تداعيات عدوان الاحتلال| إصابات جديدة في الأقصى وقصف على غزة.. وتحرك عربي لوقف التصعيد الإسرائيلي.. وتضامن عالمي واسع: هنا فلسطين
وكالات
أصيب العشرات بجروح وحالات اختناق، جراء اعتداء شرطة الاحتلال الإسرائيلي، على المصلين والمعتكفين في باحات المسجد الأقصى المبارك، وقالت الأوقاف الإسلامية في القدس إن 762 مستوطنا اقتحموا باحات المسجد الأقصى صباح اليوم.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني في القدس إن طواقمه تعاملت مع إصابة واحدة بالوجه بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، بالإضافة إلى إصابات أخرى بالاختناق جراء قنابل الغاز، إثر محاولات قوات الاحتلال اقتحام المصلى القبلي وإخراج المعتكفين منه، تمهيدا لاقتحامات المستوطنين في آخر أيام عيد الفصح العبري.
الاحتلال يستهدف غزة
وبعد إطلاق صاروخ من غزة مساء الأربعاء، وسقط في حقل في بلدة سديروت، من دون أن يسفر عن إصابات، شن طيران الاحتلال سلسلة من القصف الجوي بعيد منتصف ليل الأربعاء حتى اليوم الخميس، استهدفت وسط قطاع غزة حسب شهود ومصدر أمني، ما دفع إلى إطلاق 4 صواريخ أخرى من القطاع المحاصر.
وزعم جيش الاحتلال أن طائراته استهدفت موقعا عسكريا وأنفاقا “تحتوي على مواد كيميائية أولية تستخدم في تصنيع محركات الصواريخ”، واعترضت منظومة القبة الحديدية الصواريخ الأربعة التالية التي أطلقت من القطاع، بينما أطلقت صفارات الإنذار في منتصف الليل في بلدات يسيطر عليها الاحتلال، مجاورة لقطاع غزة.
الرئاسة الفلسطينية.. تحذير من خطورة المساس بالمقدسات
وحذر الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، من خطورة القرار الإسرائيلي بفرض قيود على دخول المصلين المسيحيين إلى كنيسة القيامة.
وقال إن هذا القرار يأتي استكمالا للسياسة الإسرائيلية التصعيدية ضد مدينة القدس ومقدساتها، ومتزامنة مع الاقتحامات المتواصلة للمسجد الأقصى المبارك من قبل التطرفين اليهود بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف، أن هذا القرار يعتبر بمثابة تحدٍ سافر وخطير على الأديان السماوية ومقدساتها، الامر الذي يشكل استفزازا واستهتارا بكل القيم الإنسانية والدينية.
وتابع أبو ردينة قائلا، إن هذا التضييق على التواجد الإسلامي- المسيحي يعتبر بمثابة حرب على الشعب الفلسطيني والقدس ومقدساتها، وهو بمثابة خرق آخر للستاتيسكو التاريخي القائم في المدينة المقدسة.
وجدد الناطق الرسمي باسم الرئاسة، التأكيد على أن كل الإجراءات الإسرائيلية سواء في المسجد الأقصى المبارك او كنيسة القيامة أو غيرها من الأماكن الدينية المقدسة مرفوضة ومدانة وغير شرعية، وهي مخالفة للقانون الدولي الذي يعترف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 1967 وفق قرارات مجلس الامن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال، ان القيادة الفلسطينية تطالب الأطراف الدولية بتحمل مسؤولياتها تجاه وقف هذه الخروقات الإسرائيلية التي تمس بقدسية المكان وحرية العبادة.
إدانة لتصعيد الاحتلال ومطالبة بكسر “المعايير المزدوجة” للمجتمع الدولي
وجدد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، مطالبة المجتمع الدولي، بكسر المعايير المزدوجة في التعامل مع القانون الدولي، وتوفير الحماية لشعبنا الفلسطيني، مع استمرار العدوان عليه ومصادرة حقوقه المشروعة
وأدان اشتية، التصعيد الممنهج لدولة الاحتلال في القدس وقطاع غزة، مؤكدا أن إرهاب الدولة المنظم وفائض القوة العمياء، لن يفلح في ثني شعبنا عن مواصلة نضاله لتحرير أرضه، ونيل حريته، وإقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس
وأشار إلى أن استهداف أهلنا في قطاع غزة بالغارات وانتهاك حرمة المسجد الأقصى بتكرار الاقتحامات ومواصلة عمليات القتل والاجتياح للمدن والقرى والبلدات في جميع الأراضي المحتلة، يحمل نذر تصعيد مبيت لمحاولة فرض وقائع زائفة على الأرض بالقوة ضد شعب أعزل، إلا من إرادة الصمود والتحدي في مواجهة الاحتلال وممارساته، حتى تحقيق آماله بنيل حريته واستقلاله على كامل تراب أرضه المحتلة.
