الاحتجاجات تنتشر في المدن الأمريكية وتغلق «البيت الأبيض» رغم اعتقال شرطي تسبب في وفاة رجل أسود.. (فيديوهات)
تحطيم نوافذ سيارات شرطة خلال الاحتجاجات.. وحاكم مينيسوتا يطالب بوقف الاضطرابات «حتى تأخذ العدالة مجراها»
كتبت- كريستين صفوان ووكالات
وجهت السلطات في مدينة منيابوليس الأمريكية تهمة القتل لأحد أفراد شرطة المدينة بعد أن ظهر في تسجيل مصور وهو يضغط بركبته على عنق رجل أسود أعزل مما تسبب في وفاته، في واقعة أطلقت شرارة احتجاجات عنيفة على مدى أربع ليال.
وبعد يوم من الواقعة، ألقت السلطات القبض على الشرطي ديريك تشوفين بتهمة القتل من الدرجة الثالثة والقتل غير العمد لتسببه في وفاة جورج فلويد (46 عاما) يوم الاثنين. وقد أقالت السلطات الشرطي وثلاثة من زملائه شاركوا في الواقعة.
وفي لقطات مصورة التقطها أحد المارة بهاتفه المحمول وانتشرت على الإنترنت على نطاق واسع، ظهر الشرطي وهو يضغط بركبته على رقبة فلويد الذي كان يحاول التنفس ويتأوه قائلا من فضلك، لا أستطيع التنفس» في حين تجمع حشد من المارة وصاحوا في وجه أفراد الشرطة لتركه وشأنه.
وبعد عدة دقائق بدا فلويد بلا حراك ثم أعلنت وفاته لاحقا في أحد المستشفيات.
وأشعل المقطع المصور فتيل غضب يقول ناشطون في مجال الحقوق المدنية إنه يستعر منذ وقت طويل في منيابوليس وعدد من المدن في أنحاء البلاد بسبب التحيز العنصري المستمر في نظام العدالة الجنائية الأمريكي، وفقا لرويترز.
وذكرت شبكة «سي إن إن» الإمريكية أن المظاهرات في أتلانتا تحولت إلى حالة من العنف أسفرت عن تحطيم واجهة مقر الشبكة الرئيسي في المدينة، إثر مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين.
وتحطمت نوافذ العديد من سيارات الشرطة قرب المقر الرئيسي لـ«سي إن إن» في أتلانتا بولاية جوروجيا، تزامنا مع المظاهرات المنددة بمقتل «فلويد». وأظهرت لقطات حية لحظة اندلاع النار في سيارة قرب مبنى «سي إن إن»، فيما وصف مراسل الشبكة نيك فالنسيا المشهد على الأرض، قائلا إن 7 متظاهرين على الأقل ألقي القبض عليهم.
وقالت تقارير في وسائل إعلام أمريكية إن البيت الأبيض خضع لإجراءات غلق بعد تجمع عدد من المتظاهرين حوله. لكن شبكة «سي إن إن» أفادت السبت أنه قد أُعيد فتح أبواب البيت الأبيض، بعد إغلاقها لوقت قصير مع وصول مظاهرات احتجاجية ضد قتل شرطي للأمريكي الأسود جورج فلويد، إلى محيطه.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه تحدث مع أسرة فلويد وأعرب لهم عن بالغ أسفه لما حدث.
ووجه المدعون في مقاطعة هينبين الاتهامات للشرطي بعد ليلة ثالثة من الحرق والنهب والتخريب أضرم فيها المحتجون النار في مركز للشرطة مما استدعى نشر الحرس الوطني للمساعدة في إعادة النظام في أكبر مدن ولاية مينيسوتا.
وكانت السلطات تأمل أن يؤدي اعتقال الشرطي إلى تهدئة الغضب العام ووقف الاضطرابات المستمرة. لكن في تحد لحظر التجول الذي فرضه رئيس بلدية المدينة جيكوب فراي اعتبارا من الثامنة مساء، اشتبك نحو 500 متظاهر مع شرطة مكافحة الشغب مجددا مساء يوم الجمعة أمام أحد مراكز الشرطة.
ويفترض أن يستمر حظر التجول في المدينة يومي الجمعة والسبت من الثامنة مساء وحتى السادسة صباحا.
وأقامت الشرطة منطقة عازلة حول المركز وأطلقت الغاز المسيل للدموع والأعيرة المطاطية وقنابل الصوت لتفريق الحشد.
وفي وقت لاحق تجمع حشد قرب مركز آخر للشرطة التي استخدمت أيضا الغاز المسيل للدموع والأعيرة المطاطية لفض التجمهر. وأضرمت النيران في بنك قريب ومكتب للبريد.
وقال مايك فريمان ممثل الادعاء لمقاطعة هينبين إن أحد الأدلة الرئيسية في القضية هو المقطع المصور الذي ظهر فيه الشرطي تشوفين وهو يتعامل مع فلويد بعنف.
وأضاف فريمان أن التحقيق مستمر مع تشوفين الذي قد يحكم عليه بالسجن 25 عاما في حالة إدانته. وأشار ممثل الادعاء إلى أنه يتوقع توجيه اتهامات للضباط الثلاثة الآخرين.
وأعادت وفاة فلويد إلى الأذهان واقعة مقتل رجل أسود أعزل آخر في مدينة نيويورك يدعى إريك جارنر والذي لفظ أنفاسه الأخيرة بعد أن طرحه أحد أفراد الشرطة أرضا وخنقه مما جعله يردد نفس العبارة «لا أستطيع التنفس».
وأعلن تيم والز حاكم مينيسوتا حالة الطوارئ واستدعى الحرس الوطني للولاية. وقال إنه لا بد أن تتوقف الاضطرابات «حتى تأخذ العدالة مجراها».
ونشر متظاهرون في مدينة منيابوليس الأمريكية مقطع فيديو يظهر أفراد من طائفة الأميش ينضمون للاحتجاجات المنددة بمقتل جورج فلويد. ويشار إلى أن أعضاء طائفة الأميش المنحدرة من البروتستانت تعيش في عزلة عن العالم ويتنقلون بعربات تجرها الخيول وينبذون التلفزيون والكمبيوتر والكهرباء.
وقال كير ستارمر، وهو زعيم حزب العمل البريطاني، عبر حسابه على موقع تويتر: «يجب ألا يصبح جورج فلويد مجرد اسم آخر.. يجب أن يكون موته حافزا للتغيير»، مضيفا: «من أجل بناء مجتمع أفضل، يجب أن نقف معا ضد العنصرية والظلم».
وعبر وسم حمل اسم جورج فلويد، قال طبيب طواريء يدعى روب ديفيدسون: «كطبيب ER لمدة عقدين أعرف ذلك.. جورج فلويد قُتل»، مشددا على أن فلويد لم يمت بسبب أمراض القلب أو المسكرات، بل مات لأن «ديريك تشوفين قتله»، لافتا إلى أن الضابط ألقى فلويد أرضا على صدره ووضع ركبته على عنقه.