وزير صهيوني يدعو لدفع خطة تهجير سكان غزة بكل قوة: لا إعادة إعمار ولا دولة فلسطينية في الأفق

وكالات

في تصريحات تكشف الوجه الحقيقي لسياسات الاحتلال الإسرائيلي تجاه قطاع غزة، دعا وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين، إلى الدفع بـ”كل قوة” نحو تنفيذ خطة تهجير سكان القطاع، مؤكدًا أنه لا يوجد أي سيناريو لإعادة الإعمار في المستقبل القريب، في ظل الحرب المفتوحة التي يشنها الجيش الإسرائيلي على القطاع منذ 7 أكتوبر 2023.

كوهين، وهو أحد وزراء حزب الليكود الذي يقوده بنيامين نتنياهو، أدلى بتصريحاته خلال مقابلة مع القناة السابعة العبرية مساء الأربعاء، حيث أكد أن إسرائيل ماضية في خطتها لتفريغ القطاع من سكانه عبر “مديرية خاصة” أنشأتها وزارة الدفاع لهذا الغرض، مشيرًا إلى ضرورة التركيز على إخراج أكبر عدد ممكن من السكان “طوعًا”، على حد تعبيره.

الوزير الإسرائيلي أقر كذلك بأن بلاده قطعت كل مصادر الطاقة عن غزة، موضحًا: “الغاز لا يُضخ، الكهرباء قُطعت بقراري. وإن وُجد ضوء في غزة، فهو ناتج عن ألواح شمسية أو مصادر داخلية”. كما ألمح إلى استخدام “المياه كوسيلة عملياتية”، في خطوة تؤشر على مزيد من خنق الحياة في القطاع.

وفي ما يخص المفاوضات الجارية بشأن الأسرى، قال كوهين إنه لا يمكن وقف إطلاق النار إلا بعد إطلاق سراح “المختطفين”، وإن أي اتفاق لن يتم دونهم، مشيرًا إلى أن هذا جزء من خطة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف. وأضاف: “لن تنتهي المعركة في غزة إلا بعودة جميع المختطفين، وفي اليوم التالي لن يكون هناك حكم لحماس، لا أمنيًا ولا مدنيًا”.

وحول الموقف من خطة سلام إقليمية برعاية أمريكية، شدد كوهين على رفضه إقامة دولة فلسطينية حتى لو كان ذلك شرطًا للتطبيع مع السعودية، قائلاً: “إذا كان شرط السلام مع السعودية هو إقامة دولة فلسطينية – فأنا أتخلى عن هذا السلام”. وزعم أن “هذه أرض أجدادنا، ولن نفرّط بأمننا”، مشيرًا إلى أنه يمكن التوصل إلى اتفاقيات سلام دون تقديم تنازلات، كما حدث مع الإمارات والبحرين والمغرب.

تأتي هذه التصريحات في وقت تواصل فيه إسرائيل حربها على قطاع غزة للشهر التاسع على التوالي، في ظل تجاهل واضح للنداءات الدولية وأحكام محكمة العدل الدولية، وسط دعم أمريكي متواصل، وأساليب توصف دوليًا بأنها تمثل “إبادة جماعية”. وتشير آخر التقديرات إلى أن الحرب خلّفت ما يزيد على 191 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، فضلًا عن 11 ألف مفقود ومئات آلاف النازحين الذين يعيشون في ظروف كارثية وسط مجاعة تهدد من تبقى على قيد الحياة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *