الأنبا مكاريوس: الانتصار في معركة كورونا هو انتصارنا على الخوف.. ووقف القداسات جاء لمواجهة الخطر العام
كتبت – حنان فكري
قال الانبا مكاريوس أسقف عام المنيا إن الانتصار في معركة كورونا هو انتصارنا على الخوف مؤكدا أن وقف القداسات جاء لمواجهة الخطر العام، واشار إلى أن الكنيسة تمر عبر تاريخها، ومن وقت لآخر، بظروف استثنائية كالحروب والأوبئة وغيرها، تضطر معها إلى اتخاذ تدبيرات غير تقليدية، كأن تتحول إلى مستشفيات ميدانية أو مراكز لخدمة الوطن بشكل أو بآخر.
وشدد الأنبا مكاريوس على أن قرار توقُّف القداسات جاء لمواجهة الخطر العام الذي يتهدد المواطنين في تجمعاتهم، متابعًا: بقدر ما في الأمر من توتر، بقدر ما فيه من بركات، مثل تعوُّد البقاء في المنزل، ولمّ شمل أسر كثيرة، وتقليص سهر الأبناء بالخارج، واقتراب الوالدين من الأبناء والتعرف عليهم أكثر، إلى الانتباه إلى ما يُذاع في القنوات المسيحية، إلى إظهار الحب للآخرين والخوف عليهم.
وأردف موضحا: مما لاحظته أن الناس الأكثر رعبًا وقلقًا هم المتنعِّمون، والذين يأخذون من الدنيا كل ملاذّها ومتاعها ورفاهيتها، خوفًا من أن يُحرَموا منها؛ بينما البسطاء هم الأقل قلقًا لأنه ليس هناك ما يبكون عليه.. ولكن الحياة غالية يجب الحفاظ عليها لأنها هبة من الله.
وأعطى انبا مكاريوس عدة نصائح للناس قائلا: نصيحة، عش يومًا بيوم، في فرح وشكر. افرح بكل خبزة تأكلها، وكل كوب ماء تشربه، وكل كلمة جيدة تسمعها، وكل ليلة هادئة تنامها، وكل إنجاز تنجزه، واشكر الله أنه أبقاك حتى الآن، وهو جُلّ ما يتمناه الكل وسط هذه الأعاصير.
ولكن لا تكن سلبيًا، تتفرغ لمتابعة ما يتناقله الآخرون حول الوبأ، وإنما شارك بقدر طاقتك في التخفيف عن الناس، وتقديم العون بشتى الطرق. اجعل كلماتك لينة مشجِّعة مبهجة، باعثة على التفاؤل والرجاء.
لا تمعن في الشفقة على مريض، ولا تسخر من خائف، ولا تستخفّ بالوضع الراهن، ولا تغلق أحشاءك نحو الآخرين.
إننا نعتب على من استغلوا الحدث استغلالًا رديًا، ما بين تاجر جشع، إلى واعظ أمسك بالسياط يبكّت ويؤنب وينذر بالويلات، إلى شامتين سواء بالحكومة أو الناس أو دور العبادة والكتب المقدسة، وكمن يفرح في بلية الآخرين؛ ونسوا أننا جميعًا في مركب واحد، يجب أن نجدف معًا وإلّا سنغرق سويًا.