لا فزع من كورونا: بيلاروسيا تقاوم الفيروس بـ”الفودكا”.. والسويد تمنع تجمع أكثر من 500 شخص
كتب / أحمد سلامة
في ظل الأزمة التي تعانيها أوروبا والعالم كله بسبب تفشي فيروس “كورونا”، إلا أن دولتين على وجه التحديد في “القارة العجوز” بديا وكأنهما لا شأن لهما بما يدور في العالم.
بيلاروسيا والسويد، الدولتان اللتان ظهرتا وكأنهما من كوكب آخر – على حدوصف وسائل إعلام دولية- لا يعنيهما ما يحدث في العالم ولسان حالهما كأنه يقول “سنفعل ما نريد وليحترق العالم”.
في بيلاروسيا، سخر الرئيس الكسندر لوكاشينكو، من فيروس كورونا، مطالبًا شعبه لاحتساء الفودكا والعودة الى العمل.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، تصريحات الرئيس البيلاروسي الذي قال “اصدم جسدك فى الساونا ومن ثم تناول الفودكا وعد إلى العمل مرة أخرى”.
ورغم أن الدول المحيطة بـ”بيلاروسيا” وهي روسيا وأوكرانيا وبولندا ولاتفيا وليتوانيا، جميعها سجلت إصابات مؤكدة إلا أن بيلاروسيا لم تغلق الحدود وتركتها مفتوحة أمام حركة الدخول والخروج.
ورغم أن بيلاروسيا سجلت 94 إصابة إلا أنها لم تغلق دور السينما ولا المسارح ولم تمنع التجمعات ويذهب الأفراد إلى أعمالهم.. أما الأمر الأكثر غرابة فتمثل أن مباريات كرة القدم مازالت مستمرة بحضور جماهيري. فبينما توقف نشاط كرة القدم الاحترافية حول العالم بسبب فيروس كورونا، إلا أن الدوري الـ”بيلاروسي” مازال مستمرا رغم الجائحة، ورغم أنه أحد أضعف الدوريات على مستوى العالم، إلا أنه حظي بمشاهدة كبيرة في ظل توقف جميع الأنشطة الكروية.
دوري بيلاروسيا، نجح في جذب جماهير أجنبية من الجمهور الشغوف بمتابعة المباريات، ووقع على عقود جديدة للبث التلفزيوني.. فيما أعلن اتحاد الكرة أنه لا ينوي تأجيل أو إلغاء الموسم الذى بدأ فى وقت سابق هذا الشهر.
وساعد قرار إقامة المباريات بحضور جماهير اتحاد بيلاروسيا للعبة، فى توقيع عقود للبث فى عشر دول منها روسيا والهند، حيث لم تجد الجماهير هناك مباريات أخرى لمشاهدتها.
وقال ألكسندر ألينيك، المتحدث باسم اتحاد بيلاروسيا، “هذا موقف لا سابق له،” ومن بين المحطات التى تبث مباريات دورى روسيا البيضاء القناة الرياضية الأولى فى أوكرانيا.
قناة “بي بي سي عربية” أعدت تقريرا عن الإجراءات التي اتخذتها الدول الأوروبية للحد من تفشى فيروس كورونا المستجد وسلطت خلال التقرير الضوء على الدولة الأوروبية الوحيدة التي لم تتخذ أي إجراءات للحد من انتشار الفيروس القاتل.
“بي بي سي” سلطت الضوء على التصريحات الغريبة للرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو، لافتة إلى اجتماع عقده مع السفير الصيني في بلاده قال فيه إن “هذه الأمور واردة. وأن أهم شيء هو عدم الذعر!”.
وقال الرئيس لوكاشنكو إن “المحاريث كفيلة بعلاج فيروس كورونا”، في إشارة إلى العمل الجاد بالحقول، وهو ما أثار موجة من النقاش بل والسخرية على وسائل التواصل الاجتماعي في بيلاروسيا.
ليس الموقف البيلاروسي وحده الغريب، فالسويد تتشارك معها غرابة الوضع.. في العاصمة ستوكهولم، مازال المواطنون يحتلون مقاهي وسط المدينة، والحدائق العامة ويحييون بعضهم البعض عن طريق العناق والمصافحة كما أفادت وكالة “أسوشيتد برس”.
بعد شتاء إسكندنافي طويل ومظلم، ومع تغلغل جائحة فيروس كورونا في المجتمعات الأوروبية، فإن السويديين لا يبقون في منازلهم، حتى في الوقت الذي “يحجز” فيه المواطنون في أجزاء كثيرة من العالم أنفسهم طوعا وكراهية في أماكنهم.
ونصحت السلطات السويدية المواطنين بممارسة “البعد الاجتماعي” و”العمل من المنزل”، إن أمكن، وحثت أولئك الذين تزيد أعمارهم على 70 عاما على العزل الذاتي كإجراء وقائي.
وعلى الرغم من “النصائح” التي وجهتها السويد لمواطنيها، إلا أنها لم تتخذ إجراءات صارمة لتنفيذ العزل أو على الأقل ضمان “البُعد الاجتماعي”.. فقد تركت المدارس الابتدائية والمطاعم مفتوحة.
وبينما خاطب رئيس الوزراء ستيفان لوفين السكان عبر شاشات التلفزيون، ليحث الجميع على “تحمل المسؤولية” واتباع توصيات الحكومة بالعمل عن بعد وعدم الاختلاط على وجه الخصوص.. غير أن الإجراءات المُتخذة من قِبل الحكومة كانت مثار دهشة إذ تم منع التجمعات التي تزيد عن (خمسمائة شخص).
ما فعلته السلطات السويدية دفع كثير من الخبراء والشخصيات العامة إلى اتهامها بتعريض حياة الناس للخطر.