عبد الله السناوي: ما يحدث بفلسطين رد فعل تاريخي على ما تعرضت له قضيتها من استخفاف في «صفقة القرن» وموجات التطبيع المجاني
السناوي: أسطورة الذراع الإسرائيلية الطويلة اخترقت بعد اخترقت القبة الحديدية بصواريخ المقاومة.. ونجاح الإضراب العام كان ساحقا
الكاتب الصحفي: تأكدت وحدة المصير الفلسطيني في شجاعة تحمل كتل النيران على غزة فهناك قضية تستحق الحياة والموت من أجلها
كتب: عبد الرحمن بدر
قال الكاتب الصحفي عبد الله السناوي، إن ما يحدث الآن فى فلسطين رد فعل تاريخى على ما تعرضت له قضيتها من استخفاف واستهانة فيما كان يطلق عليه «صفقة القرن»، أو فى موجات التطبيع المجانى دون نظر، أو اعتبار، لما يتعرض له أهلها من امتهان إنسانى وتمييز عنصرى واستيلاء على الأراضى ونزع أى حق يكفله القانون الدولى عنهم.
وتابع في مقال بصحيفة الشروق بعنوان: «أوهام وأساطير إسرائيل الهرمة!»: الفصائل الفلسطينية اندمجت في هبة واحدة دون تخطيط مسبق تأكيدا على «وحدة الشعب والقضية»، كما لم يحدث منذ اتفاقية «أوسلو» عام (1993)، التى استهدفت تفكيك تلك الوحدة، وإنهاء القضية نفسها كقضية تحرر وطنى.
وقال الكاتب الصحفي: تأكدت وحدة المصير الفلسطينى فى شجاعة تحمل كتل النيران، التى انهالت على غزة فهناك قضية تستحق الحياة والموت من أجلها، كما فى التظاهرات الاحتجاجية، التى دافعت بالصدور العارية عن المسجد الأقصى، أو ضد إخلاء حى «الشيخ جراح» بجريمة تطهير عرقى متكاملة الأركان. تأكدت مرة أخرى وحدة المصير الفلسطينى فوق الفصائل فى الإضراب العام، الذى شمل الضفة الغربية. كان نجاحه ساحقا، ورسائله لا سبيل للتشكيك فيها.
وأضاف السناوي: «نحن أمام مشهد جديد مختلف عما هو معتاد فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، أكثر شمولا من أية انتفاضة سابقة، وأوسع مدى من أية مواجهة عسكرية جرت بين الاحتلال والمقاومة».
وتابع: «عبرت الحسابات الغربية، الأمريكية خصوصا، عن نفسها فيما أبداه مجلس الأمن الدولى من عجز عن إصدار بيان يدعو إلى وقف إطلاق النار، حتى تأخذ إسرائيل وقتها فى تدمير غزة بأقصى حمولات النيران انتقاما لفشلها شبه المعلن فى الحرب، لم تصل إلى قادة المقاومة المسلحة كما اعترفت، ولا نجحت فى إيقاف وابل الصواريخ التى شلت الحياة فيها».
وقال السناوي: فى تلك المواجهة غير المتماثلة سقطت أسطورة الذراع الإسرائيلية الطويلة، اخترقت القبة الحديدية بصواريخ المقاومة، بدا أن هناك فشلا استخباراتيا لا يمكن إخفاؤه، انهكت إسرائيل بفتح جبهتى السياسة والسلاح معا، الضفة وغزة بالوقت نفسه، تبدت هشاشتها فيما وصفته وسائل إعلام دولية بـ«الحرب الأهلية» بين سكانها حسب انتمائهم العرقى والدينى.