محاولة تسميم الرئيس التونسي| ظرف سام بالمادة “قاتلة الزعماء”.. وإصابة مديرة الديوان فور فتحه.. وتحقيقات موسعة في الواقعة
كتب- محمود هاشم:
أزمة سياسية واسعة أثارتها محاول التسميم الفاشلة للرئيس التونسي قيس سعيد، تزامنا مع إقرار البرلمان التعديلات الجديدة في حكومة رئيس الوزراء هشام المشيشي.
وأوضحت رئاسة الجمهورية التونسية، في بيان أمس، أنها تلقت في الخامسة مساء يوم الإثنين 25 يناير، بريدا خاصا موجها إلى رئيس الجمهورية قيس سعيد، يتمثل في ظرف لا يحمل اسم المرسل، معلنة بدء التحقيقات الموسعة في الواقعة.
وتولت السيدة الوزيرة مديرة الديوان الرئاسي فتح الظرف فوجدته خاليا من أي مكتوب، لكن بمجرد فتحها للظرف تعكر وضعها الصحي وشعرت بحالة من الإغماء وفقدان شبه كلي لحاسة البصر، فضلا عن صداع كبير في الرأس، وكان أحد الموظفين بكتابة رئاسة الديوان موجودا عند وقوع الحادثة وشعر بنفس الأعراض ولكن بدرجة أقل.
وتم وضع الظرف في آلة تمزيق الأوراق، قبل أن يتقرر توجيهه إلى مصالح وزارة الداخلية، ولم يتسن إلى حد هذه الساعة تحديد طبيعة المادة التي كانت داخل الظرف، كما توجهت مديرة الديوان الرئاسي إلى المستشفى العسكري للقيام بالفحوصات اللازمة، والوقوف على أسباب التعكر الصحي المفاجئ.
ولم تقم مصالح رئاسة الجمهورية بنشر الخبر في نفس اليوم الذي جرت فيه الحادثة، تجنبا لإثارة الرأي العام وللإرباك، ولكن تم في المقابل تداول هذا الخبر في وسائل التواصل الاجتماعي لذلك وجب التوضيح.
وطمأنت مؤسسة رئاسة الجمهورية الشعب التونسي بأن رئيس الجمهورية بصحة جيدة ولم يصبه أي مكروه، متوجهة بالشكر إلى المصالح الأمنية المختصة، خاصة الإدارة العامة لأمن رئيس الدولة والشخصيات الرسمية على جاهزيتها وسرعة قيامها بالاختبارات اللازمة، كما شكرت المصالح الطبية بالإدارة العامة للصحة العسكرية على تدخلها السريع .
وأكدت حرصها على ضمان الحريات التي كرسها الدستور ومنها حرية الرأي والفكر والتعبير والإعلام والنشر، وأعلنت مساندتها المطلقة للكلمة الحرة المعبرة عن الرأي الحر، مستغربة في المقابل مطاردة من تولى تناقل خبر محاولة التسميم هذه، عوض البحث عمن قام بهذه المحاولة.
وبحسب “رويترز” تعرض الرئيس التونسي قيس سعيد لمحاولة اغتيال، بعد أن تلقت الرئاسة ظرفا مشبوها يحتوى على مادة الريسين بحسب ما أكدت مصادر لـ”رويترز”، فما هي هذه المادة المعروفة بـ” قاتلة الزعماء”.
بحسب المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن الريسين ليس مركبا كيميائيا، بل هو سم موجود بشكل طبيعي في حبوب الخروع ويمكن أن يكون على شكل مسحوق أو رذاذ أو حبيبات يمكن إذابتها في الماء.
مادة الريسين تنتج من فضلات حبوب الخروع التي تصنع في جميع أنحاء العالم لصنع زيت الخروع، تم استخدامها تجريبيا لقتل الخلايا السرطانية.
والجرعة القاتلة للإنسان منه لا تتعدى 22 ميكرو غرام لكل كيلوغرام مما يجعل الجرعة القاتلة للإنسان المتوسط أقل من 2 مل غرام أي أنه مسمم أكثر بكثير من مواد أخرى مثل غاز السارين والزرنيخ، ويمكن أن تحدث الوفاة بسبب التسمم بالريسين في غضون 36 إلى 72 ساعة من التعرض، اعتمادا على طريقة التعرض.
ويعمل الريسين عن طريق الدخول إلى خلايا جسم الشخص ومنع الخلايا من صنع البروتينات التي تحتاجها مما يؤدي إلى موت الخلايا وفي النهاية يؤدي إلى الوفاة، وتعتمد تأثيرات التسمم بالريسين على ما إذا كان قد تم استنشاقه أو بلعه أو حقنه.
وذكرت المراكز أن الأعراض الأولية للتسمم بالريسين قد تظهر بين 4 و8 ساعات أو حتى 24 ساعة إذا تم استنشاقه، أما إذا تم تناول المادة فإن الأعراض الأولية تظهر عادة في أقل من 10 ساعات.
وأوضحت أنه في غضون ساعات قليلة من استنشاق كميات كبيرة من مادة الريسين، ستكون الأعراض المحتملة هي ضيق التنفس والحمى والسعال والغثيان، قد يتبع ذلك تعرق شديد وكذلك تراكم السوائل في الرئتين وقد يتحول لون الجلد إلى اللون الأزرق. أخيرا، قد يحدث انخفاض في ضغط الدم وفشل في الجهاز التنفسي مما يؤدي إلى الوفاة.
أما إذا ابتلع شخص ما كمية كبيرة من مادة الريسين، فمن المحتمل أن يصاب بالقيء والإسهال الذي قد يصبح دمويا. قد ينتج عن ذلك جفاف حاد يتبعه انخفاض في ضغط الدم وفي غضون عدة أيام، قد يتوقف عمل الكبد والطحال والكليتين مما يؤدي إلى الوفاة.