مطالبات بالكشف عن مصير نوف المعاضيد بالتزامن مع العيد الوطني لقطر.. ومسؤول حكومي ينفى مقتلها: الناشطة بخير وصحة جيدة
كتبت: ليلى فريد وصحف
طالب نشطاء ومدونون على مواقع التواصل الاجتماعي السلطات القطرية بالكشف عن مصير المدافعة القطرية عن حقوق الإنسان نوف المعاضيد بعد عودتها إلى بلادها قادمة من بريطانيا بالتزامن مع العيد الوطني لقطر الذي يحل اليوم، وسط تضارب المعلومات عن حالتها، حيث أكد مسؤول حكومي أنها على قيد الحياة، فيما ذكرت تقارير حقوقية أنها قتلت على يد أفراد من أسرتها.
وطالبت مجموعات حقوقية السلطات القطرية بكشف مصير نوف المعاضيد التي سبق أن كتبت أنها تتعرض للتهديد من عائلتها، وعبر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي عن قلقهم على مصير الناشطة المعاضيد.
بدورها نقلت صحيفة “الجارديان” البريطانية عن مسؤول قطري إن الناشطة القطرية، نوف المعاضيد، “بخير وصحة جيدة” وذلك وسط تزايد المعلومات عن أنها قتلت.
وقال المسؤول الذي لم تكشف الصحيفة هويته، إنه من غير الممكن التحدث علنا مع الناشطة بسبب طلب الخصوصية.
وتحدثت الصحيفة عن ملابسات اختفاء الناشطة المعاضيد (23 عاما) التي ينتشر على نطاق واسع أنها قتلت، وذلك منذ اختفائها منتصف أكتوبر الماضي بعد عودتها من المملكة المتحدة، إلى قطر.
ووسط تزايد المخاوف من تعرضها للقتل أو الاعتقال، طالب عدد من منظمات حقوق الإنسان السلطات القطرية بإظهار دليل على حياة المعاضيد.
وكانت نوف هربت من بلادها قبل عامين، بسبب ما قالت إنه عنف تعرضت له من قبل أسرتها، وفشل السلطات في تقديم الحماية لها.
ثم عادت الناشطة إلى بلدها بعد تلقيها تطمينات من السلطات القطرية، لكن المعاضيد بدأت تكتب سلسلة تغريدات عبر (تويتر)، وخاصة قبل يومين، أشارت فيها إلى أنها تشعر بالخوف، وكتبت في واحدة من التغريدات “الشيخ تميم (أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني) الوحيد الي يقدر يوقف الخطر اللي على حياتي بيديه”.
بدوره طالب مركز الخليج لحقوق الإنسان، بضرورة الكشف عن مصير نوف المعاضيد، وذكر المركز في بيان أنه على الرغم من جهود مركز الخليج لحقوق الإنسان للتحقق من هذه التقارير المقلقة للغاية (عن قتلها) واكتشاف مكان وجودها، إلا أن الحكومة القطرية رفضت التعليق رسميًا ولحد ساعة نشر هذا النداء.
وقال مسؤول قطري، لمركز الخليج لحقوق الإنسان، إن كبار المسؤولين أصدروا تعليمات صارمة بعدم التعليق علنًا على هذه القضية، مما يترك تساؤلات وشكوكًا كبيرة حول سلامتها وظروفها.
وأبلغت السلطات القطرية، دون أن تنسب معلومات إلى أي شخص أو إدارة معينة في الحكومة، وسائل الإعلام وآخرين أنها بخير وبصحة جيدة، لكنها لم تقدم أي دليل يثبت صحة هذا الادعاء.
وتابع المركز في بيانه: “سحبت المدافعة عن حقوق الإنسان القطرية نوف المعاضيد طلبها للحصول على اللجوء في المملكة المتحدة وغادرتها في 30 سبتمبر 2021، للعودة إلى قطر بعد أن قالت إن السلطات القطرية وعدت بتوفير الحماية اللازمة لها واحترام حقوقها الإنسانية. طلبت المعاضيد اللجوء، متذرعة بإساءة معاملة عائلتها لها”.
وأضاف: “مع ذلك، وبعد عودتها، أبلغت عن تلقيها تهديدات على حياتها وطلبت الحماية من السلطات، بينما كانت تشتكي علنًا من نقص المساعدة. في مساء يوم 13 أكتوبر 2021، توقفت المعاضيد عن النشر على وسائل التواصل الاجتماعي ولم يُسمع عنها شيء منذ ذلك الحين. لقد أدى ذلك إلى ورود تقارير مقلقة متكررة تفيد باحتمال احتجازها بمعزل عن العالم الخارجي أو حتى قتلها”.
كانت المعاضيد هربت من منزلها بسبب العنف الذي واجهته من جانب أسرتها، وفشل السلطات في تأمين الحماية لها.
وفي 04 أغسطس 2020، تحدثت في مقابلة تلفزيونية عن كيفية هروبها من قطر إلى بريطانيا عبر أوكرانيا، والذي حصل بتاريخ 26 نوفمبر 2019، بسبب العنف الذي واجهته من أسرتها وفشل السلطات في تقديم الحماية لها.
وحال وصولها إلى بريطانيا قدمت طلبا للحصول على اللجوء السياسي فيها، قبل أن تسحبه، ونشرت نوف آخر تغريدتين لها على حسابها في تويتر. قالت في التغريدة الأولى، “تحية لكم. لازلت غير آمنة”.
على الرغم من ذلك، لا يزال مكان وجودها مجهولاً تماماً، وعلاوة على ذلك، توقفت عن النشر في حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي ولم ترد على المكالمات التي قامت بها صديقاتها، منذ ذلك الحين.