بيرني ساندرز يشن هجومًا حادًا على بنيامين نتنياهو.. ويطالب واشنطن بعدم التورط معه في حرب أخرى غير مشروعة سواء عسكريًا أو ماليًا
درب
شنّ السيناتور الأمريكي البارز بيرني ساندرز هجومًا جديدًا على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، متهمًا إياه ببدء الحرب الأخيرة مع إيران عبر تنفيذ عمليات وصفت بأنها “استفزازية” ومتعمدة، أبرزها اغتيال علي شمخاني، كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين.. وفي منشور نشره عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس”، قال ساندرز إن على الولايات المتحدة ألا تنجر إلى “حرب أخرى غير مشروعة مع نتنياهو، سواء عسكريًا أو ماليًا”.
تصريحات ساندرز تأتي في وقت تشهد فيه المنطقة تصعيدًا خطيرًا بين إسرائيل وإيران، عقب سلسلة هجمات متبادلة شملت عمليات اغتيال واستهداف بنى تحتية ومواقع عسكرية. ويؤكد ساندرز، وهو أحد أبرز وجوه الجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يتعمد إثارة الأزمات الإقليمية، بما في ذلك إفشال المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، محذرًا من الانسياق الأمريكي وراء سياسة إسرائيل الإقليمية العدوانية.
موقف ساندرز من السياسات الإسرائيلية لا يمثل تحولًا جديدًا في خطابه، بل يندرج ضمن مسار طويل من النقد العلني لسلوك الحكومات الإسرائيلية، خاصة فيما يتعلق بالسياسات تجاه الفلسطينيين. فقد برز ساندرز، وهو يهودي الديانة، كواحد من القلائل في الكونغرس الأمريكي الذين تحدثوا بصراحة عن مسؤولية إسرائيل في النزاع القائم، مع تحميل واشنطن مسؤولية التواطؤ من خلال الدعم العسكري والسياسي غير المشروط.
خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ الأمريكي في أبريل الماضي، تحدث ساندرز بلغة مباشرة عن حجم الدعم العسكري الذي قدمته واشنطن لتل أبيب، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة سلمت لإسرائيل أكثر من 50 ألف طن من المعدات العسكرية، وخصصت مساعدات تصل إلى 18 مليار دولار، استخدمت بحسب تعبيره في “تدمير غزة وقتل أكثر من 50 ألف فلسطيني”.. هذا التصريح شكّل أحد أبرز انتقادات رسمية داخل المؤسسة السياسية الأمريكية للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وبرغم أنه كان مرشحًا رئاسيًا في أكثر من مناسبة، فإن ساندرز لم يتردد في مواجهة التيار السائد داخل الحزب الديمقراطي، والذي غالبًا ما يدافع عن إسرائيل دون شروط. بل إن مواقفه دفعت بعض أعضاء الكونغرس والإعلام الأمريكي إلى اتهامه بـ”العداء لإسرائيل”، في حين يراه أنصاره ضميرًا تقدميًا يحاول إعادة تشكيل السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط على أسس العدالة والمحاسبة.
وقد سبق لساندرز أن دعا إلى ربط المساعدات الأمريكية لإسرائيل باحترام حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، وهو ما اعتبره مراقبون اقتراحًا غير مسبوق في السياسة الأمريكية الرسمية تجاه تل أبيب، كما رفض في أكثر من مناسبة استخدام التمويل الأمريكي في دعم ما وصفه بـ”الاحتلال غير القانوني”، مطالبًا بتجميد صفقات الأسلحة وفتح تحقيقات مستقلة في استخدام إسرائيل للقوة ضد المدنيين الفلسطينيين.
وفي ظل التطورات الحالية، تبدو تصريحات ساندرز جزءًا من نقاش داخلي يتصاعد في الولايات المتحدة حول علاقة واشنطن التاريخية بإسرائيل، خصوصًا مع ارتفاع أصوات داخل الحزب الديمقراطي تطالب بمراجعة شاملة للدعم غير المشروط لحكومة نتنياهو، والتي تتهم باتباع سياسات استيطانية وقمعية تزيد من حدة الصراع ولا تخدم المصالح الأمريكية في المنطقة.
ومع تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل، ووسط قلق دولي من انزلاق الأمور إلى مواجهة إقليمية واسعة، تكتسب مواقف ساندرز وزنًا متزايدًا في أوساط الرأي العام الأمريكي، لا سيما بين الأجيال الشابة والناخبين التقدميين الذين باتوا يضغطون على ممثليهم لإعادة النظر في السياسة الأمريكية التقليدية تجاه إسرائيل.

