نظام الامتحانات من ورقي لـ إلكتروني لـ ورقي مرة أخرى.. عن العشوائية وخطة تطوير التعليم.. لف وارجع تاني (تقرير)
انتقادات لطريقة إدارة الوزير.. وشوقي: تساؤلات أولياء الأمور في الموضوعات التعليمية زادت عن حدها
الخبير التعليمي كمال مغيث عن قرار شوقي: هل فشلت منظومة التطوير أم أنه ليست هناك منظومة؟
مغيث: هل كان من الممكن أن نقرر منظومة يلعب التابلت فيها دورا محوريا دون أن نضمن اتساق شبكات الكهرباء والإنترنت معها؟
النائب أيمن محسب بطلب إحاطة للحكومة: هناك تخبط في اتخاذ القرارات يؤثر بالسلب على أولياء الأمور.. أولادنا مش حقل تجارب
محسب يسأل: أليس من الأولى أن يتم إجراء تجربة على النظام المزمع تطبيقه قبل الإعلان عنه؟
كتبت- ليلى فريد
أثارت قرارات الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، بإلغاء الامتحانات الإلكترونية وعقدها ورقيا بعد تحويلها في وقت سابق من ورقي لإلكتروني، العديد من ردود الفعل والانتقادات لطريقة إدارة المنظومة التعليمية والقرارات المفاجئة التي تعلنها الوزارة، ورد الوزير على الانتقادات بقوله: تساؤلات أولياء الأمور في الموضوعات التعليمية زادت عن حدها.
بدوره علق كمال مغيث، الخبير التعليمي، على قرار شوقي، بالعودة للامتحان الورقي، متسائلا: “هل فشلت منظومة تطوير التعليم؟ أم أنه ليست هناك منظومة أصلا؟”.
وقال مغيث في تدوينة له: “عندما أعلن وزير التعليم عن شراء نحو مليون تابلت للصف الأول الثانوى، كتبت على صفحتى مقالا بعنوان: التابلت: معلوم واحد وعشرين مجهولا، واليوم يعلن الوزير إلغاء امتحانات التابلت ويبرر ذلك بقولة: حتى لا تتكرر مشاكل قصور شبكة الإنترنت وشكوى الناس والطلاب”.
وتابع: “هنا، أليس من حقنا أن نتساءل: هل كان من الممكن أساسا قبل البداية أن نقرر منظومة حديثة، يلعب التابلت فيها دورا محوريا دون أن نضمن اتساق شبكات الكهرباء والإنترنت معها؟، أولم يكن من الضرورى التنسيق مع وزارة الاتصالات لتوفير شبكة مناسبة بأسعار معقولة للمنظومة الحديثة؟”.
وأضاف مغيث: “هل لنا أن نعرف إحصاءات وتقارير موثقة عن ماتم من خلال امتحانات التابلت فى ثلاث سنوات سابقة؟، هل يقتصر دور التابلت بعد أن أنفقنا عليه المليارات – فى مدارس فقيرة ليس فيها عمال- على الدخول علي منصات المعرفة وهو ما يستطيعه التلميذ من خلال الموبايل الشخصي الذى يحمله؟”.
وتساءل: “أين نجد تلك المنظومة مكتوبة.. وأين نجد تعديلاتها تلك؟، وهل مازالت الدول المتقدمة تسعى لاقتباس منظومتنا العجيبة والتى لا وجود لها؟، وإلى متى يظل الطلاب وأولياء الأمور والناس مفعول بهم؟”.
واختتم الخبير التعليمي: “هل من حق طلاب الثانوية العامة وأهاليهم الاطمئنان إلى امتحاناتها القادمة بعد شهور والاستعداد لها أم نظل فى انتظار تصريحات معاليه بعد منتصف الليل؟”.
وبعد الانتقادات التي وجهت لقرارات الوزير، انتقد شوقي، الحديث عن قراره المفاجئ بتعديل نظام الامتحانات، وقال شوقي إن تساؤلات أولياء الأمور في الموضوعات التعليمية زادت عن حدها، وإن الأهالي عليهم توفير بيئة جيدة للطلاب حتى يتم تجهيزهم للامتحان بأي شكل.
وتابع في مداخلة هاتفية ببرنامج “آخر النهار” مع الإعلامي محمد الباز، على قناة “النهار”: “الأولاد المفروض تفهم وتيجي تحل، وكلنا كنا في مدارس والامتحان اللي بيجيلنا بنحله، أما طريقة الامتحان وشكله فهو أمر يخص المؤسسات التعليمية مش هنعمل استفتاء عشان نمتحن الأولاد”.
وأضاف شوقي: “للأسف كلام الأهالي عن امتحان أولى وثانية ثانوي أمر غريب، لأن لما يبقى الامتحان 3 نقاط في التابلت و3 في الورق، ويتم في النهاية الاستقرار على إجابة الـ 6 أسئلة في الورق فقط ايه الفرق؟”.
وقال الوزير: “المبالغة زيادة أوي ده امتحان تيرم بيحصل طول عمره في ورق، والطالب يكون جاهزا للحل سواء في ورقة أو في تابلت وإحنا نقول الامتحان يكون في ورق أو تابلت”.
ومن المقرر أن تنعقد امتحانات أولى ثانوى تبدأ 22 يناير الجارى فى المواد الدراسية الأساسية، وقال شوقي، إن أسئلة امتحانات الصفين الأول والثاني الثانوي سيكون 70% منها موضوعي بطريقة الاختيار من متعدد و30% أسئلة مقالية، موضحا أنه يجوز أن تكون الإجابة بنفس ورقة الأسئلة أو أن تكون الإجابة بورقة منفصلة أيهما أنسب للمدرسة، موضحا أنه سوف يتم تشكيل مادة من معلمي المواد لتقدير أوراق الإجابة بكل مدرسة على أن تعلن نتيجة الطالب في شكل تقديرات، من 85 : 100 ممتاز، ومن 65 لأقل من 85 جيد جدا، ومن 50 لأقل من 65 جيد، وأقل من 50 ضعيف.
