ملفات “عباس والسنوار”.. تفاهم حول تثبيت الهدنة وإنهاء الانقسام وبحث تبادل الأسرى مع الاحتلال مقابل إعادة إعمار غزة
وكالات
غادر عباس كامل، مدير المخابرات المصرية، قطاع غزة بعد زيارة استمرت عدة ساعات التقى خلالها برئيس حماس في غزة يحيى السنوار، وعدد من قادة الحركة وفصائل المقاومة الفلسطينية.
وقال مصدر دبلوماسي إن كامل زار المواقع المتضررة من القصف الإسرائيلي والمنطقة المزمع إقامة المدينة السكنية الجديدة فيها.
والزيارة هي الأولى لرئيس للمخابرات المصرية إلى القطاع منذ أوائل الألفينات.
والتقى عباس، الأحد، برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تل أبيب، والرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله، ضمن جولة تستهدف إنهاء الانقسام الفلسطيني، وضمان عدم تكرار التصعيد بين إسرائيل والفلسطينيين، بحسب بيان صادر عن الرئاسة المصرية.
وزينت ملصقات كبيرة للرئيس عبد الفتاح السيسي وأعلام مصرية شوارع في أنحاء القطاع لاستقبال رئيس المخابرات عباس كامل. واصطف مئات الأشخاص خارج مدخل غزة ملوحين بالأعلام المصرية أثناء مرور موكبه.
وينظر إلى زيارة كامل على أنها محاولة من القاهرة لاستعادة دور أكثر حيوية في الوساطة بين إسرائيل وحماس وإحياء عملية السلام المتوقفة بين إسرائيل والفلسطينيين.
وقال مسؤول في “حماس” ل”دويتش فيله” إن “النقاش متركز حول طرق تثبيت التهدئة وخطط إعادة بناء غزة بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة”.
وأضاف أن مسؤولي الحركة بقيادة يحيى السنوار رئيس الحركة في قطاع غزة سيحثون القاهرة على الضغط على إسرائيل من أجل وقف “اعتداءاتها ضد أهلنا في القدس والشيخ جراح”.
وأضاف “ملف تبادل الأسرى ملف مستقل عن كل الملفات ولا نقبل ربطه، نحن قطعنا شوطا في اللقاءات قبل العدوان لكن الاحتلال ليس جادا حتى الآن، وإذا كان جادا يمكن أن نمضي فيه بشكل سريع”.
واشترطت إسرائيل االإفراج عن اثنين من مواطنيها وإعادة جثتي جنديين إسرائيليين، لكي تسمح بإعادة إعمار غزة. جاء ذلك في تصريحات أدلى بها وزير الخارجية الإسرائيلي جابي أشكنازي عقب محادثات أجراها أمس الأحد في القاهرة مع نظيره المصري سامح شكري، بحسب ما أوردته
صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، على موقعها الإلكتروني.
وتأسر حماس أربعة إسرائيليين بينهم جنديان، وتقول الدولة العبرية إنهما قُتلا خلال حرب 2014، لكن حماس لم تكشف أية تفاصيل عن مصيرهما.
وقال رئيس حركة “حماس” في قطاع غزة إن الحركة مستعدة لمفاوضات عاجلة حول تبادل الأسرى مع إسرائيل.
وأضاف السنوار، خلال كلمة مع وزير المخابرات المصرية عباس كامل، نقلتها وكالة “شهاب” للأنباء، أننا “واثقون من قدرتنا على انتزاع حقوقنا وسجلوا على لساني رقم 1111، وستذكرون هذا الرقم جيدًا، سجلوا ذلك على مقاومتكم في قطاع غزة”.
وشدد على “هناك فرصة حقيقية حاليًا لتحقيق تقدم بملف تبادل الأسرى مع إسرائيل”، مبديًا استعداد حركته للدخول في مفاوضات عاجلة وسريعة لإنجاز ملف التبادل”.
وأشار الى أنه “سيتم خلال الأيام القادمة الدعوة للقاءات فلسطينية عميقة وجادة في القاهرة من أجل ترتيب بيتنا الفلسطيني”.
