العراق يشتعل.. الجيش يطالب القوات الأمريكية بالخروج وإطلاق 33 صاروخا على قاعدة عسكرية
طالب الجيش العراقي، اليوم، القوات الأمريكية بسرعة تطبيق قرار البرلمان بخروجها من البلاد، عقب هجوم صاروخي على قاعدة تضم قوات للتحالف الدولي ضد داعش.
وقال الجيش العراقي إنه يرفض تنفيذ “القوات الأمريكية أو غيرها أي عمل دون موافقة الحكومة العراقية والقائد العام للقوات المسلحة”، في إشارة لضربات استهدفت معسكرات لقوات الحشد الشعبي شبه العسكرية، وأخرى تابعة لها، مساء الجمعة، ردًا قصف لقاعدة التاجي، الأربعاء الماضي، أدى لمقتل جنديين أمريكيين وبريطاني.
وأضاف الجيش العراقي أن الضربات الأمريكية لا تحد من قصف القواعد التي تستضيفها “بل تغذيها وتضعف قدرة الدولة العراقية وتوقع المزيد من الخسائر بالعراقيين”.
وقال الجيش العراقي، اليوم، إن 33 صاروخ كاتيوشا أُطلقت على قاعدة التاجي العسكرية إلى الشمال من بغداد حيث توجد قوات للتحالف بقيادة الولايات المتحدة وإن الهجوم أدى إلى إصابة عدد من منتسبي الدفاع الجوي وإن حالتهم حرجة جدا.
وقال الجيش إن قواته عثرت على “سبع منصات تم إطلاق الصواريخ منها في منطقة أبو عظام قرب التاجي شمالي العاصمة بغداد، ووجدت فيها 24 صاروخا جاهزا للإطلاق، حيث عملت على إبطال مفعولة”.
وأكدت قيادة عمليات بغداد، في بيان اليوم، القبض على جميع منتسبي نقطة التفتيش القريبة من مكان إطلاق الصواريخ في إطار التحقيقات.
شكوك حول حزب الله.. إدانة للانتهاكات الأمريكية
ورحبت كتائب حزب الله للمرة الأولى الخميس، من دون تبن، بإطلاق 18 صاروخاً على قاعدة التاجي ما أسفر عن مقتل جنديين أمريكيين ومجندة بريطانية، منددة بـ”قوات الاحتلال الأمريكي”.
والهجوم هو الثالث والعشرون منذ نهاية أكتوبر ضدّ مصالح أمريكية في العراق، ويأتي بعد مقتل ستة عراقيين، بينهم خمسة من عناصر الشرطة، في غارات أمريكية ليل الخميس رداً على هجوم الأربعاء الدامي.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الصاروخي على القاعدة العسكرية، لكنّ واشنطن عادة ما تتّهم الفصائل الشيعية الموالية لإيران بشنّ هجمات مماثلة.
وقال التحالف في تغريدة على تويتر إن هجوم السبت أسفر عن إصابة ثلاثة من قوات التحالف وثلاثة من القوات العراقية، وأكد الجيش العراقي إصابة جنديين من قوات الدفاع الجوي العراقي على الأقل بجروح في هجوم السبت.
وأضاف الجيش أن القوات الأمريكية أو القوات الأجنبية الأخرى يجب ألا تستخدم الهجوم ذريعة للقيام بعمل عسكري دون موافقة العراق. وطالب جميع القوات الأجنبية بسرعة الانسحاب وفق قرار البرلمان.
وأدان العراق، أمس، الضربات الجوية الأمريكية التي نُفذت في أراضيه خلال الليل وقال إنها أسفرت عن مقتل 6 أشخاص محذرا من عواقب وخيمة لما قال إنه انتهاك للسيادة واعتداء على المؤسسة العسكرية العراقية.
عودة “داعش” في الصورة.. والشكاوى تصل للأمم المتحدة
وقال الرئيس العراقي برهم صالح إن تكرار مثل هذه الانتهاكات يمكن أن يصل بالعراق إلى دولة فاشلة وأن يعود تنظيم “داعش” من جديد، ونددت الخارجية العراقية بـ”عدوان أمريكي” بعيد غارات الجمعة، واستدعت سفيري الولايات المتحدة وبريطانيا، معلنة أيضاً أنها سترفع شكوى إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن.
ودافعت الولايات المتحدة عن الضربات الجوية قائلة إن جميع المواقع الخمسة التي استهدفتها الضربات كانت أهدافا مشروعة وكانت بها أسلحة مقدمة من إيران استخدمتها جماعة كتائب حزب الله في مهاجمة قوات التحالف التي تقودها واشنطن.
ووجهت الولايات المتحدة الضربات ردا على هجوم صاروخي يوم الأربعاء على قاعدة شمالي بغداد أسفر عن مقتل جنديين أمريكيين وجندي بريطاني.
