قطر تندد بتهديدات نتنياهو بعد هجوم إسرائيلي على قادة حماس في الدوحة
كتب – أحمد سلامة ووكالات
استنكرت دولة قطر بأشد العبارات تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي تضمنت تهديدات صريحة بانتهاك سيادة الدولة الخليجية، عقب الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف قادة حركة حماس في العاصمة الدوحة.
وجاءت تصريحات نتنياهو، التي ألقاها خلال كلمة مصورة، مهددة قطر والدول التي تستضيف قادة حماس بالقول: “إما أن ترحلوهم، أو تقدموهم للعدالة، أو سنفعل نحن ذلك”.. وأضاف نتنياهو، في محاولة لتبرير الهجوم، أن إسرائيل “تتصرف على غرار الولايات المتحدة بعد أحداث 11 سبتمبر، حين طاردت الإرهابيين وقتلت زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن”.
وردّت وزارة الخارجية القطرية بأن استضافة مكتب حركة حماس تمت في إطار جهود الوساطة التي طلبت من قطر، بمشاركة الولايات المتحدة وإسرائيل، مؤكدة أن المكتب ساهم في “تخفيف معاناة المدنيين الفلسطينيين والأسرى الإسرائيليين منذ السابع من أكتوبر 2023”.. واعتبرت الخارجية تصريحات نتنياهو “محاولة يائسة لتبرير جريمة أدانها المجتمع الدولي”، مستنكرة المقارنة بـ11 سبتمبر ووصفها بـ”المقارنة المغلوطة”.
واعتبرت الدوحة أن خطاب نتنياهو يعكس “اعتماداً على خطاب متطرف لحشد الأصوات الانتخابية”، وأنه “مطلوب للعدالة الدولية ويواجه عقوبات متزايدة يومياً، ما يعمق من عزلته على الساحة العالمية”.. وأضافت أن قطر “ستتخذ كافة التدابير اللازمة للدفاع عن سيادتها وأراضيها، ولن تدخر جهداً لمحاسبة نتنياهو ووقف ممارساته المتهورة”.
الهجوم الإسرائيلي على الدوحة، الذي أعلن عنه الجيش الإسرائيلي الثلاثاء، أسفر عن مقتل عدد من المرافقين وتعرض بعض قادة حماس لمحاولة اغتيال، فيما نجت قيادات الحركة الرئيسية، وأدى إلى إدانة قطر واحتفاظها بحق الرد.
ووسط التوترات، أبرزت وسائل الإعلام الدولية والخبراء مخاطر هذا التصعيد على جهود الوساطة في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة وتحرير الرهائن، إذ قد تدفع قطر إلى الابتعاد عن دورها الوسيط، ما يعقّد جهود التهدئة ويهدد استقرار المنطقة.
ويأتي الهجوم الإسرائيلي في ظل استمرار العمليات العسكرية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023، التي خلفت أكثر من 64 ألف شهيد فلسطيني، غالبيتهم من النساء والأطفال، إلى جانب مئات آلاف النازحين، في واحدة من أعنف الحروب التي تشهدها المنطقة.
