تحرك في الكونجرس لوقف جنون الحرب: مشرعون يسابقون الوقت لمنع ترامب من ضرب إيران
كتب – أحمد سلامة
في خضم تصاعد المواجهة بين إسرائيل وإيران، بدأ السيناتور الديمقراطي تيم كين تحركًا تشريعيًا مفاجئًا، الإثنين، بتقديم مشروع قانون يهدف إلى كبح جماح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومنعه من شن أي عمل عسكري ضد إيران دون تفويض صريح من الكونجرس، وسط تنامي المخاوف من انزلاق الولايات المتحدة إلى حرب جديدة لا يمكن التنبؤ بعواقبها.
كين، المعروف بمواقفه المناهضة لتفرد السلطة التنفيذية في قرار الحرب، جدّد محاولاته لإعادة هذه الصلاحية إلى الكونجرس كما ينص الدستور الأمريكي، مشيرًا إلى أن تحركه يأتي في وقت حساس للغاية، مع تصاعد الأعمال العسكرية بين تل أبيب وطهران، واحتمال انجرار واشنطن إلى صراع إقليمي واسع.
وفي بيان شديد اللهجة، قال كين: “الدستور واضح. إعلان الحرب ليس من صلاحيات الرئيس، بل من مسؤولية الكونجرس. يجب ألا ندخل حربًا مع إيران ما لم يكن ذلك ضروريًا للغاية لحماية أمننا القومي، وبموافقة ممثلي الشعب”.. مؤكدًا أن التصعيد الحالي قد يؤدي إلى تورط سريع وخطير للولايات المتحدة في حرب لا نهاية لها.
التحرك في الكونجرس يتزامن مع تصعيد عسكري دراماتيكي في الشرق الأوسط، بعد أن شنت إسرائيل هجمات على منشآت إيرانية فجر الجمعة، زاعمة أنها تستهدف البرنامجين النووي والصاروخي لطهران.. وردّت إيران بضربات صاروخية، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين، وأثار صدمة في الأوساط الدولية، خاصة مع وقوع إصابات في صفوف المدنيين واستمرار تبادل النيران.
وبينما يحاول المجتمع الدولي تهدئة الأوضاع خلال قمة مجموعة السبع المنعقدة في كندا، خرج ترامب بتصريحات تزيد من تعقيد الأزمة، إذ أبدى دعمه الكامل للهجمات الإسرائيلية، نافيًا أي دور أمريكي مباشر فيها، لكنه في الوقت نفسه حذّر طهران من أي رد يستهدف المصالح الأمريكية، كما وجه تحذيرًا بضرورة إخلاء العاصمة الإيرانية على وجه السرعة.
وأعلن ترامب للصحفيين قبيل مغادرته إلى القمة: “آمل في التوصل إلى اتفاق، لكن في بعض الأحيان، لا بد من القتال حتى النهاية”، مضيفًا أن الإيرانيين “يريدون التفاوض” وأنه “آن الأوان” لذلك.
وفي تطور لافت، كشفت وسائل إعلام أمريكية أن ترامب أجرى محادثة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مقترحًا دورًا روسيًا في الوساطة لاحتواء التصعيد، في خطوة أثارت استياء شركاء واشنطن الأوروبيين.. كما رفض ترامب التوقيع على بيان مجموعة السبع حول الحرب، في موقف اعتبره مراقبون تأكيدًا على عزمه البقاء بعيدًا عن أي ضغوط دولية تقيد تحركات إسرائيل أو تدعو لوقف التصعيد.
ويعيد مشروع تيم كين الجديد إلى الأذهان مساعيه السابقة في 2020 عندما حاول تمرير قرار مماثل خلال ولاية ترامب الأولى، بعد اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني، غير أن القرار فشل حينها في تجاوز “فيتو” الرئيس.

