تطورات لبنان| الحريري يستبق زيارة ماكرون بتسمية أديب رئيسا للحكومة.. ونصر الله يرحب بـ”العقد السياسي الفرنسي”.. وعون: حان وقت التغيير لدولة مدنية
أعلن رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق سعد الحريري، اليوم الاثنين، تسمية السفير اللبناني في ألمانيا مصطفى أديب لتشكيل الحكومة الجديدة.
وقال الحريري، بعد اجتماع مع الرئيس ميشال عون في قصر بعبدا، إن الحكومة الجديدة يجب أن تتشكل سريعا من وزراء اختصاصيين، مضيفا أن “أهدافها يجب أن تتضمن إعادة إعمار بيروت خاصة بعد التفجير وتحقيق الإصلاحات المالية والاقتصادية والوصول الى اتفاق سريع مع صندوق النقد ليدعم المجتمع الدولي بلدنا لنسيطر على الانهيار الحاصل”.
ولفت إلى أن “كل الكتل النيابية تعرف أنه من أجل الوصول إلى الهدف يجب أن تشكل الحكومة من أشخاص معروفين بالكفاءة والنزاهة والاختصاص وأن تتشكل بسرعة وتصيغ بيانها بشكل أسرع، مشيرا إلى أن كافة الكتل النيابية أعلنت نيتها أقصى التعاون لتنفيذ الإصلاحات.
وأشار الحريري إلى أن “البلد ليس بحاجة إلى مناورات بل إلى أن يلتقي مع مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي يعمل مع المجتمع الدولي ليقوم لبنان من الركام وحتى تحصل إصلاحات حقيقية وأن يكون هناك برنامج مع صندوق النقد”، مضيفا: “رأينا ماذا حصل في البلد بسبب غياب التعاون بين الأفرقاء السياسيين. التجربة السابقة فاشلة، ولا يوجد فريق سياسي أكبر من مطالب الشعب وحاجة الشعب إلى الحلول”.
وكان رئيس وزراء لبنان الأسبق، والقيادي البارز في “تيار المستقبل”، فؤاد السنيورة، أعلن أمس الأحد، اتفاق رؤساء الحكومات السابقة (أقطاب الطائفة السنية) على ترشيح السفير مصطفى أديب لقيادة الحكومة الجديدة، وذلك عقب عقد رؤساء الحكومة السابقين: نجيب ميقاتي، فؤاد السنيورة، سعد الحريري وتمام سلام، اجتماعا في “بيت الوسط”، عشية بدء الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة الجديدة.
وبدعم من “تيار المستقبل” والثنائي الشيعي “حزب الله” وحركة “أمل”، بالإضافة إلى “التيار الوطني الحر والاشتراكي، وقع الاختيار على أديب لرئاسة الحكومة اللبنانية خلفا لحسان دياب.
وتقدم أديب، بالشكر إلى كل من دعموه ورشحوه لمنصب رئيس الحكومة اللبنانية، وقال عبر صفحته الرسمية بموقع “تويتر”: “أتقدم بالشكر لدولة الرئيس سعد الحريري ولكل من طرح اسمي لرئاسة الحكومة اللبنانية”.
وتعهد الدبلوماسي اللبناني، في تغريدة عبر موقع التدوينات القصيرة “تويتر” بالعمل للنهوض بالدولة اللبنانية، حيث غرد “متعهدًا بالعمل على قدمٍ وساق للنهوض ببلدنا الغالي لبنان”.
والسفير أديب (48 عاما) يحمل دكتوراه في العلوم السياسية وهو أستاذ جامعي، عين سفيرا في ألمانيا العام 2013، وهو مستشار سابق لرئيس الوزراء الأسبق نجيب ميقاتي.
ويأتي اختيار هذه الشخصية غير المعروفة فيما سيعود الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لبيروت في زيارة ثانية منذ الانفجار بمرفأ المدينة في 4 أغسطس، والذي خلف 188 قتيلا على الأقل.