اللجنة الوزارية العربية.. انعقاد دائم وتحركات مشتركة لوقف الانتهاكات الإسرائيلية
ناقشت اللجنة الوزارية العربية المكلفة بالتحرك الدولي لمواجهة السياسات والإجراءات الإسرائيلية غير القانونية في مدينة القدس المحتلة خلال اجتماعها الطارئ بدعوة من الأردن اليوم الخميس، سبل مواجهة التصعيد الإسرائيلي الخطير في المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف، وبلورة تحرك مشترك لوقف الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية في المقدسات، ووقف العنف، واستعادة التهدئة الشاملة.
وكلفت اللجنة، في بيانها الختامي الذي صدر عقب اجتماعها الطارئ اليوم في عمان، الدول الأعضاء والأمين العام للجامعة العربية، وبالتنسيق مع الدول العربية، بالتحرك المشترك وإجراء الاتصالات مع المجتمع الدولي والهيئات الدولية لتوضيح الخطر الذي تمثله الممارسات الإسرائيلية في القدس ومقدساتها، والدفع باتجاه موقف دولي فاعل لثني تل أبيب عن هذه الممارسات، وإلزامها احترام القانون الدولي واستعادة التهدئة الشاملة.
ما طلبت من الأمين العام للجامعة العربية بالإيعاز لبعثاتها الدبلوماسية، وبالتنسيق مع مجالس السفراء العرب في الدول، بالقيام بتحركات واتصالات مماثلة، وأعلنت اللجنة عن انعقادها الدائم لمتابعة التطورات، واتخاذ جميع الخطوات اللازمة بهدف حماية القدس ومقدساتها، ودعم الشعب الفلسطيني الشقيق وحقوقه، وصموده في قدسه وعلى أرضه.
وأكدت اللجنة دور الوصاية الهاشمية التاريخية التي يتولاها جلالة الملك عبد الله الثاني في حماية الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس، والوضع التاريخي والقانوني القائم فيها، وضرورة إزالة جميع القيود والمعيقات التي تقيد عمل دائرة الأوقاف في إدارة شؤون المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف والحفاظ على مرافقه.
وتضم اللجنة التي يترأسها الأردن، في عضويتها تونس، والجزائر، والسعودية، فلسطين، وقطر، ومصر، والمغرب، والإمارات، بصفتها العضو العربي في مجلس الأمن، والأمين العام لجامعة الدول العربية.
وأدانت اللجنة، الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية بحق المصلين في المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف، والتي تصاعدت على نحو خطير خلال الأيام الماضية من شهر رمضان المبارك، وأدت إلى وقوع مئات الإصابات والاعتقالات في صفوف المصلين، وإلحاق أضرار بالغة بمرافق الحرم القدسي الشريف.
وحذرت اللجنة من أن هذه الاعتداءات والانتهاكات تمثل استفزازا صارخا لمشاعر المسلمين في كل مكان، وتقويضا لحرية العبادة في المسجد الأقصى المبارك، وحرية وصول المصلين إليه، وأنها تنذر بإشعال دوامة من العنف تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
وعبرت اللجنة عن رفضها لجميع الممارسات الإسرائيلية اللاشرعية المستهدفة تغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم في المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف، وأي محاولة لفرض تقسيمه زمانيا ومكانيا، وإدانة هذه الممارسات خرقا سافرا للقانون الدولي، ولمسؤوليات إسرائيل القانونية بصفتها القوة القائمة بالاحتلال.
ودعت اللجنة الاحتلال الإسرائيلي إلى احترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في الحرم القدسي الشريف، والعودة إلى ما كان عليه قبل عام 2000، وبما يضمن احترام حقيقة أن المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف، بمساحته البالغة 144 دونما، هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وتكون الزيارة لغير المسلمين له بتنظيم من إدارة الأوقاف الإسلامية، التابعة لوزارة الأوقاف والمقدسات الإسلامية الأردنية، بصفتها الجهة القانونية صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة جميع شؤون الحرم وتنظيم الدخول إليه.
