الـ49 والثاني في محبسه.. زوجة الزميل الصحفي خالد غنيم في عيد ميلاده: ننتظر كل يوم نبأ عودتك أصبر واحتسب.. لا تنسوه في دعواتكم
ماجدة عبد اللطيف بعد 16 شهرا من حبس زوجها: عيد ميلاده الثاني داخل جدران السجن.. عمره يتأكل خلف الأسوار وأيام تمر عليه كالدهر
كتب- حسين حسنين
يمر اليوم الثلاثاء 3 أغسطس، ذكرى عيد ميلاد الإعلامي خالد غنيم، الـ49، والثاني له في محبسه بعيدا عن أسرته وأبناءه، خاصة مع استمرار حبسه منذ أكثر من عام و4 أشهر في اتهامات بنشر أخبار كاذبة.
ويواجه غنيم في القضية رقم 558 لسنة 2020 حصر أمن دولة، منذ القبض عليه في ابريل 2020، اتهامات ببث ونشر وإذاعة أخبار وبيانات كاذبة، إساءة استخدام وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، ومشاركة جماعة إرهابية.
واستقبلت زوجته الزميلة الصحفية ماجدة عبد اللطيف، ذكرى عيد ميلاد زوجها بتجديد المطالب بإخلاء سبيله وإنهاء معاناته ومعاناة أسرته المستمرة منذ شهور طويلة، خاصة مع تأكيدها على أنه لم يرتكب أي جرم.
وقالت عبد اللطيف، في تصريحات لـ”درب”: “عيد ميلاده الثاني داخل جدران السجن، عمره يتأكل خلف أسوار السجن، وأيام تمر كما الدهر عليه، بين تفكير في أسرته وتفكير في مصير مجهول لا يعرف نهايته غير الله”.
وأضافت: “أتم خالد 49 عاما داخل محبسه يحيط به الحزن والقهر في جنبات الزنزانة، ينظر من ثقب نظرته بانتظار من ينادي عليه يوما (خالد إخلاء سبيل)، في انتظار عفو الله عنه وعن أسرته”.
وأرسلت ماجدة عبد اللطيف إلى زوجها تهنئتها “كل سنه وأنت طيب يا خالد، اكيد ربنا شايل لنا الخير، أصبر واحتسب وفوضنا أمرنا لله”.
وعن أخر زيارة لخالد في محبسه، تقول الزوجة: “قال لي في أخر زيارة إنه فوض الأمر إلى الله، الذي يعلم أنه مظلوما ولم يرتكب أي جرم وضميره مرتاحا ولم يظلم أحد”.
وطالبت الزوجة بعدم نسيان زوجها وكل المحبوسين في قضايا الرأي، قائلة: “رسالتي للجميع، اوعوا تنسوا خالد لأن في دعواتكم الحياة والأمل، وأملي في الله تعالى أن تشملني رحمته وعفوه لي”.
وفي وقت سابق، روت زوجة الصحفي خالد غنيم، معاناة زوجها في الحبس الاحتياطي أكثر من عام، منذ القبض عليه في 12 ابريل 2020، والمستمرة حتى الآن بعد قرارات استمرار حبس الزوج.
وطالبت الزوجة، في تصريحات لـ”درب”، بتدخل نقابة الصحفيين في محاولة لإطلاق سراحه، وعدم الوقوف أمام كونه ليس عضوا بنقابة الصحفيين، على الرغم من عمله في الصحافة والإعلام منذ عام 99 وحتى حبسه، بين مواقع وجرائد وقنوات.
وبداية تفاصيل حبس الإعلامي خالد غنيم، كانت بعد تلقيه شكوى من 8 أطباء يريدون عمل مسحات خوفا من إصابتهم بـ كورونا، وقام غنيم بنشرها ثم مسحها بعد أن تم إجراء المسحات لهم.
وقالت الزوجة، إن أثناء قيام خالد بمساعدة أهالي المنطقة في تعقيم الشوارع، تلقى مكالمة من ضابط شرطة يطالبه بالتوجه إلى قسم الشرطة، وبالفعل امتثل غنيم للطلب وتوجه إلى هناك من الشارع، ثم ظهر بعدها بحوالي أسبوعين في نيابة أمن الدولة.
وبحسب منظمة مراسلون بلا حدود، يقع ما يقارب من 32 صحفيا في السجون، في اتهامات متعلقة بمشاركة أو الانضمام لجماعات إرهابية أو بخلاف أحكام القانون، ونشر الأخبار والبيانات الكاذبة.
وأحصت مراسلون بلا حدود أكثر من مائة صحفي قيد الاحتجاز أو ضحايا الاعتقال التعسفي منذ يناير 2014، علماً أن وتيرة القمع تفاقمت منذ 2017، حيث تم اعتماد قانون جديد لمكافحة الإرهاب فيما استُحدثت هيئة رقابية جديدة باسم المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام. ومنذ ذلك الحين، أصبح الصحفيون الناقدون مستهدفين بشكل منهجي، إذ غالباً ما يُتابَعون بتهمة “الانتماء إلى جماعة إرهابية” و”نشر أخبار كاذبة”.
وبحسب مراسلون، أصبحت مصر “أحد أكبر سجون العالم بالنسبة للصحفيين، بعد الصين والمملكة العربية السعودية”، حيث يحرمون من العلاج والرعاية الطبية رغم تدهور صحتهم بشكل مقلق، مثل رئيس تحرير صحيفة الشعب عامر عبد المنعم، الذي يعاني من مرض السكري.
يذكر أن مصر تقبع في المرتبة 166 (من أصل 180 بلداً) على جدول التصنيف العالمي لحرية الصحافة، الذي نشرته مراسلون بلا حدود في 2020.