وسط انتهاكات إسرائيلية.. وسطاء يكثفون الجهود الدبلوماسية لإبعاد شبح الانهيار عن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

وكالات

قال مسعفون إن ثلاثة فلسطينيين استشهدوا بنيران إسرائيلية قرب خط وقف إطلاق النار في غزة يوم الاثنين، في وقت من المتوقع أن يحاول فيه مبعوثان أمريكيان في إسرائيل دعم الهدنة الهشة التي تواجه أخطر اختبار لها حتى الآن.

وقال مسؤول فلسطيني مقرب من محادثات وقف إطلاق النار إن وسطاء عربا والولايات المتحدة سيكثفون جهودهم يوم الاثنين بعد المساعدة في استعادة الهدوء في القطاع بعد يوم من القصف المكثف الذي أسفر عن مقتل 44 وفقا للسلطات الصحية في القطاع.

وأعلنت إسرائيل أنها شنت غارات على القطاع يوم الأحد ردا على هجوم أدى إلى مقتل جنديين كانا يعملان داخل خط الانتشار المتفق عليه في رفح جنوب قطاع غزة، فيما وصفته بأنه انتهاك صارخ من حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) للهدنة، التي تنفي صلتها بالهجوم.

رغم تكرار وقائع العنف في الأسبوع الذي أعقب اتفاق وقف إطلاق النار، من المتوقع أن يدفع المبعوثان الأمريكيان ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تجاه بدء المرحلة الثانية من الخطة.

وقالت سلطة المطارات الإسرائيلية يوم الاثنين إن من المقرر أن يزور جيه.دي فانس نائب الرئيس الأمريكي إسرائيل يوم الثلاثاء.

وواقعة يوم الاثنين في حي التفاح في مدينة غزة هي الأحدث على طول “الخط الأصفر” الذي يرسم حدود الانسحاب العسكري الإسرائيلي داخل قطاع غزة من المناطق المأهولة الرئيسية، مما أثار مخاوف جديدة بين السكان.

وقالت السلطات الصحية في القطاع إن نيران الدبابات الإسرائيلية قتلت ثلاثة. وقال الجيش الإسرائيلي إن القوات الإسرائيلية أطلقت النار على مسلحين عبروا الخط الأصفر للقضاء على ما شكلوه من تهديد.

وذكر شهود في وقت لاحق أن قصفا من دبابات إسرائيلية وقع في وسط قطاع غزة شرقي دير البلح.

وعبر سكان مدينة غزة عن شعورهم بالارتباك فيما يتعلق بمكان امتداد الخط، إذ تتوفر خرائط إلكترونية لكن دون وضع إشارات فعلية على الأرض في معظم المسار.

وقال سمير (50 عاما) ويعيش في حي التفاح “كل المنطقة والبلد صارت ركام وأنقاض، صحيح شفنا الخرايط بس شو يعرفنا شو هاي الخطوط بتعني”.

ونشر الجيش الإسرائيلي يوم الاثنين فيديو يظهر الجرافات وهي تسحب الكتل الصفراء إلى مكانها لتحديد الخط.

وقالت إسرائيل وحماس إنهما لا تزالان ملتزمتين بوقف إطلاق النار بعد ما حدث يوم الأحد. وقالت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحماس، إنها لم تكن على علم بالاشتباكات في رفح، ولم تكن على اتصال مع مجموعات هناك منذ مارس.

وتحدثت حماس بالتفصيل عما قالت إنه سلسلة من الانتهاكات الإسرائيلية التي قالت إنها أدت إلى استشهاد 46 شخصا ومنع وصول الإمدادات الأساسية إلى القطاع.

وحذر يسرائيل كاتس وزير الدفاع الإسرائيلي من مغبة عدم مغادرة أي مسلحين من حماس على الفور للمناطق من القطاع التي ما زالت تخضع لسيطرة إسرائيل وقال إن أي فرد منهم يبقى خلف الخط الأصفر سيستهدف دون سابق إنذار.

ورغم تهديد سابق بمنع دخول الإمدادات إلى قطاع غزة بسبب الانهيار المؤقت لفترة وجيزة للهدنة، قالت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهي وحدة بالجيش الإسرائيلي مسؤولة عن تنسيق إدخال المساعدات للقطاع، يوم الاثنين إن قوافل المساعدات ستستمر في دخول القطاع.

وقال ترامب إن وقف إطلاق النار الذي توسط فيه لا يزال ساريا. وقال إن قيادة حركة حماس قد لا تكون متورطة في الانتهاكات. وقال للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية “نعتقد أن القيادة (حماس) ربما ليست متورطة في ذلك”.

وقالت مصادر أمريكية وإسرائيلية إن زيارة ويتكوف وكوشنر إلى إسرائيل كانت مقررة قبل تجدد أعمال العنف يوم الأحد. وتهدف الزيارة إلى مناقشة البدء في تنفيذ المرحلة التالية من خطة ترامب المعقدة لوقف إطلاق النار.

لكن من غير المرجح أن تعلن إسرائيل عن أي تقدم في المحادثات قبل أن تتسلم عددا إضافيا من رفات الرهائن، إذ إنها ترى أن حماس قادرة على تسليم ما يصل إلى ست جثث أخرى على الفور من إجمالي 16 جثة لا تزال في القطاع. وقد يصعب استعادة جثث أخرى بسبب الدمار.

وقالت حماس يوم الأحد إنها حددت موقع جثة لأحد الرهائن ستعيدها لإسرائيل إذا سمحت الظروف. وقالت هيئة البث الإسرائيلية (راديو كان) يوم الاثنين إن استعدادات تجري لنقل جثمان أحد الرهائن.

وذكرت حركة حماس في بيان أن من المقرر أن تستضيف مصر محادثات في القاهرة يوم الاثنين مع خليل الحية رئيس حركة حماس في غزة لمناقشة سبل متابعة تنفيذ وقف إطلاق النار.

وقال مسؤول فلسطيني مطلع إن وفد الحركة سيناقش سبل الدفع قدما بتشكيل هيئة تكنوقراط لإدارة قطاع غزة دون أن يكون هناك تمثيل لحماس بها.

وتريد إسرائيل طرد حماس من القطاع وهزيمتها تماما ونزع سلاحها لكن الحركة لم تقبل بذلك.

وترفض حماس وفصائل متحالفة معها أي إدارة أجنبية لقطاع غزة كما هو وارد في خطة ترامب المؤلفة من 20 نقطة. وترفض الحركة حتى الآن دعوات إلقاء السلاح مما قد يعقد تنفيذ الاتفاق.

ومع الغموض الذي يكتنف وضع الهدنة، يخشى سكان غزة من المعاناة من مزيد من العنف.

وقال أبو عبدالله، وهو رجل أعمال من مدينة غزة ونازح في وسط القطاع “حسيت وكأنه قلبي راح يسقط، وشعرت إنه الهدنة خلاص انهارت”.

وذكر في تصريحات نقلتها عنه وكالة رويترز عبر تطبيق للتواصل “اللي صار امبارح خلى الناس تجري زي المجانين يشتروا أكل وشرب، والتجار الجشعين الطماعين رفعوا الأسعار، شكلها الصفقة هشة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *