قبل «كوب 26».. تحذيرات «غير معتادة» من انهيار الاستقرار العالمي بسبب تغير المناخ
حذرت الأمينة التنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، باتريسيا إسبينوزا، من انهيار الأمن والاستقرار العالميين إذا فشلت البلدان في معالجة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
وقالت إسبينوزا في مقابلة مع صحيفة الجارديان البريطانية: «نحن نتحدث حقًا عن الحفاظ على استقرار البلدان، والحفاظ على المؤسسات التي بنيناها على مدى سنوات عديدة. سيؤدي السيناريو الكارثي لتغير المناخ إلى تدفقات هائلة من النازحين».
وأضافت: «قد يؤدي أيضا إلى نقص الغذاء، لذا من المحتمل حدوث أزمة في الأمن الغذائي. وسيترك الكثير من الناس عرضة الجماعات الإرهابية».
تأتي التحذيرات القوية غير المعتادة من إسبينوزا قبل أيام من قمة «كوب26» للمناخ.
من المقرر أن يجتمع ممثلو حوالي 200 دولة في اسكتلندا نهاية الشهر الجاري، لحضور مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب 26) الذي يستمر أسبوعين، والذي قال منظموه إنه يمثل إحدى آخر الفرص لإعلان الالتزام بخفض الانبعاثات لإبقاء ارتفاع درجة الحرارة عالميا في نطاق يمكن التحكم فيه.
وعلى مدار أسبوعين، ستحاول إسبينوزا وألوك شارما، وزير الحكومة البريطانية الذي يتولى رئيس قمة المناخ، إقناع ما يقرب من 200 دولة لتنفيذ أهداف اتفاقية باريس للمناخ لعام 2015، من خلال الموافقة على تخفيضات صارمة لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري في العقد المقبل، وفقا لما نقل موقع «الحرة».
ويتوقع أن يحضر المؤتمر أكثر من 120 من قادة العالم وحوالى 25 ألف مندوب. ومن المحتمل عدم حضور بعض القادة الرئيسيين بما في ذلك الرئيس الصيني، شي جين بينغ، والذي تعد بلاده أكبر مصدر لانبعاث ثاني أكسيد الكربون في العالم، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقالت إسبينوزا إن حالات الغياب هذه لن تمنع تحقيق نتيجة ناجحة، مضيفة: «لن يكون تمثيل جميع البلدان على مستوى الرؤساء. ليس لدي أي معلومات حول حضور الرئيس شي لكنني ما زلت أتواصل مع الوفد الصيني، وهناك مشاركة مهمة للغاية من قبل الصين في هذه العملية».
كانت تقييمات شاملة صادرة من البيت الأبيض والمخابرات الأميركية ووزراة الدفاع (البنتاجون)، الخميس، أظهرت أن تغير المناخ سيؤدي إلى تفاقم التهديدات طويلة الأمد للأمن العالمي.
وتُظهر التقارير، بحسب واشنطن بوست، قلقا عميقا داخل المؤسسة الأمنية الأميركية من إمكانية أن تعيد تحولات تسبب فيها تغير المناخ، تشكيل المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة، وتوفر فرصا جديدة لمنافسين مثل الصين، وتزيد من عدم الاستقرار في الدول النووية مثل كوريا الشمالية وباكستان.
وفي تقريرها ركزت وزارة الدفاع على كيفية تأثير الفيضانات والحرارة الشديدة على الاستعداد العسكري بدلا من العواقب الجيوسياسية الأوسع لعالم الاحترار، معبرة عن قلقها من أن يؤدي تغير المناخ إلى فشل الدولة.
وقال وزير الدفاع لويد أوستن، في بيان، رافق تقرير البنتاجون: «تغير المناخ يغير المشهد الاستراتيجي، ويفرض تهديدات معقدة على الولايات المتحدة والدول في جميع أنحاء العالم».
وأضاف: «لردع الحرب وحماية بلدنا، يجب على وزارة (الدفاع) فهم الطرق التي يؤثر بها تغير المناخ على المهام والخطط والقدرات«=».
والسبت، صرح رئيس المؤتمر أن التوصل إلى اتفاق عالمي في نهاية قمة المناخ هذه سيكون «أكثر صعوبة بالتأكيد» مما كان عليه الحال في مؤتمر باريس عام 2015.
وقال شارما لصحيفة «الجارديان» إن جعل حوالى 200 بلد يلتزم أهداف الانبعاثات لحصر ارتفاع درجات الحرارة العالمية بأقل من 1.5 درجة مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية كان مهمة شاقة. وأضاف «ما نحاول القيام به هنا في غلاسكو هو في الواقع صعب جدا»
وتابع «ما فعلوه في باريس كان مذهلا» لكن «الكثير من القواعد التفصيلية تركت للمستقبل. هذا سيكون بالتأكيد أصعب من باريس على مستويات عدة».
بدوره، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الخميس إن الوضع المناخي في الوقت الحالي هو «تذكرة ذهاب بلا عودة نحو الكارثة» مشددا على ضرورة «تجنب الفشل» في مؤتمر «كوب26».