وأكد السنوار: “دعونا المصريين وزعماء العالم لنزع صواعق التفجير بالساحة الفلسطينية وكبح الاحتلال عن ممارساته في المسجد الأقصى، ونحن نفرض أنفسنا وقضيتنا على طاولة العالم وأنّنا شعب يستحق الحياة وشعب يستحق أن ينال حقوقه”.
وأردف أن “المصريين ناقشوا معنا ملف الإعمار والمنح الدولية لغزة لإعادة الإعمار، والعالم والمصريون يتحدثون أنّهم يريدون أن يجعلوا قطاع غزة مثل دبي”.
وتابع: لا نقبل ربط ملف التبادل بالإعمار والحصار والحقوق الفلسطينية، وهذا متفهم من الأشقاء في مصر”، مؤكدا أن “ملف تبادل الأسرى ملف مستقل عن كل الملفات ولا نقبل ربطه، وأننا قطعنا شوطا في اللقاءات قبل العدوان، لكن الاحتلال ليس جادا حتى الآن، وإذا كان جادا يمكن أن نمضي فيه بشكل سريع”.
وأفاد قائلا: “نأمل أن تتحقق مطالب وحقوق شعبنا الفلسطيني في المرحلة القادمة”.
وأفادت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية الأحد، بأن السيسي وجه المسؤولين المصريين إلى مواصلة الجهود والاجتماعات لحل مشكلة الأسرى والمفقودين بين إسرائيل وحركة حماس.
وكان الوفد الأمني المصري رفيع المستوى، قد وصل إلى قطاع غزة عبر معبر بيت حانون الجمعة، لتصبح تلك الزيارة الثالثة التي يقوم بها وفد مصري إلى غزة منذ وقف إطلاق النار بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل. وجرت الزيارة الأولى في 21 مايو/أيار الجاري، والثانية في 23 من الشهر نفسه.
وعقب الاجتماع مع كامل في غزة، قال نائب رئيس قطاع غزة، خليل الحية، إنه يجب عزل مناقشة صفقة جديدة لتبادل الأسرى مع إسرائيل عن محادثات الهدنة. وأضاف “قطعنا شوطا في الاجتماعات التي جرت قبل العدوان (في مايو/أيار) لكن الاحتلال لم يكن جادا حتى الآن. إذا كان العدو جادا فيمكننا المضي قدما بشكل أسرع”.
وقال مسؤول حماس إنه من المتوقع أيضا أن يعلن عن خطط مصرية لبناء مدينة سكنية في القطاع.
وكان كامل قد وصل إلى قطاع غزة بعد محادثات مع القيادة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في القدس.
وقال نتنياهو إن اجتماعهما تناول قضايا الأمن الإقليمي وسبل منع حماس من استخدام المساعدات المدنية لتعزيز قدراتها.
وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية في مصر إن كامل التقى بالرئيس الفلسطيني، محمود عباس، في رام الله الأحد وسلمه رسالة من الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، تؤكد دعم القاهرة للفلسطينيين وعباس.
ويُعتقد أن زيارة كامل للقطاع هي الأولى من قبل مسؤول مخابرات مصري كبير منذ نحو عشر سنوات.
REUTERS
وكان القتال بين إسرائيل وحماس قد اندلع في 10 مايو/ أيار، واستمر لمدة 11 يوما، وسط غضب فلسطيني من مداهمات الشرطة الإسرائيلية باحة المسجد الأقصى والمساعي لطرد فلسطينيين من منازلهم في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، وتسكين مستوطنين يهود مكانهم. وقال مسؤولون طبيون في غزة إن 253 فلسطينيا قتلوا خلال القتال. وأودت الصواريخ التي أطلقت من غزة بحياة 13 شخصا في إسرائيل.
وقالت وزارة الإسكان في غزة إن 1500 وحدة سكنية كانت موجودة دمرت بالكامل خلال القتال، كما تضررت 1500 وحدة سكنية أخرى بشكل لا يمكن إصلاحه، وأصيبت 17000 وحدة أخرى بأضرار جزئية. وقدر مسؤول في الوزارة تكلفة إعادة البناء بـ150 مليون دولار.