نقابة الصحفيين تستضيف فعالية “الحرية للأسرى البواسل”: دعوات لتوثيق الجرائم الصهيونية ومواجهة مخططات التهجير
كتب – أحمد سلامة
استضافت نقابة الصحفيين المصريين، مساء الأحد، فعالية بعنوان “الحرية للأسرى البواسل.. من فلسطين إلى مصر.. المسافة صفر”، برعاية النقيب خالد البلشي، وبمشاركة عدد من الشخصيات السياسية والأكاديمية والثقافية، إلى جانب الأسير الفلسطيني المحرر أسامة الأشقر، الذي استعرض تجربته الإنسانية والنضالية داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وقال خالد البلشي، نقيب الصحفيين، إن الوقوف هذه المرة في النقابة يحمل طابعًا مختلفًا، إذ يحتفي بتجربة أسامة الأشقر الذي يمثل نموذجًا لمعاناة آلاف الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال.. مضيفا “نحن لا نتحدث عن أرقام، بل عن بشر لهم أحلامهم وطموحات، يصرون على الحياة ويجسدون النضال الفلسطيني المستمر”.
وأشار البلشي إلى أن أكثر من 62 ألف حياة فلسطينية فقدت جراء جرائم الاحتلال، مؤكدًا ضرورة توثيق هذه المأساة.
وأعلن عن إطلاق مبادرة “العدالة لشهداء الصحافة الفلسطينية”، التي تشمل تشكيل لجنة لرصد الجرائم الإسرائيلية ضد الصحفيين، وإعداد خريطة تفاعلية وأرشيف وثائقي، داعيًا الصحفيين المصريين والعرب إلى تخصيص أسبوع لكتابة تقارير تكشف جرائم الاحتلال وتدعم القضية الفلسطينية.. مؤكدا التنسيق مع منظمات دولية لملاحقة المسؤولين الإسرائيليين أمام القضاء الدولي.
من جانبه، دعا الأسير المحرر أسامة الأشقر زملاءه الأسرى المحررين للصعود إلى المنصة، مؤكدًا أن كل واحد منهم يمثل قصة ومعاناة تستحق أن تُروى. وقال: “أتيتكم بذاكرة لا يمكن أن تقيدها جدران، وبلسان لم تفلح سنوات السجن في إسكات نبضه، فالكتابة في الأسر فعل حياة يوازي إطلاق الرصاص”.
وأوضح الأشقر أنه يتحدث باسم أكثر من 11 ألف أسير، بينهم 400 طفل و700 حالة مرضية، مشددًا على أن الأسرى ليسوا مجرد أرقام بل بشر لهم أحلامهم وطموحاتهم.. مضيفا “ما يجري الآن ليس معركة حدود بل معركة وجود.. من فلسطين إلى مصر المسافة صفر”.
وقال د. محمد غريب، أمين سر حركة فتح بالقاهرة، إن نحو مليون فلسطيني تعرضوا للاعتقال منذ عام 1967، ما جعل كل بيت فلسطيني يعرف معنى الأسر ومعاناته.
وأشاد بتجربة أسامة الأشقر الذي حوّل سنوات السجن إلى نصوص أدبية تكشف حجم المعاناة وتؤكد قدرة الأسرى على المقاومة بالكلمة.
من جهته، حذر د. طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، من مخطط إسرائيلي إجرامي يستهدف تهجير الفلسطينيين وفرض وقائع جديدة على الأرض.. قائلا إن الاحتلال يسيطر على أكثر من 45% من مساحة غزة حتى فجر اليوم، وإن المفاوضات الجارية تتم تحت القصف.
وأشار فهمي إلى أن مسألة التهجير إلى سيناء طُرحت في عهد الرئيس الراحل حسني مبارك الذي رفضها قاطعًا، لكن ما يزال هناك أكثر من 32 مشروعًا يستهدف طرد الفلسطينيين من أراضيهم.. منبها إلى أن “هذه المساعي تمثل خطرًا جسيمًا ليس على الواقع الفلسطيني فقط، بل على استقرار المنطقة بأكملها، وهو ما يستدعي موقفًا عربيًا موحدًا”.
وخلال كلمته، أكد محمود كامل، عضو مجلس نقابة الصحفيين، أن المخططات الإسرائيلية الحالية تستوجب تكاتفًا حقيقيًا من جميع القوى الوطنية والعربية لمواجهتها. وقال: “مشروع التهجير الصهيوني لا يهدد الفلسطينيين وحدهم بل يهدد المنطقة بأكملها، والمعركة هي معركة كل من يؤمن بعدالة القضية الفلسطينية”.
بدوره، شدد د. حيدر الجبوري، مدير إدارة شؤون فلسطين بجامعة الدول العربية، على أن فلسطين تمثل خط المقاومة الأول في مواجهة المشروع الإسرائيلي الذي يستهدف الأمن القومي العربي.
كما أشاد بتجربة أسامة الأشقر وما تحمله من وثائق مهمة، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية بند دائم على أجندة الجامعة.
وأشار إلى أن الأمانة العامة وثّقت الجرائم المرتكبة بحق الأسرى في تقاريرها ومشروعاتها التوثيقية، كما أنشأت صندوقًا لدعمهم وإعادة تأهيلهم، ونظمت إصدارات عدة تسلط الضوء على معاناة الأسرى وتكشف الانتهاكات الجسيمة التي يتعرضون لها داخل السجون.
الفعالية التي جمعت رموزًا نقابية وأكاديمية وسياسية مصرية وعربية، أكدت أن قضية الأسرى الفلسطينيين هي عنوان لصمود الشعب الفلسطيني ورمز للمقاومة المستمرة، وسط دعوات لتوثيق الجرائم الإسرائيلية، ودعم الأسرى، ومواجهة مخططات التهجير بموقف عربي موحد.

