لعبة “حافة الهاوية”| واشنطن تنفي وجود خطط للتفاوض مع موسكو.. وبوتين: الأمريكيون على عتبة دارنا ولم يعد لدينا مكان للتراجع
كتب – أحمد سلامة ووكالات
تزداد حدة التوتر بين الجانبين الأمريكي والروسي، لتبدو القوتين الأعظم على مشارف “حافة الهاوية السياسية”، يخوض كل منهما حرب تكسير العظام لإثبات تفوقه على الآخر، متخذين في ذلك من الأوضاع “الأوكرانية” وسيلة لتحقيق ذلك.
كييف ودول غربية عدة أعربت مؤخرا، عن قلقها بشأن ما قالت إنه “تكثيف الأعمال العدوانية” من قبل روسيا بالقرب من حدود أوكرانيا.. فيما بدا أن “الحوار” بين واشنطن وموسكو وصل إلى طريق شبه مسدود لا أفق فيه.
وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أكد أنه لم يتم التخطيط لعقد لقاء جديد بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الأمريكي جو بايدن.. مضيفا “لا توجد خطط لذلك الآن”، ومشددا في الوقت ذاته على أن “المفاوضات يجب أن تستمر لنزع التوتر المحيط بالأزمة الأوكرانية”.
وأضاف: “نريد أيضا أن تخفض روسيا التوترات من خلال سحب قواتها من الحدود مع أوكرانيا.. إن التفاوض في مثل هذه الظروف أكثر ملاءمة بكثير مما هو عليه عندما تستمر التوترات في التصاعد”.
وتابع: “الولايات المتحدة منخرطة في كل من الدبلوماسية والاحتواء فيما يتعلق بروسيا، وهي مستعدة للرد بقوة على تلك الخطوات التي تعتبرها عدوانية”.
وقال: “نحن مستعدون لاستخدام الحوار حول الاستقرار الاستراتيجي مع روسيا، ومجلس روسيا والناتو ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا لإجراء محادثات أمنية”.
من جهتها، أكدت موسكو أنها “لا تهدد أحدا ولا تنوي مهاجمة أحد، وأن التصريحات حول (العدوان الروسي) تستخدم ذريعة لنشر المزيد من معدات الناتو العسكرية قرب حدود روسيا”.
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن قيام الولايات المتحدة بتسليح أوكرانيا وحثها على مواجهة روسيا يخلق تهديدات خطيرة للأمن القومي الروسي.
وقال بوتين في كلمة له خلال اجتماع موسع لقيادة وزارة الدفاع الروسية في موسكو، الثلاثاء، “ماذا تفعل الولايات المتحدة الآن على الأراضي الأوكرانية، الواقعة ليس على بعد آلاف الكيلومترات من حدودنا، ولكن على عتبة دارنا. ويجب أن يفهموا أنه ليس لدينا مكان لمزيد من التراجع”.
وتابع: “لا توجد أسلحة فرط صوتية لدى الولايات المتحدة حتى الآن، لكننا نعرف متى سيمتلكونها. هذا أمر لا يمكن إخفاؤه. و(يوما ما) سيسلمونها إلى أوكرانيا. هذا لا يعني أنهم سيستخدمونها غدا، لأنه يوجد لدينا “تسيركون”، وليس لهم مثله بعد. لكن تحت هذا الغطاء سيسلحونهم وسيدفعون متطرفين من الدولة المجاورة باتجاه روسيا، بما في ذلك إلى شبه جزيرة القرم، على سبيل المثال، وذلك في ظل ظروف مواتية لهم، كما يبدو لهم”.
وتساءل الرئيس الروسي: “هل يعتقدون أننا لا نرى هذه التهديدات؟ أم يعتقدون أننا سنتفرج عليها مكتوفي الأيدي؟ لم يعد لدينا مكان للتراجع”!
كان البيت الأبيض قد أعلن في وقت سابق من الشهر الجاري أن الرئيس الأمريكي جو بايدن أطلع زعماء فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا على نتائج مباحثاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وجاء في بيان عن البيت الأبيض أن بايدن “أطلع الزعماء على نتائج مباحثاته مع الرئيس بوتين التي تحدث خلالها عن عواقب عملية عسكرية في أوكرانيا وضرورة وقف التصعيد والعودة إلى الدبلوماسية”، مضيفا أن الرئيس الأمريكي وحلفاءه اتفقوا على مواصلة التنسيق بشأن الوضع حول أوكرانيا.
بدوره، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في بيان له صدر في أعقاب اتصال الزعماء، إنهم “أكدوا على أهمية وقف روسيا لسلوكها الخطير تجاه أوكرانيا”.. مضيفا أن الزعماء اتفقوا على “ضرورة الحوار المستمر مع روسيا لضمان هذه النتيجة”.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد دعا الرئيس الأمريكي في المباحثات المذكورة إلى عدم تحميل روسيا المسؤولية عن الوضع حول أوكرانيا، مطالبا الناتو بتقديم ضمانات أمنية لروسيا بعدم توسع الحلف شرقا.
في الوقت نفسه، قال نائب وزير خارجية روسيا الكسندر بانكين، إن الغرب نسي كيفية حل المشاكل بطريقة حضارية، وعلى ما يبدو فقد كذلك ثقافة الحوار السياسي.
وأضاف نائب الوزير الروسي: “يتبلور انطباع بأن الغرب، فقد ثقافة الحوار السياسي. لقد نسي الشركاء الغربيون كيفية حل المشاكل بطريقة حضارية، على طاولة المفاوضات. وغالبا ما تكون القيود والعقوبات أحادية الجانب، هي الرد على أي قرار لا يتوافق مع منطقهم. في الواقع، لا يمكن أن تكون محصنة ضد هذه القيود، أي دولة تنتهج سياسة سيادية مستقلة عن الغرب”.
من جانبه شدد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، على أن روسيا تنقل قواتها داخل أراضيها ووفقا لتقديرها – وهذا لا يهدد أحدا ولا ينبغي أن يقلق أحدا. ونوه بأن أي دولة يوجد بقرب حدودها منطقة غير مستقرة، تملك الحق في اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان أمنها.