كما دعت المجتمع الدولي، خصوصا مجلس الأمن، إلى التحرك الفوري والفاعل لوقف الممارسات الإسرائيلية غير القانونية والاستفزازية في القدس والحرم الشريف، حماية للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وللحؤول دون تفاقم موجة العنف، وحفاظا على الأمن والسلم، وتحمل مسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين، وتطبيق قراراته ذات الصلة بمدينة القدس الشرقية.
وأكدت أهمية استمرار تنسيق الجهود بين جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، بهدف حماية مدينة القدس المحتلة ومقدساتها، والحفاظ على هويتها العربية الإسلامية والمسيحية، ودعم العمل المؤسساتي العربي والإسلامي وتكثيفه لدعم القدس والمقدسيين، ودور لجنة القدس عبر وكالة بيت مال القدس التي يترأسها ملك المغرب محمد السادس.
وعبرت اللجنة عن دعمها الكامل لصمود الشعب الفلسطيني وقيادته ومؤسساته في دفاعهم عن مدينة القدس ومقدساتها وفي مقدمها المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف، ودعم صمود الشعب الفلسطيني الشقيق وجميع حقوقه المشروعة، وفي مقدمها حقه في الحرية والدولة المستقلة ذات السيادة على خطوط 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، على أساس حل الدولتين، وفق القانون الدولي ومبادرة السلام العربية والمرجعيات المعتمدة.
وطالبت بوقف ممارسات الاحتلال التصعيدية واعتداءاته في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة، ورفع الحصار عن قطاع غزة، ووقف الإجراءات التي تهدد الأمن والسلم، وتقويض حل الدولتين وفرص تحقيق السلام العادل والشامل الذي يشكل خيارا استراتيجيا عربيا، وضرورة إقليمية ودولية.
وحذرت من التبعات الكارثية لاستمرار غياب الآفاق السياسية، والضغوطات الاقتصادية على الشعب الفلسطيني ودولة فلسطين، داعية إلى تكثيف الجهود الإقليمية والدولية لاستعادة التهدئة الشاملة والحفاظ عليها، وإعادة إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة تعيد الثقة بجدوى العملية السلمية، وتضعها على طريق واضحة نحو التوصل لحل تفاوضي على أساس حل الدولتين الذي ينهي الاحتلال ويجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، سبيلا وحيدا لإنهاء الصراع وتحقيق السلام العادل والشامل.
الإمارات: نتفهم الصعوبات التي تواجهها إسرائيل
من جهته، قال وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إن نظيره الإماراتي عبد الله بن زايد أعرب له عن تفهم بلاده للصعوبات التي تواجهها إسرائيل، وذلك خلال اتصال هاتفي جرى بينهما الليلة الماضية. وكتب لابيد، على حسابه على موقع تويتر، أن بن زايد “أعرب عن تقديره للخطوات التي اتخذتها إسرائيل لتهدئة الوضع، وأبدى تفهمه للتعقيدات والصعوبات التي تواجهها إسرائيل”.
وأضاف أنهما بحثا معا “التحدي الخاص بالتعامل مع المعلومات الزائفة التي تستهدف إسرائيل في العالم العربي، واتفقنا على مواصلة العمل معا لتعزيز التسامح الديني والسلام بين إسرائيل والشعوب العربية في الشرق الأوسط”.
تضامن شعبي مع فلسطين
في سياق متصل، نظم متضامنون مع القضية الفلسطينية، عددا من الوقفات والمسيرات والاعتصامات الرمزية في العديد من الدول العربية والأجنبية، من بينها وقفة تضامنية بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني أمام مبنى الأمم المتحدة في بيروت، لهيئة التنسيق اللبنانية الفلسطينية للأسرى والمحررين تضامنا و” انتصارا للأسرى داخل المعتقلات الصهيونية” ورفضا “لما يتعرض له المسجد الأقصى من استباحة”.
كما نظمت وقفات أخرى تحت شعار “هنا فلسطين” وفي مدينة الرباط بالمغرب، في الكويت، وغيرها، كما نظمت الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع اعتصاما تضامنيا ضد عدوان الاحتلال، ونظم آخرون مسيرة بشعار “مسيرة الحرية” في مدينة شيكاغو الأمريكية.