عام على حبس الصحفي عامر عبد المنعم.. سجن وحاجز في الزيارات ومرض مزمن.. وأسرته تطالب بإخلاء سبيله (بروفايل)
عبير محمد زوجة عبد المنعم: حياتنا انقلبت تماما منذ القبض عليه ولم أكن أتصور أن الأمر بهذا السوء.. وننتظره بالخارج كل يوم
الزوجة: يعاني من الألم في الظهر بسبب النوم على الأرض.. حاولت إدخال “مخدة ولحاف” لمساعدته لكنه قوبل بالرفض من المسئولين
كتب- حسين حسنين
أكمل الكاتب الصحفي عامر عبد المنعم، 365 يوما في الحبس الاحتياطي، منذ ظهوره في نيابة أمن الدولة العليا يوم 20 ديسمبر 2020 وصدور قرار بحبسه احتياطيا على خلفية اتهامه بنشر أخبار كاذبة، في القضية رقم 1017 لسنة 2020 حصر أمن دولة عليا.
ألقت قوات الأمن القبض على عبد المنعم يوم 13 ديسمبر، بعد اقتحام منزله وتفتيش محتوياته واصطحابه مع قوات الأمن لمكان ظل مجهولا حتى ظهر يوم 20 ديسمبر في نيابة أمن الدولة العليا للتحقيق معه حيث قررت حبسه.
“حياتنا انقلبت تماما، لم أكن أتصور أن الأمر بهذا السوء”.. بهذه الجملة بدأت عبير محمد، زوجة عبد المنعم، حديثها عن معاناة عام من الحبس الاحتياطي والغياب، بين زيارات لا تتعدى الـ20 دقيقة، وحالة صحية متدهورة وأمراض مزمنة تحتاج لرعاية صحية حقيقية.
عامر عبد المنعم صاحب الـ59 عاما، يعاني من مرض السكري ويتناول الأنسولين باستمرار، إلى جانب مشكلات أخرى في عينيه أجرى على أثرها عملية جراحية قبل القبض عليه بيومين بينما كان يحتاج مزيدا من الوقت للتعافي.
وتقول الزوجة: “مثل اليوم، انقلبت حياتنا وتبدلت أحوالنا، لم اتخيل يوما أن يضعني القدر في هذا الموقف، وأن أكون زوجة صحفي سجين رأي، كنت اتابع أخبار السجناء ومعاناتهم ومعاناة أسرهم، لكنني لم اتخيل أن الوضع بهذا السوء”.
الغياب وحبس الزوج كان يصاحبه معاناة مستمرة لا تنقطع، اسمها “الزيارات”، إما انتظار لفترات طويلة بالخارج أو زيارة لمدة قصيرة بالداخل أو لقاء بينهما حاجز.
عن معاناتها في الزيارات، قالت الزوجة: “كل أسبوع أمام ليمان طره من الثامنة صباحا من أجل التسجيل لزيارة عامر عبد المنعم في الواحدة أو الثانية ظهرا، والتي تكون مرة واحدة شهريا، إلى جانب الطبلية لإدخال العلاج والأكل والمستلزمات”.
وأضافت: “زيارة كل شهر لا تتعدى تلت ساعة، بيننا مترين وأسلاك من ناحيتي وناحيته في غرفة بيكون فيها أكتر من تلاتين شخص بيزوروا، فتخيلوا الوضع بيبقى أزاى ده غير اللى بيحصل أثناء التفتيش ومش هتكلم عنه لكن بأمانه كل التعب بيزول لما بشوف عامر واطمن عليه واسمع منه كلام الثبات والصبر وترك أمره لله كعادته دائما منذ عرفته”.
الحالة الصحية لعامر عبد المنعم كان لها نصيب الأسد من التأثير طوال العام المنصرم، إصابات جديدة إلى جانب الأمراض السابقة، ومطالب متعددة بالحصول على رعاية صحية.
ورصدت الزوجة تفاصيل معاناته الصحية خلال العام، حيث تقول: “تعب أكتر من مرة، أصيب في رمضان الماضي بالتهاب فيروسي في عينيه نتيجة ظروف السجن وتفاقم الأمر مع وجود السكرى عنده وتحول التهاب مزمن لا يستجيب للعلاج”.
وتضيف: “بدأ يشعر بآلام شديدة أسفل الظهر نتيجة النوم على الأرض وعدم الحركة واشتدت الآلام عليه، حاولت أدخله لحاف فايبر ينام عليه ومخدة طبية رفضوا، قدمت طلب للنقابة اللي هو عضو فيها من تلاتين سنه عشان تساعدني أدخل الحاجات دي دون جدوى ولحد الآن يتغلب على الالام بالمسكنات”.
يواجه عامر في القضية رقم 1017 لسنة 2020 حصر أمن دولة عليا، اتهامات ببث ونشر وإذاعة أخبار وبيانات كاذبة، إساءة استخدام وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، ومشاركة جماعة إرهابية مع العلم والترويج لأغراضها”.
حاولت نقابة الصحفيين في بداية حبسه تقديم المساعدة للحصول على حريته، لكنها المساعدات التي فشلت حتى الآن.
وفي وقت سابق تقدم ضياء رشوان، نقيب الصحفيين، بمذكرة للنائب العام المستشار حمادة الصاوي، تطالب بالإفراج عن عامر عبد المنعم، وتمكين أسرته من زيارته وإدخال الأدوية اللازمة، مع نقله لمستشفى متخصص، لتلقي العلاج لحين الإفراج عنه بضمان النقابة.
وقال النقيب، في المذكرة، إن النقابة تلقت شكوى من أسرة عبد المنعم، بأنه تم القبض عليه وعرضه على نيابة أمن الدولة، دون إخطار نقابة الصحفيين، كما صدر قرار بحبسه 15 يوما على ذمة القضية 1017 لعام 2020 حصر أمن دولة عليا، وأوسع سجن ليمان طرة تحقيق، على الرغم من سوء حالته الصحية.
وأضاف رشوان أن الزميل في صحيفة الشعب يعاني من وجود مياه بيضاء في عينه اليمنى، وأجرى عملية جراحية ولم يسمح لأسرته بزيارته، أو إدخال الأدوية اللازمة للعلاج، ما قد يعرضه لفقدان البصر، بالإضافة إلى أنه مريض بالسكر، ويحتاج إلى حقن الأنسولين يوميا للحفاظ على حياته.