فلسطين تقاوم| مصور فلسطيني يروى 10 حكايات عن شهداء «جريمة حرب بشعة» في حارة فلسطينية واحدة: كيف بدنا ننسى الدم؟
كتب- إسلام الكلحي
«هادي أحلا حارة في البلد ونص البلد وكل البلد حارتنا، رح تعمر والشهداء رح يضلهم عايشين فيها بطريقتنا، ومش حنسكت، وإسرائيل رح تتحاسب».. كلمات كتبها مصور فلسطيني، مع صورة تكشف مدى الدمار الذي خلفه القصف الإسرائيلي الذي استهدف شارع الوحدة في حي الرمَال بقطاع غزة، والذي أمسى يوم الأحد الماضي مدمرا.
بعد ساعات من المجزرة التي نفذتها قوات الاحتلال على شارع الوحدة، وراح ضحيتها 45 شهيدا من سكان الحي، بينهم أطفال ونساء، قال المصور الفلسطيني فادي حانون، عبر فيسبوك «إن ما حدث بالامس كان جريمة حرب بشعة. فقدت الكثير من جيراني وبعضهم لا يزال تحت الانقاض تم تدمير الحي باكمله والشوارع والمرافق بالكامل! ».
بعد ذلك بدأ «حانون» في نشر حكايات/ كلمات صغيرة عن بعض هؤلاء الشهداء مع صور لهم عبر صفحته على موقع فيسبوك.. دون حذف أو تعديل، ينقل لكم موقع «درب» فيما يلي ما كتبه المصور الفلسطيني شهداء الحارة الذين «رح يضلهم عايشين فيها».
(1)
الدكتور أيمن، الأصيل اللي عمرو ما تاخر عحد بالحارة باستشارة في دوا في ابرة الدكتور.. أيمن أبو العوف شهيد
(2)
عبود كان شاطر فتح دكانه جديد وصار يتشغل وحط اضاءة عالباب وببيع لعب اطفال وبدلع الزبون وكان يضحك ويحط بزيادة من كل اشي، عبود استشهد
(3)
أحمد كان مبسوط على دكانه أخوه عبود الجديدة وكان يضل يمشي ورا الزباين بالدكانه بدو يخدمهم وبضحك ومبسوط ، طفل صغير بتحسو كبير وهدفو يحبب الزباين بالدكانة، وأبصر ايش كان حلمو ، أحمد استشهد والدكانه كمان انقصفت .
هدول مش أرقام ، هدول أحلام وقصص
(4)
أبو وسيم الطيب البسيط الخجول وأبنائه شهداء
(5)
شكري ابو الطاهر ، شغيل ومعلم دهان وفش احلا من ايدو عفرشاية البوية ، وعلم ولادو احسن علام ،، شكري طلعناه عايش بعد ٨ ساعات بس للاسف كل عيلتو استشهدت.
(6)
شيماء أبو العوف ابنة الجار علاء ابو العوف
شيماء تدرس طب بشري سنة ثالثة، بصعوبة أخرجناها من تحت الركام، شيماء استشهدت
(7)
أبو عبد الله، زي هيك دايماً مبتسم.. أبو عبد الله جار بتعوضش واستشهد
(8)
أبو العز، المحامي، الهادي الخلوق كان من شغلو للدار ومن الدار للشغل ويوم الجمعة كان يحط المصلية عكتفو ويروح عالجامع وهوا مروح يضرب السلام عكل الحارة.
أبو العز استشهد
(9)
توفيق كان مشاكس ودايماً بلعب مع اخواتو بتحسهم طايرين كانو من الفرحة لدرجة كنت اشوفهم بمسكو ادين بعض وبعملو دائرة وبنطو وبضحكو.. توفيق استشهد
توفيق ابو العوف
(10)
الحج ، توفيق أبو العوف
آخر من خرج اليوم من تحت الركام اليوم، الحج زي ما بناديه بالحارة راجل طيب ومحترم.
الحج استشهد،
أخر الاحزان انشالله يا حارة.
ونشر حانون «سكرين شوت» لمنشورات واحدة من الضحايا، وقال باقتضاب: «ريهام شهيدة»
وتقول ريهام في المنشور الأول، والذي يظهر أنه كان قبل 4 أيام من استشهادها في ظل القصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة: «يارب سلم يارب أمانة»، ثم تقول في منشور آخر قبل يوم من استهداف الحي الذي تقطنه: «يارب ارحمنا فش فينا أعصاب»، قبل أن تقول لاحقا قبل وقت قصير من ارتقاء روحها لبارئها: «يارب سلم».
ونشر المصور الفلسطيني فادي حانون، صورة توضح حجم الدمار الذي خلفه القصف الإسرائيلي لمنطقته السكنية، وقال: «هادا شارع الوحدة بين بالميرا واتحاد الكنائس، كيف بدنا ننسى الدم الي صار ؟ ٥٠ من جيرانا خلص مش حنشوفهم. فضيت الحارة».
وقال حانون في منشور لاحق: «هادي أحلا حارة في البلد ونص البلد وكل البلد حارتنا ، رح تعمر والشهدا رح يضلهم عايشين فيها بطريقتنا، ومش حنسكت، واسرائيل رح تتحاسب».
يذكر أن قوات الاحتلال الإسلاائيلي استهدف فجر أمس الأحد، مباني سكنية في شارع الوحدة بحي الرمال في مدينة غزة، وهو من بين أطول وأكثر الشوارع حيوية ونشاطاً في المدينة.
ومن بين 45 شهيدا سقطوا جراء هذه الجريمة التي نفذتها قوات الاحتلال واستهدفت فيها طائرة العدو الشارع السكني، سقط 14 شهيدا بينهم نساء وأطفال من عائلة واحدة هي عائلة أبو عوف.
ولـ10 أيام متواصلة، لم تتوقف قوات العدو الإسرائيلي عن استهداف المنشآت السكنية والطبية في القطاع المحاصر، ضمن عملية واسعة من الاستهداف تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي في الداخل المحتل من خلال محاولة تهجير سكان حي الشيخ جراح وفي غزة من خلال القصف العسكري.
وحتى الآن استشهد أكثر من 230 فلسطينيا بغزة والضفة الغربية برصاص وصواريخ قوات الاحتلال، فيما أعلنت وزارة الصحة نزوح أكثر من 40 ألف فلسطيني من منازلهم بسبب القصف العنيف للمناطق السكنية.
وذكرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» في بيان أن «أكثر من 38 ألف شخص لجؤوا إلى 48 مدرسة تابعة للوكالة في قطاع غزة، جراء القصف المدفعي والغارات الجوية التي يشنها الجيش الإسرائيلي بشكل مكثف في مناطق متفرقة من القطاع».
وكانت شرارة الأحداث المتصاعدة هي الاشتباكات بين فلسطينيين وقوات إسرائيلية بسبب اقتحامات وإغلاقات للمسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة، منذ بداية شهر رمضان الماضي.
وإلى جانب ذلك، جرت محاولات إسرائيلية لتهجير أسر فلسطينية من منازلها في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية المحتلة، في خطوة ندد بها المجتمع الدولي، باعتبارها مخالفة للقوانين الدولية.