مجزرة المساعدات تتكرر: الاحتلال يقتل العشرات من منتظري الإغاثة ويصعّد القصف في عموم غزة
في حلقة جديدة من سلسلة المجازر المتواصلة، ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، جريمة مروعة بحق المدنيين الفلسطينيين خلال انتظارهم للمساعدات الإنسانية في جنوب قطاع غزة، حيث ارتقى 76 شهيدًا على الأقل، معظمهم في خان يونس ورفح، بينما تجاوز عدد المصابين حاجز الـ200، بينهم حالات حرجة، وفق ما أعلنت وزارة الصحة في غزة.
وأكدت الوزارة أن أكبر المجازر وقعت صباح اليوم في منطقة دوار التحلية بخان يونس، حين أطلق جنود الاحتلال النار بشكل مباشر على تجمع للمدنيين الذين كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات غذائية، مما أدى إلى سقوط 51 شهيدًا وأكثر من 200 جريح، تم نقلهم إلى مجمع ناصر الطبي الذي يعاني أصلاً من اكتظاظ شديد ونقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية.
كما استشهد خمسة آخرون برصاص الاحتلال قرب مركز توزيع للمساعدات غرب رفح، بينما تواصلت عمليات القصف المكثف على مناطق عدة في قطاع غزة، بما في ذلك قصف خيام النازحين والمنازل السكنية.
مستشفى العودة في النصيرات أعلن بدوره عن استقباله شهيدين وعشرات الإصابات، جراء استهداف شقة سكنية وتجمع للمواطنين على شارع صلاح الدين جنوب وادي غزة.
من جانبها، قالت منظمة الصحة العالمية إن “حوادث الإصابات الجماعية الأخيرة مرتبطة مباشرة بمواقع توزيع المساعدات”، مشيرة إلى أن معظم الجرحى أصيبوا بطلقات نارية، وهو ما يعزز الاتهامات باستخدام إسرائيل لهذه المواقع كـ”كمائن” دموية.
ومنذ 27 مايو الماضي، تجاوز عدد شهداء “كمائن المساعدات” 300 فلسطيني، في وقت تُحاصر فيه إسرائيل القطاع منذ أوائل مارس الماضي وتمنع دخول الغذاء والدواء والوقود، ما فاقم الكارثة الإنسانية إلى حد غير مسبوق.
ويواصل الاحتلال تصعيده العسكري على قطاع غزة، حيث أُعلن اليوم عن استشهاد طفلة برصاص طائرة مسيّرة في جباليا شمال القطاع، إضافة إلى سقوط شهداء في غارات وعمليات قصف عشوائي تطال المدنيين بشكل مباشر.
في ظل هذه الأوضاع، وجّهت وزارة الصحة نداء استغاثة عاجل إلى جميع الجهات الإنسانية والدولية لتأمين الإمدادات الطبية العاجلة ودعم الطواقم المنهكة في مواجهة تدفق الشهداء والمصابين بشكل يومي.