ولزيارة ماكرون، وفق الرئاسة الفرنسية، “هدف واضح وهو ممارسة الضغط حتى تتوفّر الشروط لتشكيل حكومة بمهمة محددة قادرة على الاضطلاع بإعادة الإعمار والاصلاح”، مع ضمان أن يلتزم المجتمع الدولي بدعم لبنان، وهو دعم مشروط بإجراء إصلاحات ضرورية وعاجلة للحصول على تمويل خارجي يساهم في إعادة تشغيل العجلة الاقتصادية.
واعتبر ماكرون أن “القيود التي يفرضها النظام الطائفي” في لبنان، أدت “إلى وضع يكاد لا يوجد فيه أي تجديد سياسي وحيث يكاد يكون هناك استحالة لإجراء إصلاحات”.
وتستمر زيارة ماكرون يومين وتتخللها لقاءات سياسية. ودعا ماكرون في زيارته الأولى إلى “ميثاق سياسي جديد” وإجراء إصلاحات عاجلة، ووعد بالعودة مطلع سبتمبر لـ”تقييم” التقدّم الذي تمّ إحرازه.
وتأتي الزيارة أيضا لمناسبة إحياء الذكرى المئوية الأولى لإعلان دولة لبنان الكبير خلال فترة الانتداب الفرنسي، وسيلتقي فور وصوله مساء الفنانة فيروز التي تعتبر رمزا لوحدة لبنان.
وأكد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، أن الحزب منفتح على مناقشة الاقتراح الفرنسي بشأن التوصل إلى “عقد سياسي جديد” في لبنان شرط أن يكون “بإرادة ورضا مختلف الفئات اللبنانية”.
وتابع نصر الله: “سمعنا دعوة من الرئيس الفرنسي في زيارته الأخيرة للبنان إلى عقد سياسي جديد”. مضيفا: “نحن منفتحون على أي نقاش هادف في هذا المجال لكن لدينا شرط أن يكون هذا النقاش وهذا الحوار اللبناني بإرادة ورضا مختلف الفئات اللبنانية”.
لكن نصر الله لم يتطرق إلى نوع التغييرات التي ينوي الحزب أخذها بالاعتبار، موضحا: “سمعنا في الأيام القليلة الماضية من مصادر رسمية فرنسية انتقادات حادة للنظام الطائفي في لبنان” الذي “لم يعد قادرا على حل مشاكل لبنان والاستجابة لحاجاته”.
وأشار الرئيس اللبناني ميشال عون، الأحد، إلى أن وقت التغيير حان داعيا الى إعلان لبنان “دولة مدنية” عشية زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي يدعو الى إصلاح النظام السياسي.
وقال عون في كلمة الى اللبنانيين في الذكرى المئوية لإعلان دولة لبنان الكبير: “لأنني مؤمن أن الدولة المدنية وحدها قادرة على حماية التعددية وصونها وجعلها وحدة حقيقية، أدعو الى إعلان لبنان دولة مدنية”.
وتعهد “الدعوة الى حوار يضم السلطات الروحية والقيادات السياسية توصلاً الى صيغة مقبولة من الجميع تترجم بالتعديلات الدستورية المناسبة”.
وتابع أن “تحوّل لبنان من النظام الطوائفي السائد الى الدولة المدنية العصرية، دولة المواطن والمواطنة، يعني خلاصه من موروثات الطائفية البغيضة وارتداداتها، وخلاصه من المحميات والخطوط الحمر والمحاصصة التي تكبّل أي إرادة بنّاءة وتفرمل أي خطوة نحو الإصلاح”.
وأوضح عون أن “شباب لبنان ينادون بالتغيير، أصواتهم تصدح في كل مكان تطالب بتغيير النظام، فهل نصغي إليهم؟ هؤلاء الشباب هم لبنان الآتي، ولأجلهم ولأجل مستقبلهم أقول نعم حان الوقت” لاتخاذ هذه الخطوة.