ضحايا لم يصبهم الفيروس.. «صفاء» لاجئة سودانية أم لـ 7 أطفال: كورونا والحظر كملوا علينا «مافي شغل ما في إيجار»
«قبل الحظر كنت شغاله يوميات، اشتغل يوم واقيف يومين» النهاردة الحالة صعبة وما في مساعدات.. كلموا مفوضية اللاجئين
كتب- إسلام الكلحي
تبحث صفاء عبدالله، منذ منتصف مارس عن عمل، دون جدوى. لا تعرف السيدة السودانية التي تعيش في مصر، كيف ستدفع مطلع الشهر المقبل 1300 جنيه، قيمة الإيجار الشهري للشقة التي تسكنها، ولا كيف ستدبر مصاريف طعام أبنائها السبعة.
مع ظهور فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، في مصر، والإجراءات التي اتخذتها الحكومة لمواجهة المرض وآخرها فرض حظر التجوال، تتعرض بعض الفئات لمخاطر مضاعفة تمس القدرة على توفير الاحتياجات الأساسية وأهمها الغذاء والمأوى؛ ومن أبرز هذه الفئات اللاجئين الأفارقة في مصر.
منذ بضعة سنوات، جاءت صفاء إلى مصر هاربة من صراعات محلية وأوضاع معيشية صعبة في السودان. حصلت وزوجها على مساعدات من مفوضية اللاجئين لمدة 6 أشهر فقط، ثم توقفت هذه المساعدات، فسافر الزوج إلى أسوان للعمل هناك، واضطرت هي للنزول للعمل في مجال الخدمة المنزلية.
«أنت مجبور عشان أنت عندك أولاد وعايز تربيهم وعايز تدفع إيجار شهري وبيت شهري وكده مضطر أن انت تمشي تشتغل»، تقول السيدة السودانية لـ«درب».
لدى صفاء 7 أطفال، 4 أولاد، و3 بنات.. أكبر أبنائها بنت تبلغ من العمر 17 عاما، وأصغرهم بنت في الثالثة من العمر.
في الشهور الأخيرة كانت صفاء تعمل باليومية نظير 200 جنيه.. «قبل الحظر كنت شغاله يوميات، اشتغل يوم واقيف يومين».
الآن، لا تجد صفاء أي عمل سواء في مجال الخدمة المنزلية أو غيره منذ 16 مارس، مع زيادة انتشار فيروس كورونا في مصر.
«ربنا يرحمنا برحمته الواسعى» تدعو صفاء، التي تقول لـ«درب»: «حالة العيال صعبة ونفسيتنا تعبانة شديد وتمها علينا الحظر التجوال وعدم الشغل وحتي المساعدات مافي ومافي اي حاجه تساعدك».
يُرسل زوج صفاء لها حوالي 1500 جنيه كل شهرين، لكنها لا تكفي التزمات البيت الشهرية، بحسب ما تقول «مابكفو لي الاجار والاكل»، لذا لا بد أن تنزل وتعمل للمساهمة في توفير نفقات بيتها.
وتشير صفاء إلى أنها منذ أكثر من عشرة أيام تنزل يوميا للبحث عن «أي شغل» حتى تدبر قيمة إيجار الشقة التي تسكنها (1300 ج) في عين شمس، فضلا عن توفير مصاريف البيت وأبنائها السبعة، لكنها تقول بخيبة أمل: «مافي أي شغل»، واستطردت: «وضعى صعب جدا جدا».
تأمل صفاء في أن تنتهي أزمة فيروس كورونا وينتهي حظر التجوال بأسرع وقت حتى تعمل كما كانت قبل ظهور المرض في مصر.
كما تتمنى السيدة السودانية، أن تراجع مفوضية اللاجئين والمنظمات التي تعمل معها أوضاع اللاجئين في ظل الظروف الحالية «بسرعة»، وتقدم لهم مساعدات مالية تساعدهم في تجاوز هذه المحنة، وتقول: «يا ريت حد يكلمهم.. أي حاجه تساعد. الظروف صعبة ووضعي صعب جدا».
يذكر أن مكتب حق للمحاماة والدعم القانوني والنفسي للاجئين الأفارقة، قد وجه الأربعاء الماضي، نداءً للكيانات الاجتماعية والسياسية داخل السودان وخارجه، والمفوضية العليا لشئون اللاجئين، ومنظمة الهجرة الدولية، والمنظمات العاملة في مجال دعم اللاجئين، أو في مجال المساعدات الإنسانية في العموم، إلى تقديم المساعدات إلى اللاجئين والمهاجرين الأفارقة في مصر عموما، والسودانيين والجنوب سودانيين بشكل خاص، لمواجهة تداعيات انتشار فيروس كورونا، باعتبارهم الأكثر عددا واحتياجا بين جنسيات اللاجئين الأخرى، وسرعة العمل على ابتكار المخططات العاجلة والحلول من أجل توفير الغذاء والمأوى لهؤلاء اللاجئين والمهاجرين.
وأوضح المكتب، في بيان صحفي، أنه في ظل الأوضاع التي تمر بها مصر والعالم، بسبب فيروس كورونا تتعرض الفئات الأضعف في المجتمع المصري لمخاطر مضاعفة تمس القدرة على توفير الاحتياجات الأساسية للإنسان كي يبقي حيا وإهمها الغذاء والمأوى، وتأتي فئة اللاجئين والمهاجرين الأفارقة وبالتحديد السودانيين والجنوب سودانيين ضمن أكثر الفئات المعرضة لتلك المخاطر.
وأشار البيان إلى الآلاف من أسر اللاجئين والمهاجرين تعاني مصاعب في توفير احتياجاتهم الغذائية والعلاجية، ويتوقع مع بداية الشهر انعدام قدرتهم على دفع الإيجار الشهري لمساكنهم.
يذكر أن إجمالي عدد الإصابات بفيروس كورونا، وفق آخر إحصائية صدرت عن وزارة الصحة المصرية مساء الجمعة، 536 حالة، من بينها 116 حالة شفاء من أصل 147 حالة تحولت نتائج تحاليلها من إيجابية إلى سلبية، فيما يبلغ عدد الوفيات بسبب المرض في مصر 30 حالة وفاة.
وكانت مصر قد أعلنت الثلاثاء 24 مارس فرض حظر التجول من الساعة السابعة مساء حتى السادسة صباحا اعتبارا من يوم الأربعاء (25 مارس) لمدة أسبوعين لمنع تفشي فيروس كورونا وقال رئيس الوزراء مصطفى مدبولي إن من ينتهكون الحظر سيتعرضون للعقاب بموجب قوانين الطوارئ.
وجرى تمديد تعليق الدراسة بالمدارس والجامعات حتى منتصف أبريل المقبل، وسيتم غلق المقاهي والنوادي ومراكز التدريب الرياضية على مدار الأسبوعين القادمين فيما سيقتصر عمل المطاعم على خدمات التوصيل إلى المنازل.
وسيكون على المتاجر، باستثناء متاجر الإمدادات الغذائية والصيدليات، إغلاق أبوابها من الخامسة مساء أي قبل ساعتين من بدء سريان الحظر وفي عطلات نهاية الأسبوع.
وقال رئيس الوزراء في إفادة صحفية نقلها التلفزيون إن من يخالف هذه القرارات الجديدة سيتعرض لغرامة تصل قيمتها إلى 4000 جنيه مصري أو السجن.