بعد مقتل منتج موسيقى من أصول إفريقية.. الأمن الفرنسي يطلق الغاز المسيل للدموع على مسيرة احتجاجية ضد عنف الشرطة

كتب – أحمد سلامة

أطلقت شرطة العاصمة الفرنسية باريس الغاز المسيل للدموع على مسيرة احتجاجية ضد عنف الشرطة اليوم السبت بعدما أطلق محتجون ملثمون ألعابا نارية تجاهها ونصبوا الحواجز ورشقوا الحجارة.

وتظاهر آلاف الأشخاص في جميع أنحاء فرنسا احتجاجا على عنف الشرطة وطالبوا بحرية الصحافة بعد أن ضربت الشرطة منتجا موسيقيا من أصول إفريقية في ظل مشروع قانون جديد من المزمع إصداره يُنظر إليه على أنه يحد من حق الصحفيين في الإبلاغ عن وحشية الشرطة.

وكانت شرائح واسعة من الفرنسيين قد أبدوا استعدادهم للخروج، اليوم السبت، في عشرات المظاهرات عبر البلاد للتعبير عن رفضهم لقانون “الأمن الشامل” الذي تعتبره قانونا ينتهك الحريات ويقنن عنف الشرطة، فيما خرجت عدة احتجاجات أمس الجمعة ليلا في مدينة نانت، بشمال البلاد، شارك فيها نحو 5 آلاف شخص رغم القيود الصحية الوقائية المضادة للوباء والطقس البارد، والتي تم تفريقها بالغاز المسيل للدموع واعتقال 17 شخصا.

وتأتي هذه المظاهرات في ظل غضب واسع النطاق من الضرب المبرح الذي تعرض له منتج موسيقي من أصول إفريقية في باريس قبل يومين على أيدي عناصر الشرطة بسبب عدم ارتدائه الكمامة الواقية من كورونا، حسب وسائل إعلام، وتم تداول صورهذا الاعتداء على نطاق واسع في وسائل الإعلام.

وكانت الرئاسة الفرنسية قد قالت، إن الرئيس إيمانويل ماكرون “مصدوم جدا” من الصور التي أظهرت عناصر من شرطة باريس وهم يضربون ويسبون منتجا موسيقيا أسود البشرة، وأثارت الحادثة -التي وقعت السبت الماضي- جدلا كبيرا في فرنسا.

وذكر مصدر في الحكومة الفرنسية أن الرئيس ماكرون أجرى، الخميس، محادثات مع وزير الداخلية جيرالد دارمانان للدعوة لمعاقبة عناصر الشرطة الذين تورطوا في ضرب المنتج الموسيقي ميشال زيلكر، وقال وزير الداخلية الفرنسي في تصريح تلفزيوني أمس إنه سيعاقب أفراد الشرطة في حال تأكدت مزاعم اعتدائهم قولا وفعلا على زيلكر، وصدرت إدانة قضائية ضدهم.

وأوقفت السلطات 4 عناصر من الشرطة عن العمل للاشتباه في تورطهم في ضرب زيلكر في الحادثة التي صورتها كاميرات المراقبة وكاميرا تليفون محمول.

وظهر زيلكر في اللقطات -التي نشرها موقع مجلة “لوبسايدر” (Loopsider)- وهو يتعرض للضرب على يد الشرطة عند مدخل أستوديو للموسيقى في الحي 17 في باريس، وأفاد الضحية -الذي تقدم بشكوى إلى المقر الرئيسي للمفتش العام للشرطة الوطنية- بأنهم “قالوا لي مرات عدة: زنجي قذر، وهم يوجهون اللكمات لي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *