ادعم الجيزويت| وفد فنانين وكتاب ومثقفين يزور ستوديو ناصبيان غدا.. ومبادرات برلمانية ومجتمعية للمشاركة في إعادة بنائه
ينظم عدد من أكبر فناني ومثقفي وكتاب مصر زيارة إلى مقر مسرح ستوديو ناصيبيان الملحق بجمعية النهضة العلمية والثقافية “جزويت القاهرة”، الذي التهمه الحريق بالكامل مساء أمس الأول، ويصاحب الزيارة مؤتمر صحفي لإعلان تضامنهم ودعمهم لإعادة بناء المسرح مرة أخرى.
وينسق الكاتب والناقد المسرحي المعروف محمد الروبي، الذي ينسق الزيارة مع مسؤولي جزويت القاهرة، والمخرج الكبير مجدي أحمد علي، والمنتج السينمائي الكبير محمد العدل، والمخرجان المسرحيان الكبيران عصام السيد وناصر عبد المنعم، والمخرجة المعروفة هالة خليل، والفنانة ريم العدل، والكاتبة الكبيرة عبلة الرويني، والمثقف المعروف ناجي الشناوي، والناقد المعروف عصام زكريا، والشاعر الكبير إبراهيم عبد الفتاح، والمخرج المسرحي المعروف أحمد إسماعيل، والشاعر الكبير جمال بخيت، والفنانة الكبيرة سلوى محمد علي، والكتاب والصحفيين المعروفين أسامة الرحيمي وسيد محمود، والمخرجة المسرحية رشا عبد المنعم.
في الوقت نفسه، دعت النائبة دينا عبدالكريم، في كلمتها في الجلسة العامة للبرلمان، اليوم الثلاثاء، إلى وجود دور أساسي للبرلمان في تدارك حادثة حريق مسرح الجزويت، ودعم مساعي عودة نشاطه الفني والثقافي.
وأضافت النائبة، أن “مسرح الجويت، يعد أحد أهم المسارح في مصر، لذا أدعو كل زملائي للاهتمام بالأمر ودعم مساعي عودة نشاط المسرح وإعادة تجهيزه مرة أخرى”.
وتابعت: “يجب أن يدرك الجميع أن ثقافة الصورة أحد أهم أدوات القوة الناعمة لمصر، وأن أنشطة مسرح الجيزويت تقوي من روافد الثقافة المصرية”.
وأعلن مدير جمعية النهضة “جزويت القاهرة” الكاتب الصحفي سامح سامي، البدء فى خطة تجديد المسرح ليعود مرة أخرى منارة للجمعية والفن، داعيا محبي الجزويت للمساهمة في إعادة بناء المسرح من خلال مبادرة المشاركة المجتمعية لتنمية الثقافة والفنون المستقلة التي أطلقتها چزويت القاهرة.
وأضاف سامح: “كلى أمل فى مبادرة المشاركة المجتمعية التى أطلقناها تقدر تجيب تمويل لإعادة البناء، لن يتوقف المسرح عن نشاطه واستقباله الفرق المستقلة وعروض مدرسة ناس للمسرح”، وتابع: “بعد الانتهاء من تحقيقات النيابة سيعود المسرح العظيم، وأتخيل أننا يمكن أن نقدم وقوفًا وبأقل الإمكانيات”.
مدير مسرح ستوديو ناصبيان، محمد طلعت، بدوره كشف عن جهود إعادة بناء المسرح، قائلا في منشور أمس: “النهاردة يوم جديد للبناء من جديد أ،ي نعم من سنين بنبنيه بمعاناة كبيرة ورهان رفضت اتخلى عنه عبر سنين طويلة، ومهما كنت أروح أعمل أي حاجة تانية كبيرة أو صغيرة لكن مسرح ناصيبيان على مدار 20 سنة هو البيت الأساسي”.
وأضاف: “كنا داخلين على إنتاجات جديدة بصيغة جديدة في إطار جديد يحيي الاستقلال في المسرح والفن من جديد، بس قضاء الله ورسائله وإرشاداته أقوى مننا، فيه ناس هتساعد كتير وناس أأكتر هتنبسط معانا بإللي جاي”.
كما أعلن المخرج أمير رمسيس، دعمه إعادة بناء مسرح ستوديو ناصبيان، قائلا: “ما اشتغلتش بنفسي على مسرح الجيزويت للأسف، لأن في شبابي كنت مرتبط أكتر بمسرح المدرسة الكبير يحكم فرق الفترة الزمنية، لكن لاحقا تابعت عروض كتير لزملاء مسرحيين عملوا تجارب متفردة هناك وكان طاقة ليهم أتمنى رجوعها”، وأضاف: “أدعم مسرح الجزويت لاعادة بنائه بكل ما أستطيع”.
خسارة مفجعة تعرض لها الوسط الثقافي المصري، مساء أمس الأول، بنشوب حريق التهم مسرح ستوديو ناصبيان، في جمعية النهضة العلمية والثقافية “جزويت القاهرة”.
الكثير من المشاعر المؤلمة تملكت القائمين على “الجزويت” ومحبي الفن والثقافة بشكل عام، “كنت بأحاول أتماسك إمبارح قدام زمايلي مينفعش أظهر قدامهم أني ضعيف ولازم أكون مشجع وقوي زي ما أبونا وليم كان بيحاول يعمل مع كل الناس، قوة غريبة رغم عارف أنه من جواه متألم جد، للأسف مقدرتش في الآخر أتماسك خالص، ممكن محزنتش بالمنظر ده من وفاة بابا”، يقول مدير الجمعية الزميل الصحفي سامح سامي.
يضيف سامي: “مش حابب أنشر صور الحريق والدمار، وحابب تظل صور المسرح البديعة هي العالقة في الذهن، يكفي أني إمبارح شوفت حب ومشاركة أصدقاء الجمعية اللي اتصل وأتكلم وجيه يقف معانا وقت الحريق، والبديع أني شوفت واحد من طلبة مدرسة ناس للمسرح يبكي وفي نفس الوقت بيشيل ويطفي الحريق، وكان معاه زميل لنا ترك الشغل والوظيفة بس جه ووقف، وكان من أكتر الناس حزنا وكمان من أكتر الناس مساعدة في إطفاء الحريق، دول هما قوة جزويت القاهرة”.
لم يستطع الأب وليم سيدهم، رئيس مجلس إدارة جمعية النهضة، تمالك نفسه بعد الحادث المؤلم، إلا أنه دائما ما كان مصرا على بث الأمل في عودة المسرح إلى سابق عهده في أسرع وقت، يقول: “الحمد لله على كل شيء، أخمدت كل النيران، وأريد أن أتقدم بالشكر الجزيل لكل أصدقائنا وصديقاتنا وأهالينا وجيراننا وأبنائنا وبناتنا على تضامنهم معنا في هذا الموقف الأليم في مصر وخارج مصر”.
يعبر سيدهم عن امتنانه لداعمي “الجزويت” قائلا: “لقد أمديتونا بطاقات حب جعلتنا نسجد لله شكرا على هذا الزخم من المساندة والتشجيع، نعدكم أن نكون على مستوى حسن ظنكم بنا، والله وحده معكم يمدنا بقوته وعزته، لنتشجع ونعاود الكرة مرة أخرى، هذه هي حياتنا مطعمة بالهشاشة وقلة الحيلة ولكن بالأمل والرغبة في البناء”.
أخمدت النيران، وما تزال النيابة تواصل تحقيقاتها في أسباب وملابسات الحادث المؤلم، لكن ذلك لم يفتت عضد القائمين على المكان في بدء خطة تجديده سريعا ليعودة منارة ثقافية كهده.
لن يكون الحريق الأخير هو نهاية القصة، بل ربما يكون بداية لحكاية أخرى يشارك محبو الثقافة والفن في كتابة فصولها، بإعادة تجديد المسرح، ليعود منارة للمؤمنين بقيمة وأهمية الجزويت في الحياة الثقافية في مصر.