“الأنباء السودانية” تنشر بيان التطبيع مع دولة الاحتلال: القادة اتفقوا على تطبيع العلاقات وبدء علاقات اقتصادية وتجارية والتركيز على الزراعة
البيان: نتنياهو وحمدوك والبرهان عقدوا العزم على العمل معًا لبناء مستقبل أفضل وإطلاق فرص جديدة لشعب السودان وإسرائيل
وكالات
أعلن البيت الأبيض، اليوم الجمعة، اتفاق السودان رسميا مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي على تطبيع العلاقات بين الطرفين، تأكيدا لتصريحات مسؤولين إسرائيليين بارزين الأسبوع الحالي، لتنضم بذلك إلى الإمارات والبحرين اللتين أعلنتا تطبيعهما رسميا في سبتمبر الماضي.
وذكر بيان مشترك أن ترامب والبرهان وحمدوك ونتنياهو تحدثوا اليوم، وناقشوا ما وصف بـ”تقدم السودان التاريخي تجاه الديمقراطية ودفع السلام في المنطقة”.
ونشرت وكالة الأنباء السودانية (سونا ) خبرا حول اتفاق التطبيع السوداني قالت فيه إن كل من الرئيس الامريكي دونالد ترامب، ورئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تناولولوا اليوم ما وصقته الوكالة يالتقدم التاريخي الذي احرزه السودان وفرص تعزيز السلام في المنطقة ، وفقا لبيان صحفي اصدره البيت الابيض مساء اليوم الجمعة.
واشار البيان المشترك الذي نقلته الوكالة الى انه وعقب عقود من العيش تحت ظل ديكتاتورية وحشية تولى الشعب السوداني زمام أموره أخيرًا وأظهرت الحكومة السودانية الانتقالية شجاعة والتزاماً نحو مكافحة الإرهاب وبناء المؤسسات الديمقراطية، وتحسين العلاقات مع الجيران
و قال البيان انه و “في ضوء هذا التقدم التاريخي، وبعد قرار الرئيس ترامب إزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، فقد اتفقت كلا من الولايات المتحدة الامريكية وإسرائيل على اقامة شراكة مع السودان في بدايته الجديدة وضمان اندماجه بالكامل في المجتمع الدولي”.
واضاف البيان ان “الولايات المتحدة ستتخذ خطوات لاستعادة الحصانة السيادية للسودان وإشراك شركائها الدوليين لضمان تقليل أعباء ديون السودان، بما في ذلك دفع المناقشات حول الإعفاء من الديون بما يتفق مع مبادرة البلدان الفقيرة المثقلة بالديون”
وقال البيان ان كل من الولايات المتحدة وإسرائيل التزمت بالعمل مع شركائهما لدعم شعب السودان في تعزيز ديمقراطيته، وتحسين الأمن الغذائي ومكافحة الإرهاب والتطرف، والاستفادة من إمكاناتهم الاقتصادية.
و قال البيان ان القادة اتفقوا على تطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل وإنهاء حالة العداء بينهما. وان القادة اتفقوا على بدء علاقات اقتصادية وتجارية، مع التركيز الأولي على الزراعة كما اتفق القادة على أن تجتمع الوفود في الأسابيع المقبلة للتفاوض بشأن اتفاقيات التعاون في تلك المجالات وكذلك في مجال تكنولوجيا الزراعة والطيران وقضايا الهجرة وغيرها من المجالات لصالح الشعبين.
واشار البيان الى أن القادة عقدوا العزم على العمل معًا لبناء مستقبل أفضل وتعزيز قضية السلام في المنطقة وان هذه الخطوة ستعمل على تحسين الأمن الإقليمي وإطلاق فرص جديدة لشعب السودان وإسرائيل والشرق الأوسط وأفريقيا.
واختتم البيان بان “هذا الاتفاق التاريخي هو شهادة على النهج الجريء والرؤية للقادة الأربعة. أعرب رئيس الوزراء نتنياهو، والرئيس البرهان، ورئيس الوزراء حمدوك عن تقديرهم للرئيس ترامب لنهجه البراجماتي والفريد من نوعه لإنهاء النزاعات القديمة وبناء مستقبل سلام وفرص لجميع شعوب المنطقة”
وكانت إذاعة “كان” الإسرائيلية قد قالت إن وفداً إسرائيلياً قام بزيارة نادرة للسودان يوم الأربعاء 21 أكتوبر لبحث تطبيع العلاقات، وذلك في الوقت الذي توقع فيه وزير المخابرات إيلي كوهين تحقيق انفراجة دبلوماسية محتملة بين البلدين، وقال كوهين للقناة (13) الإخبارية الإسرائيلية إنه يعتقد بأن إسرائيل “قريبة جداً من تطبيع العلاقات مع السودان”.
وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو يوم الأربعاء، إن الولايات المتحدة بدأت عملية رفع اسم السودان من قائمتها للدول الراعية للإرهاب كما تعمل “بدأب” لدفع الخرطوم للاعتراف بإسرائيل، ولم يفصح بومبيو عما إذا كان رفع اسم السودان سيكون مشروطاً بموافقته على تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وقال وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي أوفير أكونيس إن عدة دول مرشحة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل. ولم يحدد تلك الدول، قائلا إن ما جرت عليه العادة هو ترك الإعلان الرسمي الأول عن الأمر في يد واشنطن.
لكن السفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان لم يشر إلى أي انفراجة دبلوماسية عاجلة. وقال أمام مؤتمر استضافته صحيفة هايوم الإسرائيلية ومنتدى كوهيليت للسياسات “مزيد من الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية ستطبع وتعمل على إقامة سلام مع إسرائيل، ما من شك لدي، هذا أمر مؤكد. كم العدد وبأي ترتيب، أعتقد أن على الجميع الانتظار ليروا”.
كان وزير إسرائيلي توقع أن تكشف الولايات المتحدة عن دولة عربية أخرى بخصوص تطبيع العلاقات مع إسرائيل، قبيل الانتخابات الأمريكية المرتقبة مطلع الشهر المقبل، حسب تقرير لصحيفة جيروزالوم بوست
واللافت أن مواقع تتبع الرحلات الجوية أظهرت، الأربعاء، رحلة خاصة من مطار بن غوريون إلى الخرطوم، في خطوة اعتبرها البعض علامة على ازدهار العلاقات بين إسرائيل والسودان، وهذه هي المرة الثانية التي يتم فيها رصد مثل هذه الرحلة، إذ أن الأولى كانت تقل مساعدات طبية إلى السودان، حسب جيروزالوم بوست.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عبر حسابه على “تويتر”، الإثنين الماضي، رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، بعد أن تدفع الخرطوم 335 مليون دولار لــ”ضحايا الإرهاب الأمريكيين وعائلاتهم”، كما كشفت وزيرة المالية السودانية، هبة محمد، عن أن الخرطوم حوّلت إلى واشنطن التعويضات المالية المستحقة لضحايا تفجيرات المدمرة “يو أس كول” (2000) والسفارتين الأمريكيتين في كينيا وتنزانيا (1998).