رهان الديمقراطيين على أصوات البريد يتحقق.. وبايدن يتقدم في ميتشجان وويسكونسن ونيفادا ويقترب من 270 صوتا بالمجمع الانتخابي
كتب – أحمد سلامة
يبدو أن رهان حملة جو بايدن، المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأمريكية، بدأ يتحقق.. وعادت كفته لترجح مرة أخرى بعد أن ابتعدت عنه طوال الساعات الماضية.
رهان الديمقراطيين على أصوات “الناخبين عبر البريد” يسير بـ “بايدن” إلى البيت الأبيض، ما لم يحدث جديد، ويستبعد بالضرورة ترامب من السباق الانتخابي.
منذ ساعات، كان الرئيس دونالد ترامب صاحب الفرص الأوفر حظًا في حصد السباق الانتخابي، في ظل ارتفاع أسهمه بعدد من الولايات المتأرجحة.. وهي الولايات التي ليس فيها سيطرة للحزب الديمقراطي أو منافسه الجمهوري.. لكن متغير رئيس بدأ في الحدوث بعد ذلك، إذ تحولت المؤشرات التي كانت تميل تجاه ترامب باتجاه جو بايدن.
ففي ولاية “ميتشجن”، وبعد أن كانت فرص ترامب هي الأعلى، بدأ بايدن في الصعود مرة أخرى متقدما على منافسه تزامنًا مع فرز أصوات “ناخبي البريد”.. وارتفعت نسبة المصوتين لـ”بايدن” إلى 49.5% بإجمالي أصوات مليونين و 586 ألفا، بينما بقي ترامب عند مستوى 48.9% بإجمالي أصوات مليونين و 552 ألفا.
وإذا حصد بايدن أصوات ولايات ميتشجن ونيفادا و ويسكونسن، فإنه يضمن بنسبة كبيرة الوصول إلى البيت الأبيض، حيث يتطلب أن يحصد الفائز 270 صوتًا من المجمع الانتخابي من إجمالي أصوات يتكون من 538 ممثلا للشعب.
ويرى عدد من المراقبين أن فرص بايدن باتت أقرب، إذ أنه يتقدم على منافسه بإجمالي أصوات 238 صوتا بالمجمع الانتخابي بينما وصل ترامب إلى 213 صوتًا، ومع ترجيحات فوز بايدن في ميتشجن (تمثل 16 صوتا بالمجمع الانتخابي) و نيفادا ( 6 أصوات) و ويسكونسن (10 أصوات) يكون مجموع ما يحصل عليه بايدن هو 270 صوتًا بالفعل، وذلك دون النظر إلى أي من الولايات المتأرجحة الأخرى.
لكن المراقبون يضيفون إلى ذلك فرص بايدن في حصد “أصوات البريد” بولاية بنسلفانيا، فعلى الرغم من تقدم ترامب حتى الآن، إلا أن نسبة تقدمه تراجعت خلال الساعات الماضية من 55% إلى 53.9% مقابل 44.9% لمنافسه بايدن، وذلك بعد الإعلان عن 64% من الأصوات.
رهان الديمقراطيين على أصوات الناخبين عبر البريد في بنسلفانيا أيضًا مستمر، تلك الولاية التي قد يتأخر إعلان الفرز فيها إلى يوم الجمعة المقبل، بعد صدور حكم قضائي يسمح بتأخر عملية الفرز.
فمع الإقبال الكبير على التصويت المبكر، قبل يوم الثلاثاء، الذي وصل إلى أكثر من 100 مليون صوت، قال مسؤولون إن مراجعة أوراق الاقتراع الغيابي ستتطلب المزيد من الوقت، ما يعني إمكانية تأخر معرفة النتائج إلى ما بعد يوم الثالث من نوفمبر.
وبهدف منع حدوث تأخير في الفرز وإعلان النتائج، عدلت ولايات عدة قوانينها لإجراء الفرز قبل 22 يوما من الانتخابات.
لكن ولايات أخرى، مثل ميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن، وجميعها ولايات تعتبر متأرجحة بين الجمهوريين والديمقراطيين، أعلنت أنها لن تقوم بفرز الأوراق البريدية قبل يوم الانتخابات.
وفي بنسلفانيا، قال المسؤولون إنه سيتم فرز “الغالبية العظمى” من الأصوات، بحلول الجمعة. وقال حاكم الولاية الديمقراطي توم وولف: “نحن على يقين من أن الأمر سيستغرق وقتا أطول مما كان عليه من قبل.. ربما لن نعرف النتائج ليلة الانتخابات”.
لكن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قال في تجمع انتخابي قبيل المواجهة الحاسمة: “بمجرد أن تنتهي تلك الانتخابات، سنستعين بمحامين”. وكتب في تغريدة: “لا بد من معرفة نتائج الانتخابات ليلة الانتخاب. لا أيام ولا شهور ولا حتى سنوات بعد ذلك”.
تأكيدات ترامب على “الذهاب إلى القضاء” تكررت اليوم مرة أخرى بعد ترجيح كفة منافسه وسط تلميحات بوجود “تزوير”، وهو ما دفع حملة المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية جو بايدن، إلى وصف تصريحات الرئيس والمرشح الجمهوري دونالد ترامب بشأن فرز الأصوات، بأنها “فاضحة وغير مقبولة”.
وأكّدت الحملة أن محاميّيها ستكون جاهزة للتصدي للترامب، وذلك ردًا على تهديد الرئيس المنتهية ولايته بالذهاب إلى المحكمة في محاولة لوقف فرز الأصوات.
وقالت مديرة حملة بايدن الانتخابية، جين أومالي ديلون: “إذا نفذ الرئيس تهديده بالذهاب إلى المحكمة لمحاولة منع الفرز السليم للأصوات، فلدينا فرق قانونية جاهزة للتصدي لهذا المسعى”، وفقا لرويترز.
كان ترامب أعلن في مؤتمر صحفي فوزه بالانتخابات، فجر اليوم، رغم عدم الانتهاء من فرز الأصوات، وقال: “سنفوز بها (الانتخابات).. بالنسبة لي لقد فزنا بها بالفعل”.
وقال ترامب، دون أن يقدم دليلا، إن “مجموعة بائسة للغاية من الأشخاص” تحاول حرمانه من ملايين الأصوات.
ولم يتوقف ترامب، ففي تغريدتين له منذ قليل، عبر حسابه على “تويتر”، قال “الليلة الماضية كنا متقدمين، في كثير من الأحيان داخل العديد من الولايات، بينما كان الديمقراطيون يديرون ويتحكمون، لكن واحدة تلو الأخرى بدأت تختفي بطريقة سحرية بعد عملية فرز أصوات مفاجئة، إنه أمر غريب”.
وتساءل ترامب في تغريدة أخرى: “كيف يعقل أن يحسبوا أصوات الاقتراع عبر البريد في كل مرة، إنها مدمرة في نسبتها وقوتها”.
وعلى الرغم من تلميحات ترامب بأن هناك تزوير انتخابي، إلا أن تصريحاته حملت أيضًا تأكيدات على تقدم بايدن واقترابه من البيت الأبيض -وفق ما رأى عدد من المتابعين-، وهو ما تلقفته حملة بايدن على الفور.
ففي مؤتمر صحفي عقد قبل قليل، أعلنت مديرة حملة المرشح الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأمريكية جو بايدن أنه سيستطيع حتى نهاية اليوم الخميس “دحر” منافسه دونالد ترامب بحصد أغلبية أصوات أعضاء المجمع الانتخابي.
وأعربت مديرة الحملة جنيفر اومالي ديلون اليوم الأربعاء عن قناعتها بأن المرشح الديمقراطي على طريق الفوز بالانتخابات وسيتمكن من الحصول على 270 من أصل أصوات الأعضاء الـ538 في المجمع الانتخابي حتى نهاية اليوم.
بدوره، قال المدير الآخر في حملة بايدن، بيل ستيبين: “إذا أحصينا جميع الأصوات الصحيحة فإننا سنفوز”.
من جانبه، أبدى مستشار حملة بايدن، بوب باور، قناعته بأن القضاء الأمريكي سيتصدى لأي محاولات محتملة لإقصاء بطاقات الاقتراع المشروعة، وذلك في معرض تعليقه على تهديد ترامب باللجوء إلى المحكمة العليا لـ”ضمان العدالة” في الانتخابات.
وأكد باور أن حملة بايدن على أتم استعدادات لمواجهة أي تحديات قانونية للانتخابات في أي من المحاكم الأمريكية.. مشيرة إلى أن المرشح الديمقراطي من المتوقع أن يبعث برسالة إلى الشعب في وقت لاحق من اليوم.
وقد تتدخل المحكمة العليا لحسم مسألة بطاقات الاقتراع المختومة بالبريد قبل الثالث من نوفمبر، لكن تم استلامها بعد يوم الانتخابات. مع توقعات بالحكم ببطلانها، لكن هذه النسبة قد تكون ضئيلة وغير مؤثرة على سير العملية الانتخابية وفق بعض التقديرات.