مقعد خال على مائدة رمضان| عامان ونصف على حبس الباحث أيمن عبدالمعطي.. وأسرته تأمل في خروجه ضمن قوائم الإفراجات
كتب- محمود هاشم:
أكمل الباحث ومدير الدعاية والتسويق لدار المرايا للنشر والتوزيع، أيمن عبد المعطي، عامين ونصف في الحبس الاحتياطي، بعد القبض عليه في 18 أكتوبر 2018، متهما على ذمة القضية ٦٢١ لسنة ٢٠١٨ حصر أمن دولة.
في 30 يوليو الماضي، قضى عبدالمعطي، عيد ميلاده الـ50 داخل محبسه، بينما تنتظر أسرته عودته ليملأ مقعده الخالي على مائدة إفطار رمضان هذا العام، آملة أن يشمله الخروج ضمن قوائم إفراجات مرتقبة.
كانت قوة من وزارة الداخلية ألقت القبض علي أيمن عبدالمعطي يوم الخميس 18 أكتوبر 2018، من مقر عمله بدار مرايا، ليظهر بعدها بيومين في نيابة أمن الدولة الأحد 21 أكتوبر 2018، حيث وجهت له تهم الانضمام لجماعة إرهابية ونشر أخبار كاذبة، ومنذ حينها يجدد حبسه احتياطيا بعد ضمه على ذمة القضية 621 لسنة 2018 حصر أمن دولة عليا.
في حوار سابق لها مع موقع «درب»، قالت زينب مصطفى زوجة عبدالمعطي، إنها لم تكن تتوقع على الإطلاق أن يقضي زوجها كل هذه المدة رهن الحبس الاحتياطي، لافتة إلى أنها مع كل جلسة تجديد حبس يحدوها أمل كبير أنه سيخرج «لأنه مفيش سبب يخليه يتحبس أصلا».
وأضافت: «لكن مع طول المدة والنظر لتجارب الكثير من المعتقلين على ذمة قضايا سياسية مشابهة وطول مدد حبسهم اللي أحيانا بتتخطى سنتين القلق زاد وصورة اللي جاي بقت مشوشة جدا، ومع ذلك بحاول أتمسك بأمل أنه خارج قريب، ومش عايزة أتخلى عن الأمل دا أبدا».
وبمناسة ذكرى ميلاد زوجها، قالت زينب: «في كل مناسبة بتمر علينا وأيمن في المعتقل بنحس بتأثر كبير لغيابه، لكن التأثر أكبر بكتير حاليا عشان عيد ميلاده متزامن مع يوم وقفة عيد الأضحى وحتى مفيش إمكانية إني أقول له كل سنة وأنت طيب في زيارة زي السنة اللي فاتت أو حتى في جواب أو كارت معايدة بسيط»، لافتة إلى أن آخر مرة زارت فيها أيمن كانت في أوائل شهر مارس الماضي قبل تعليق الزيارات بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد.
في 30 يوليو الماضي، أوضحت زينب أنه منذ تعليق الزيارات لم يصلها أي جواب من زوجها ولم يسمح لها بإدخال رسالة مكتوبة مع الأكل والأدوية التي تسلمها إلى السجن أسبوعيا، «بعتبر مجرد استلام الحاجات دي مني أو زيارة الطبلية زي ما بيسموها وسيلة أني أطمن أنه بخير، لأن الحراس والأمناء عند بوابة السجن قالوا لنا على سبيل الطمأنة طالما بناخد منكم الزيارة يبقى أهاليكم بخير، طالما محدش اتصل يبلغكم بمرض أهاليكم يبقوا بخير!»
قبل الاعتقال، لم يكن لأيمن أي نشاط سياسي، حسبما أكدت زينب التي قالت: «للأسف لم يتضح لنا حتى الآن أسباب اعتقال أيمن وبقائه طيلة هذه المدة قيد الحبس الاحتياطي على ذمة قضية لم يحال أي ممن كانوا محبوسين على ذمتها إلى المحاكمة أصلا».
وأضافت: «أيمن توجهاته ومواقفه معروفة، وكذلك انشغاله بالقضايا العمالية والحقوقية، وليس في هذا أو ذاك ما يخالف القانون على الإطلاق، ولكن في الفترة السابقة للقبض عليه كان يركز على عمله بإحدى دور النشر وحياته الأسرية فقط، وكان بعيدا تماما عن العمل العام».
ورأت زينب أن زوجها ومن مثله يدفعون فاتورة مواقف سياسية سابقة والمشاركة في ثورة 25 يناير: “نحن نرى نحن وكل من يمر بوضع مماثل أن الأمر يتعلق بدفع فاتورة مواقف سياسية سابقة والمشاركة في ثورة 25 يناير”.
وحول آثر غياب أيمن وسجنه على الأسرة، قالت زينب: «للأسف احنا بنمر فترة صعبة وقاسية جدا وكتير من ملامح حياتنا اتغيرت، مع ذلك بنحاول نفضل واقفين على رجلينا ومتمسكين بالأمل في غد أفضل لنا وللجميع».
وأشارت زينب أن يوسف وحورية (أبناء أيمن من زوجته السابقة) مفتقدين والدهما «في تفاصيل كتير في حياتهم وأكيد محتاجين مشاركته لهم في الأحداث والتطورات اللي بيمروا بها».
وأضافت: «شمس الابنة الصغيرة للأسف متعرفش والدها إلا عن طريق صور بتشوفها لأن اعتقاله حصل بعد ميلادها بحوالي شهرين، وهو كمان اتحرم يشوفها وهي بتكبر وللأسف اصطحابها في الزيارات كان أمر في غاية الصعوبة».
وتابعت أن «أخوات أيمن وعيلته الكبيرة كمان مفتقدينه»، لأنه كان مقربا بشكل خاص من أبناء شقيقه الراحل ياسر، والذين يعتبرهم بمثابة أولاده أيضا «وللأسف اتحرموا أنهم حتى يشوفوه لأن الزيارة في المعتقل تقتصر على أقارب الدرجة الأولى».
وترى زوجة الباحث المعتقل أيمن عبد المعطي أن أسر المعتقلين يسددون ثمنا من فاتورة الحرية: «التمن كبير على كل المستويات، وأهمها المستوى النفسي، وصعب الكلام يوصف الجوانب اللي محتاجة ترميم بعد مدة الحبس الطويلة دي في كل حد في الأسرة، لكن رغم كل شيء بنحاول منيأسش ومنقعش ونفضل واقفين على رجلينا للنهاية».