المكتب الإعلامي لحكومة غزة يرد على الاحتلال: بيانكم قفزة في الهواء وسردياتكم مضللة.. أنتم توثقون جريمة التجويع بأيديكم

كتب – أحمد سلامة

اتهم المكتب الإعلامي الحكومي في غزة منسق أعمال حكومة الاحتلال بمحاولة التغطية على “جريمة موثقة دولياً” تتمثل في تجويع سكان القطاع البالغ عددهم أكثر من 2.4 مليون إنسان، واصفاً بيانه الأخير بأنه “قفزة في الهواء” و”سرديات مضللة” تستند إلى حالات فردية مختارة “بطريقة غبية وفاشلة” للتعتيم على كارثة إنسانية كاملة.

وفي بيان نشره عبر قناته الرسمية على “تليجرام” صباح الثلاثاء، قال المكتب إن تقارير جميع المنظمات الدولية والأممية، بما فيها برنامج الغذاء العالمي و”أوتشا” ومنظمة الصحة العالمية، أكدت وصول مستويات الجوع وسوء التغذية في غزة إلى مراحل متقدمة من “المجاعة”، ووفاة مئات الأشخاص، بينهم عشرات الأطفال، بسبب الحصار الشامل ومنع دخول الغذاء والدواء.

ورفض المكتب مزاعم الاحتلال بأن بعض الضحايا كانوا يعانون أمراضاً مزمنة، مؤكداً أن القانون الدولي يحمّل قوة الاحتلال المسئولية عن توفير الغذاء والرعاية الطبية، وأن موت هؤلاء المرضى جاء نتيجة مباشرة لسوء التغذية ونقص الدواء بفعل الحصار.

وأشار البيان إلى أن أرقام وزارة الصحة الفلسطينية دقيقة وموثقة، وأن الارتفاع في أعداد الوفيات طبيعي في ظل استمرار الحصار ومنع الغذاء، موضحاً أن الوفيات بسبب الجوع ارتفعت من 4 حالات في الأشهر الأولى للحرب إلى 50 حالة بعد تشديد الحصار، ثم إلى 168 حالة بعد منع إدخال الغذاء بشكل كامل منذ 2 مارس 2025.

واتهم المكتب الاحتلال بتدمير مصادر الغذاء في القطاع منذ اليوم الأول للحرب، عبر إغلاق المعابر ومنع المساعدات وتدمير المزارع والمخازن والمخابز، ما أدى لانهيار الإنتاج الزراعي من 405 آلاف طن سنوياً إلى 28 ألف طن فقط، إضافة إلى القضاء على 665 مزرعة لتربية الأبقار والأغنام والدواجن، واستهداف قوافل الإغاثة وسرقة محتوياتها. كما تعمد قصف 44 تكية طعام وقتل عشرات العاملين فيها، واستهداف 57 مركزاً لتوزيع الغذاء، وإطلاق النار على طوابير المنتظرين للحصول على المساعدات.

وأوضح البيان أن وزراء في حكومة الاحتلال اعترفوا علناً بسياسة الحصار والتجويع، مستشهداً بتصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي ووزراء آخرين أعلنوا فيها منع دخول “حبة قمح واحدة” إلى غزة، ووصلت بعض التصريحات إلى حد الدعوة لاستخدام القنبلة النووية ضد القطاع.

ورغم السماح بدخول بعض الشاحنات يوم 27 يوليو 2025 تحت ضغط دولي، أشار المكتب إلى أن الاحتلال ما زال يمنع أكثر من 430 صنفاً غذائياً، بينها اللحوم والأسماك والألبان والخضروات والفواكه المجمدة، بينما يواصل منع دخول الصحفيين الأجانب ومسئولي وسائل الإعلام الدولية منذ بدء الحرب.

وأضاف أن الرأي العام العالمي بات يدرك زيف رواية الاحتلال، وأن صور المجاعة والدمار الموثقة بالصوت والصورة وشهادات الوفود الدولية نسفت سردياته، حتى أصبح رمزاً لـ”الجرائم المنظمة والعزلة الدولية”، على حد وصف البيان.

واختتم المكتب بالقول إن الاحتلال “يستخدم الغذاء كسلاح حرب ويقتل المدنيين ببطء عبر التجويع والحصار”، في جريمة إبادة جماعية تستدعي تدخلاً دولياً عاجلاً لوقفها ومحاسبة مرتكبيها أمام العدالة الدولية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *