أبو الغار يدافع عن فيلم ريش وينتقد الهجوم عليه: مصر أكبر من أن يسىء لها فيلم أو أغنية.. ولا أحد ينكر أن لدينا 23% تحت خط الفقر
أبو الغار: من حق أي إنسان أن ينتقد الفيلم فنيًا ويبين أسبابه.. والطريقة الاستعراضية لخروج الممثلين من العرض كانت مستفزة
كتب: عبد الرحمن بدر
دافع الدكتور محمد أبو الغار، الطبيب والسياسي والكاتب، عن فيلم «ريش»، مؤكدا أن مصر أكبر من أن يسىء لها فيلم أو أغنية.
وقال أبو الغار إن الفيلم حقق لمصر مكسبًا كبيرًا منذ حوالى نصف العام بأن حاز جائزة النقاد، وهى جائزة لم يسبق لمصر أن حصلت عليها من قبل حتى فى عصر السينما المصرية الذهبي والمخرج الشاب عمر الزهيرى بذل مجهودًا كبيرًا فى هذا الفيلم مع ممثلين هواة انتقاهم من قرية البرشا من ملوى فى صعيد مصر.
وتابع في مقال بـ(المصري اليوم) بعنوان (تحية لمهرجان الجونة السينمائي): “كانت المفاجأة هى خروج مجموعة من الممثلين المصريين من وسط الفيلم بطريقة قيل إنها كانت استعراضية للفت الأنظار، وأدلى بعضهم بتصريحات تتهم الفيلم بالإساءة إلى مصر بالرغم من أنه لم يكمل مشاهدته”.
وأضاف أبو الغار: “بالطبع من حق أى إنسان ألّا يُعجب بأى فيلم، وكثير منّا لم يكمل مشاهدة فيلم لأنه شعر بالملل أو أن الفيلم لا يستحق تضييع وقت فى مشاهدته، ومن حق أى إنسان أن ينتقد الفيلم فنيًا ويبين أسبابه، المشكلة هى أن الطريقة الاستعراضية لخروج الممثلين كانت مستفزة لمشاعر المصريين، الذين كانوا سعداء بأن فاز أحد الأفلام المصرية بجائزة عالمية”.
وقال أبو الغار: “بالنسبة للقول بأن هذا الفيلم مسىء إلى مصر، لا أعتقد أنه يمكن أن يكون هناك فيلم مسىء إلى مصر، وإنما يكون الفيلم مسيئًا إلى مخرجه أساسًا وممثليه أحيانًا لأن مصر الوطن أكبر من أن يسىء إليها فيلم أو أغنية”.
وعن القول بأن الفيلم صوّر مناظر الفقر، أكد أبو الغار: “الحقيقة أن هذا أمر غريب لأن مظاهر الفقر صُورت فى أعظم أفلام السينما الإيطالية فى الأربعينيات، وكل أفلام الدنيا، وفيها الأمريكية، تصور حال الفقراء، ولا أحد ينكر أن مصر فيها 23% تحت خط الفقر، ونسبة منهم تحت خط الفقر المدقع. وحاول البعض تحويل عمل فنى إنسانى إلى قضية سياسية، وهو أمر استهجنه الجميع”.
وأضاف: النهاية أن ذلك أدى إلى معرفة الشعب بأجمعه باسم الفيلم واسم المخرج الشاب وكذلك «الست دميانة»، بطلة الفيلم، وفى النهاية فاز الفيلم بجائزة أحسن فيلم مصرى، ونحن فى انتظار عرضه تجاريًا حتى تتسنى للمصريين جميعًا مشاهدته.
يذكر أنه استطاع فيلم ريش السينمائي انتزاع جائزة نجمة الجونة لأفضل فيلم عربي طويل، خلال حفل الختام الذي أقيم مساء الجمعة الماضية، رغم الضجة المثارة حول الفيلم واتهامه بالإساءة إلى سمعة مصر من قبل عدد من الفنانين، مقابل دفاع نقاد وفنانين وشخصيات عامة عن العمل، وأكدوا أن الحملة على الفيلم تكفير على الطريقة الفنية، وأنه لا يجب الحجر على الإبداع.
وشهدت الدورة الأخيرة العديد من الأحداث الدرامية، بعضها تعلق بالأعمال التي عرضت، والبعض الآخر اتصل بالأحداث التي صاحبت المهرجان منذ البداية.
وصعد المخرج عمر الزهيري من أجل استلام جائزة فيلم ريش، وسط ترحيب شديد من الحضور.
وفي كلمته وجه الزهيري الشكر لوزارة الثقافة والوزيرة إيناس عبد الدايم على دعمهما الكبير، كما أعرب عن فخره بكونه سينمائيا مصريا تخرج من معهد السينما بأكاديمية الفنون، وعبّر عن اعتزازه بنشأته وحياته في مصر.
وفي حفل توزيع الجوائز، حصل الفيلم الوثائقي “كباتن الزعتري” للمخرج علي العربي، على جائزة نجمة الجونة لأفضل فيلم عربي وثائقي طويل، والفيلم الذي جرى تصويره على مدار 7 سنوات كاملة بمخيم الزعتري بالأردن، واستعرض حياة الثنائي محمود وفوزي وحلمهما في لعب كرة القدم واحترافها.
كما شهد الختام تكريم المخرج الفلسطيني محمد بكري بجائزة الإنجاز الإبداعي. كما صعدت الفنانة إلهام شاهين إلى المسرح من أجل تقديم التنويه الخاص بفيديو تكريم السيناريست الراحل وحيد حامد، حيث عُرض فيلم يحتوي على كلمات لمن شاركوه في أعماله، وأبرزهم يسرا والمخرج محمد ياسين.
وشهد حفل الختام تكريم رجل الأعمال سميح ساويرس لعمال شركته الذين ساهموا في إطفاء الحريق الذي نشب في قاعة للمهرجان قبل يوم واحد من افتتاحه، وأعادوا الأمور إلى وضعها الطبيعي في غضون ساعات.