الصحفي محمود حسين يكمل 4 سنوات بالحبس وسط مطالبات بإطلاق سراحه.. ومنظمات: صاحب أطول فترة حبس احتياطي
حسين يحل رقم 2 ضمن قائمة “تحالف الصحافة الحرة” خلال ديسمبر الحالي لأكثر 10حالات إلحاحا في العالم بعد التركي أحمد ألتان (70 عاما)
الشبكة العربية محمود حسين تعرض لانتهاكات جسيمة وظل محبوس انفراديا لأشهر محروما من الزيارات والمتابعة الطبية
أكمل الصحفي محمود حسين 4 سنوات حبس احتياطي فيما يعد أطول مدة للحبس الاحتياطي يقضيها صحفي دون محاكمة، طبقا للجنة حماية الصحفيين بعد تدويره داخل محبسه وقبل أن يتم إطلاق سراحه .
وألقي القبض على الصحفي محمود حسين – طبقا للشبكة العربية لحقوق الانسان يوم 20 ديسمبر 2016 داخل مطار القاهرة اثناء عودته من الدوحة وتم احالته الى نيابة أمن الدولة والتي قررت حبسه احتياطيا على ذمة القضية رقم 1152 لسنة 2016 حصر أمن دولة على خلفية اتهامه بنشر أخبار وبيانات كاذبة حول الأوضاع الداخلية لمصر، واصطناع مشاهد وتقارير إعلامية وأخبار كاذبة.
وفي 21 مايو 2019 قررت محكمة جنايات القاهرة إخلاء سبيل حسين بتدابير احترازية واستأنفت نيابة أمن الدولة القرار، وبجلسة 23 مايو 2019 قررت محكمة جنايات القاهرة بدائرة مغايرة رفض الاستئناف وتاييد قرار اخلاء السبيل، وبتاريخ ٢٦ مايو ٢٠١٩ تم ترحيل الصحفي محمود حسين من سجن طرة تحقيق، تنفيذا لقرار إخلاء سبيله، إلى تخشيبة الجيزة وفي نفس اليوم تم ترحيله إلى قسم شرطة ابو النمرس، وتم إبلاغه بتنفيذ التدبير داخل القسم، وتم احتجازه داخل القسم انتظارا لوصول إشارة الأمن الوطني لاطلاق سراحه، الا انه تم اقتياده بتاريخ ٢٧ مايو ٢٠١٩ إلى نيابة أمن الدولة والتحقيق معه في غيبة محاميه على ذمة قضية جديدة هي القضية رقم ١٣٦٥ لسنة ٢٠١٨ حصر أمن دولة وحبسه ١٥ يوما بنفس الاتهامات وترحيله إلى سجن طرة تحقيق مرة أخرى.
وكانت لجنة حماية الصحفيين قد اصدرت بيانا في أكتوبر الماضي قالت فيه إن الصحفي محمود حسين جمعة أمضى أطول مدة في الحبس الاحتياطي وفقًا لآخر تعداد أجرته لجنة حماية الصحفيين للصحفيين المعتقلين لعام ٢٠١٩، فكان من المقرر إطلاق سراحه في مايو ٢٠١٩، لكن أُمر بإعادته إلى الحجز على ذمة قضية جديدة.
وحل محمود حسين في المرتبة الثانية ضمن قائمة “تحالف الصحافة الحرة” (one free press Coalition) لشهر ديسمبر الجاري للحالات الصحفية الأكثر إلحاحا، وذلك بالتزامن مع مرور 4 سنوات على اعتقاله. وذلك بعد الصحفي التركي أحمد ألتان (70 عاما) بعد أن أمضى أكثر من 1500 يوم خلف القضبان، وفق التحالف.
وتحالف الصحافة الحرة هو مجموعة من المحررين والناشرين البارزين، الذين يستخدمون انتشارهم العالمي ومنصاتهم الاجتماعية لتسليط الضوء على الصحفيين، الذين يتعرضون للاستهداف في جميع أنحاء العالم.
وأشار التحالف -الذي يسلط في كل شهر الضوء على أبرز 10 حالات لاستهداف للصحفيين في العالم- إلى أن محمود حسين سيكون في الشهر الجاري قد أمضى 4 سنوات خلف القضبان، “وهي أطول فترة اعتقال قبل المحاكمة لأي صحفي مصري ينتظر جلسة استماع”، وفق التحالف.
وقالت الشبكة العربية لحقوق الانسان إن محمود حسين تعرض على مدى نحو 4 أعوام لانتهاكات جسيمة، وظل في محبسه الانفرادي أشهرا عديدة محروما من الزيارات والمتابعة الطبية.
وأدانت مراسلون بلا حدود إبقاءه محمود حسين قيد الاحتجاز، ودعت إلى إسقاط جميع التهم الموجهة إليه. وقال مكتب الشرق الأوسط في مراسلون بلا حدود إن “استمرار اعتقال محمود حسين جمعة، بالإضافة إلى كونه قاسيًا ، فإنه لا يستند على أي أساس”، مضيفاً أن “توجيه تهم جديدة إليه وحرمانه مرة أخرى من حقه في توكيل محام للدفاع عنه يعزز الطابع التعسفي لاحتجازه. وعلى هذا الأساس، تدعو مراسلون بلا حدود إلى إسقاط جميع التهم الموجهة إليه والإفراج عنه في أقرب وقت ممكن”.
وبدأ محمود حسين مسيرته المهنية كمحرر ومعد للبرامج السياسية بإذاعة صوت العرب المصرية، وظل بها لنحو عشر سنوات، حيث عمل حينها في العديد من الجهات، منها عمله كباحث في مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بمؤسسة الأهرام، ثم في مركز دراسات الوحدة العربية بمكتب القاهرة، ثم في مركز الدراسات الحضارية، كما عمل محررا صحفيا بمكتب صحيفة الشرق القطرية بالقاهرة.
وتحوّل محمود حسين للعمل التلفزيوني ابتداء من عام 1997، وذلك بعدما انتقل إلى قناة النيل للأخبار؛ حيث عمل صحفيا ومراسلا، ثم ترقى إلى درجة كبير المراسلين قبل أن يُصبح مديرا لقسم المراسلين بالقناة. ثم انتقل بعد ذلك للعمل مع قناة العالم الإخبارية الإيرانية وذلك في عام 2004، ثم أصبح مراسلا لتلفزيون البحرين في العام التالي، ثم مراسلا لتلفزيون السودان عام 2006، قبل أن يدير مكتب قناة الرافدين العراقية، ثم مكتب التلفزيون السوداني بالقاهرة.
في أواخر 2010، انتقل محمود حسين للعمل رسميا في قناة الجزيرة القطرية، حيث عمل منتجا ثم مراسلا في مكتبها بالقاهرة. وشارك محمود في تغطية ثورة 25 يناير من العام 2011، ثم استمر في عمله حتى أغلقت السلطات المصرية مكتب الجزيرة بالقاهرة منتصف 2013، فانتقل إلى العمل بمقر القناة في الدوحة كمنتج في قسم المراسلين.
وكانت قناة الجزيرة القطرية قد انتجت فيلما وثائقيا عن التجنيد الإجباري في مصر، فما كان من السلطات المصرية إلا أن أوقفت محمود حسين الذي حضر إلى مصر في زيارته السنوية لمدة 14 ساعة. بعد إطلاق سراحه، عادت لتعتقله من بيته هو وشقيقيه في يوم 20 ديسمبر 2016. بعد إخفائه لمدة يومين، ظهر محمود أمام النيابة لتبدأ دوامة حبسه.