إسراء وسولافة.. حكاية صحفيتين صديقتين مع الاعتقال والحبس والتدوير: ماعملناش حاجة نتكسف منها.. مفيش على راسنا بطحة
كتب- حسين حسنين
في يوم 30 أغسطس الماضي، وبعد 3 أيام فقط من أخر جلسات تجديد حبس سولافة في قضيتها المحبوسة على ذمتها منذ نوفمبر الماضي، فوجئ المحامون بوجود المصورة الصحفية سولافة مجدي، في مقر نيابة أمن الدولة العليا، علموا بعد ذلك بأنه للتحقيق معها في قضية جديدة، تحمل رقم 855 لسنة 2020 حصر أمن دولة عليا.
لم تكن تعلم سولافة في هذه اللحظة أن صديقتها إسراء عبد الفتاح والتي تجمعهما صداقة منذ سنوات طويلة ستكون في اليوم التالي – 31 أغسطس – متهمة على نفس القضية وذلك بعد حوالي 8 أيام من أخر جلسات تجديدها على قضيتها الأولى والتي كانت بتاريخ 23 أغسطس، ليصبح الأمر بأن صديقتين اعتقلا في قضية واحدة، ثم تم تدويرهما على نفس القضية معا.
قصة الصديقتين الصحفيتين، بدأت في 13 أكتوبر أكتوبر 2019، عندما اعتقلت قوات الأمن الصحفية والناشطة البارزة إسراء عبد الفتاح من الشارع بعد توقيف سيارتها في حي الدقي، واختفت ليلتها وظهرت في اليوم التالي في مقر نيابة أمن الدولة العليا متهمة في القضية رقم 488 لسنة 2019 أمن دولة.
وبعد حوالي 5 أسابيع من اعتقال إسراء وتحديدا يوم 26 نوفمبر، جاء الدور على صديقتها المصورة الصحفية سولافة مجدي، التي ألقت قوات الأمن القبض عليها مع زوجها المصور حسام الصياد.
واجهت سولافة نفس الاتهامات على نفس القضية التي تحمل رقم 488 لسنة 2019، بنشر وبث أخبار وبيانات كاذبة، إساءة استخدام وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي “فيسبوك” ومشاركة جماعة إرهابية مع العلم والترويج لأغراضها.
كان المحامي الحقوقي خالد علي، شاهدا على أداء سولافة في دفاعها عن نفسها خلال جلسة التحقيق، وتحولها من شخص لديه صدمة مما يحدث والتحقيق معه في قضية جديدة، إلى شخص يدافع عن نفسه بقوة وثبات.
وقال علي “سولافة رفضت الإجابة على أغلب الأسئلة، وتمسكت بالحق في الصمت، ولما المحقق سألها ليه، قالت له لإنه مفيش فرق بين تحقيق القضية القديمة والقضية الجديدة، الأولى اتكلمت فيها وجاوبت على كل الأسئلة ولسه محبوسة أنا وزوجى وإبنى محروم مننا، والجديدة غالباً هتحبس فيها فمفيش فرق بين الكلام وعدم الكلام، هسيب الأمر لربنا يدبره بمعرفته”.
أما إسراء عبد الفتاح، فقد أشار المحامي الحقوقي نبيه الجنادي إلى أسلوبها القوي في الدفاع عن نفسها خلال جلسة التحقيق معها في القضية الجديدة.
وقال “إسراء دافعت عن نفسها بشكل رائع وأثبتت أنها ليس لها علاقة بأي جماعة إرهابية أو إنها شاركت في أي اتفاق، وأنها محبوسة احتياطيًا وغير مسموح لها بالتريض مع أي شخص، وأنها ممنوعة من الزيارات منذ شهر مارس الماضي”.
وأضاف “إسراء كانت بتوصل رسالة لوالدتها وأهلها إنها مش مرعوبة وإنها ثابتة وقوية، وأنها مش علي راسها بطحة عشان تترعب”.
يذكر أن القضية 855 لسنة 2020 حصر أمن دولة عليا، تضم على ذمتها عدد أخر من المحامين الحقوقيين البارزين والنشطاء، المحامي الحقوقي عمرو إمام والناشط اليساري أشرف الحفني والمحامي الحقوقي محمد الباقر والناشط محمد صلاح ورضوى محمد.
ويواجه جميع المتهمين في القضية الجديدة اتهامات متشابهة بقضاياهم المحبوسين على ذمتها، بتهم النشر وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وبعضهم متهم بالانضمام لجماعة إرهابية مع العلم بأغراضها، والاشتراك في اتفاق جنائي الغرض منه ارتكاب جريمة إرهابية من داخل السجن.