها أن هناك شاهد بقسم شرطة مطروح في عنبر 3 غرفة 15 مكان احتجاز نجلها المتوفي طلب أن يدلي بشهادته حول الواقعة، وطالبت بحمايته.
وفي 22 مايو، أشارت إلى أن الشاهد الذي كان محبوسا مع نجلها ذكر أمام النيابة، وفي مقطع فيديو سجلته له بأن نجلها “كان يتعرض للتعذيب من ضباط وأمناء شرطة ذكرهم بالاسم ومن عدد من المسجونين، لإجباره على الاعتراف بواقعة السرقة، وأن الضباط وأمناء الشرطة كانوا غير مصدقين أنه فاقد البصر”.
وقال صلاح عبدالعزيز، محامي أسرة المتوفي، إن إجراءات القبض على محمد عادل من منزله، وتحرير محضر ضده بالسرقة، والانتهاء من تحريات المباحث وعرضه على النيابة، تمت في اليوم ذاته، حيث أمرت النيابة بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيق، حيث حضر معه المحامي عوض حميدة.
وأضاف عبدالعزيز لـ”درب” أن المحامي المذكور حاول تقديم مستندات من مستشفى حكومي تفيد بأن المتهم فاقد البصر، فطلب قاضي التحقيق منه تقديمها للنيابة.
وتابع: “بعد تلقينا نبأ وفاته، تقدمت بطلب إلى المحامي العام لنيابات مطروح للتحقيق في الواقعة، الذي أكد بدوره حرصه على صدور تقرير الطب الشرعي لبيان الصفة التشريحية للجثة، فطلبنا أن يتم الأمر بإشرافه شخصيا، مع تفريغ كاميرات قسم الشرطة ومستشفى مطروح العام الذي تم إيداعه به، للوقوف على أسباب الوفاة”.
عدد من المسؤولين في مديرية أمن مطروح أكدوا لنا أيضا حرصهم على سلامة التحقيقات في الواقعة، حيث قال مدير مباحث مديرية امن مطروح اللواء أحمد فهمي، لوالدة عادل: “إحنا عمرنا ما هنشيل دم، وإذا كان نجلك توفي داخل القسم سنحاسب المخطيء”.
ووفقا لمحاميها، حررت عبد الوهاب محضرا برقم 2398 لسنة 2022 إداري مطروح، تتهم فيه الضابط المذكور والنائبة وابنها بالتسبب في وفاة ابنها، فيما أكدت لها النيابة وقوفها على مسافة واحدة من الجميع، وحرصها على سير التحقيقات بكل نزاهة.
واستكمل: “نحن لا نريد سوى العدالة لموكلي، ومحاسبة المخطيء في التسبب في وفاته، نحن دولة مؤسسات لا أحد فيها فوق القانون”.