وفي سياق متصل تقدم الدكتور أيمن محسب، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة للمستشار الدكتور حنفى جبالى، رئيس مجلس النواب، موجه لرئيس مجلس الوزراء، ووزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، بشأن إلغاء الامتحانات الإلكترونية للصفين الأول والثانى الثانوى وعقدها ورقيا، قائلا: “هناك تخبط كبير فى اتخاذ القرارات ما ينعكس على المنظومة التعليمية ويؤثر بالسلب على أولياء الأمور وخلق حالة من الهلع لديهم، وأولادنا مش حقل تجارب”.
وتابع محسب، أن وزير التربية والتعليم، أعلن عن إلغاء الامتحانات الإلكترونية وعقدها ورقيا سواء أسئلة الاختيار من متعدد التى تمثل 70% أو المقالية التى تمثل 30%، مشيرا إلى أن ذلك يأتى ذلك تيسيرا على الطلاب.
وأضاف النائب: “على الرغم أن هذا القرار لاقى قبولا لدى بعض أولياء الأمور، ولكن الأمر ليس متعلقا بهذا القرار على وجه التحديد، لأنه واحد من حزمة قرارات تم الإعلان عن تطبيقها ومن ثم يتم التراجع عنها فى اللحظات الأخيرة مما تسبب فى حالة من الارتباك لدى أولياء الأمور، وهذا التخبط قد يؤثر على المنظومة التعليمية بالكامل”.
وتساءل عضو مجلس النواب، عن أسباب إصدار قرارات مصيرية تتعلق بمستقبل جيل بالكامل دون إجراء تجارب، أليس من الأولى أن يتم إجراء تجربة على النظام المزمع تطبيقه قبل الإعلان عنه، للوقوف على التفاصيل الكاملة سواء بداية من البنية التحتية أو استعداد الطلاب أنفسهم وهل هذا النظام يتناسب مع البنية التكنولوجية للمدارس المصرية بمختلف محافظات الجمهورية من الإسكندرية حتى أسوان حتى لا نطبق أنظمة معلبة لا تتناسب مع المدارس المصرية.
وطالب محسب، إجراء تجربة على كل القرارات التى تتعلق بالمنظومة التعليمية بمراحلها المختلفة قبل تطبيقها، حتى لا يتم التراجع عنها فى اللحظات الأخيرة وتكون هناك مصداقية وحتى لا يفقد أولياء الأمور الثقة فى الوزارة بسبب هذه القرارات المتخبطة.
وبالأمس حددت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، ضوابط وضع أسئلة الامتحانات الورقية لامتحانات الفصل الدراسى الأول للصفين الأول والثانى الثانوى على النحو التالى:
ـ الالتزام بمواصفات الورقة الامتحانية التى أعدت من قبل المركز القومى للامتحانات بالنسبة للطلاب النظاميين والخدمات وأيضا مواصفات الورقة الامتحانية لطلاب المنازل.
ـ التأكيد على ألا يضع المعلم الامتحان للصف الذى يدرس له هذا العام.
ـ يتم وضـع الامتحانات على مستوى المدارس، مـن خـلال تكليف من الموجـه الأول لمدرسى المواد الدراسية لكل مدرسة على حدة.
ـ يتم تصميم الورقة الامتحانيـة بحيث يـؤدى الطالب الامتحـان فـى نفس الورقة ويخصص جزء من الورقة علـى صـورة سلبس يتم نزعـه قبـل التصحيح للحفاظ على السرية.
ـ يتم تصوير الامتحانات داخـل الإدارة التعليمية أو داخل المدرسة وذلك مـن خـلال لجنـة تشـكل مـن قبـل مـدير المدرسة تكون مسئولة مسئولية كاملة عن سرية هذه الامتحانات.
ـ يتم تشكيل لجنـة نظـام ومراقيـة داخـل كـل مـدرسـة لاتمام عمليـة سيــر الامتحان، للحفاظ على سرية إجراء الامتحان حتى إعلان النتيجة.
ـ تشكل لجنـة مـن معلمـى المـواد لتقدير أوراق الإجابـة لكـل مدرسة تحت اشــراف الموجه الأول بالإدارة التعليميـة علـى أن تـعلـن نـتـاج الطلاب فـى صـورة تقديرات كما ورد بالكتاب الدورى رقم 1 لسنة ٢٠٢٢.
ـ لمـدير الإدارة التعليميـة اتخاذ مـا يلـزم مـن اجـراءات فى ضوء القواعد المنظمـة مع مراعاة تطبيق كافة الاجراءات الاحترازية للحفظ على الصحة العامة.
يذكر أن شوقي، أعلن، فجر السبت الماضي، إلغاء الامتحانات الإلكترونية للصفين الأول والثاني الثانوي العام، المقرر لها أن تبدأ يومي السبت والأحد المقبلين، على أن تكون ورقية بالكامل.
وقال الوزير، في فيديو بثه عبر عبر صفحته الشخصية على منصة التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، إنّ امتحانات الصفين الأول والثاني الثانوي جميعها ورقية وليست إلكترونية، مشيرًا إلى أنّ الامتحانات 70% اختيار من متعدد، و30% مقالية ورقية بالكامل.
وأضاف شوقي أن الامتحانات تضعها المدارس، مع الالتزام بمعايير المركز القومي للامتحانات، والسماح باستخدام التابلت فقط للوصول إلى الكتاب الإلكتروني وبنك المعرفة.