وقال الجنرال كينيث ماكينزي قائد القيادة المركزية الأمريكية ”هذه المواقع التي ضربناها هي مواقع واضحة للقواعد الإرهابية“.
وقال في إفادة صحفية بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) ”إذا كان عراقيون هناك وإذا كانت قوات من الجيش العراقي هناك فإنني أقول إنه ربما لم تكن فكرة طيبة أن تضعوا أنفسكم (أيها العراقيون) مع كتائب حزب الله في أعقاب ضربة (وجهتها كتائب حزب الله) قتلت أفرادا في التحالف بينهم أمريكيان“.
وحذر الجيش من أن الضربات الجوية ستكون لها عواقب بينما قالت وزارة الخارجية العراقية إنها استدعت سفيري الولايات المتحدة وبريطانيا.
وتجسد العداء القديم بين الولايات المتحدة وإيران بالقدر الأكبر على أرض العراق في الشهور الأخيرة مما أثار توترات عميقة الجذور بين عناصر في المجتمع العراقي تعارض وجود الجيش الأمريكي وعناصر أخرى ترى أن الدعم الذي يقدمه التحالف بقيادة الولايات المتحدة ضروري لمنع عودة تنظيم داعش.
وقال ماكينزي إن من الواضح أن الخسائر البشرية للضربات الجوية الأمريكية محدودة.
وقالت قيادة العمليات المشتركة العراقية في بيان إن ثلاثة جنود وشرطيين ومدنيا قتلوا وفقا لإحصاء مبدئي وإن أربعة جنود وشرطيين ومدنيا وخمسة مسلحين أصيبوا.
وجاء في البيان “التذرع بأن هذا الهجوم جاء كرد على العمل العدواني الذي استهدف معسكر التاجي هو ذريعة واهية وتقود إلى التصعيد ولا تقدم حلا”.
وقالت إدارة العتبة الحسينية المقدسة إن المدنيين الذين قتلوا وجرحوا كانوا عمال بناء في موقع بناء مطار بمدينة كربلاء الشيعية المقدسة، واعترف ماكينزي بأن بناء أصيب بالقرب من مطار كربلاء لكنه قال إنه يستخدم في تخزين الأسلحة “التي كانت هدفا واضحا”.
شراكة تحالف أم حرب بالوكالة
لا يزال هناك نحو 5000 جندي أمريكي في العراق، معظمهم بصفة استشارية، في إطار تحالف دولي أوسع تم تشكيله لمساعدة العراق على التصدي لمقاتلي تنظيم “داعش” وهزيمته.
لكن الجيش العراقي قال إن الهجوم الجوي الأمريكي الجديد خالف “أي شراكة” في إطار التحالف، وأضاف ”ستكون له عواقب ترتد على الجميع بأشد المخاطر إن لم يتم السيطرة عليها”.
وقالت وزارة الخارجية الإيرانية أمس، إن المسؤولية عن الهجمات تتحملها القوات الأمريكية والقوات المتحالفة معها في العراق بسبب “وجودها وسلوكها”.
ونفذت جماعات مسلحة مدعومة من إيران هجمات بصواريخ وقصف بشكل منتظم للقواعد التي تستضيف القوات الأمريكية والمنطقة المحيطة بالسفارة الأمريكية في بغداد.
ومن جانبها، شنت الولايات المتحدة التي تعتقد إن إيران تريد طردها من المنطقة عدة غارات جوية داخل العراق، ما أسفر عن مقتل الجنرال الإيراني الكبير قاسم سليماني ومؤسس كتائب حزب الله أبو مهدي المهندس على الأراضي العراقية في يناير كانون الثاني.
ويقول كثير من العراقيين إنهم المتضررون من التوترات الأمريكية الإيرانية ودعا البعض ومن بينهم رئيس حكومة تصريف الأعمال عادل عبد المهدي إلى انسحاب القوات الأمريكية.
وعبر ماكينزي عن اعتقاده أن الضربات الأمريكية التي استهدفت خمسة مخازن للأسلحة في العراق ستردع الهجمات المستقبلية المماثلة، وقال إن التهديد الذي تمثله إيران والجماعات الموالية لها في العراق لا يزال كبيرا على الرغم من ذلك. ومضى يقول ”اعتقد أن التوترات لم تنخفض في الواقع.
وبعد مقتل سليماني أصدر البرلمان العراقي قرارا يدعو جميع القوات الأجنبية إلى مغادرة البلاد، ويمكن للضربات الجوية الأخيرة أن تؤدي لتجديد تلك الدعوات.
وعانى العراق من عقود من الحرب والعقوبات والصراع الطائفي، بما في ذلك الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003، ويواجه العراق احتجاجات مناوئة للحكومة قُتل فيها قرابة 500 شخص منذ الأول من أكتوبر، ويواجه أيضا فراغا سياسيا غير مسبوق بعد تخلي عبد المهدي عن معظم مهامه وانسحاب من اختير لخلافته.