هشاشة الجبهة الداخلية الإسرائيلية تثير موجة غضب بعد سقوط قتلى في ملجأ ضربه صاروخ إيراني
وكالات
في ظل التصعيد المتصاعد بين إسرائيل وإيران، لم تعد صفارات الإنذار مصدر القلق الوحيد للإسرائيليين، إذ تحوّلت الملاجئ – التي يفترض أن تكون ملاذًا آمنًا – إلى مصدر جديد للفزع، عقب مقتل أربعة أشخاص في مدينة بيتاح تكفا نتيجة إصابة مباشرة من صاروخ باليستي إيراني لأحد الملاجئ.
الحادثة فجّرت موجة غضب عارمة على منصات التواصل الاجتماعي، انعكست في شكل تساؤلات وانتقادات لاذعة حول مدى جهوزية الجبهة الداخلية، ومدى كفاءة البنية التحتية للحماية من الهجمات.
وفي تقرير بثته قناة الجزيرة، نقلت المراسلة فاطمة الخميسي صورًا ومشاهد تُجسّد حجم القلق في الداخل الإسرائيلي، خصوصًا بعد انتشار مقاطع مصوّرة من مدينة بني براك قرب تل أبيب. أحد المقاطع أظهر امرأة تصرخ غاضبة وتتهم السلطات بالتقصير والفساد بعد فشلها في دخول ملجأ مغلق، بينما كشف مقطع آخر عن ملجأ عام تحوّل إلى مستودع مليء بالصناديق، في مشهد عبّر عن انعدام الثقة في البنية التحتية الأساسية للحماية وقت الحرب.
ومع تصاعد هذه المشاهد، دخل الجدل إلى وسائل الإعلام الإسرائيلية، التي أفردت تغطيات موسعة واستضافت مختصين نفسيين، كما أعادت نشر تعليمات الدفاع المدني في محاولة لتخفيف حالة الذعر السائدة.
ورغم تركّز التغطيات الإعلامية على المواجهة مع إيران، لم تغب غزة عن النقاشات العامة، حيث ظل ملف الأسرى في قطاع غزة حاضرًا في البرامج الحوارية كجرح مفتوح لم يندمل، وعبّر أحد الضيوف في قناة إسرائيلية عن حجم الأزمة قائلاً: “لا يمكن الحديث عن الحصانة الوطنية بينما المختطفون ما زالوا في غزة، دون استعادة هؤلاء لا أمل في تعافي المجتمع الإسرائيلي”.
إلى ذلك، امتد الغضب الشعبي إلى تصريحات مثيرة للجدل أدلت بها وزيرة المواصلات ميري ريغيف، والتي دعت فيها إلى منع الإسرائيليين من مغادرة البلاد، بينما خاطبت من هم في الخارج برسالة استفزّت الكثيرين: “استمتعوا بأوقاتكم، اغتنموا الفرصة”. هذه التصريحات أثارت موجة جديدة من السخط، حيث تساءلت إحدى الناشطات بمرارة: “هل تدرك الوزيرة أن بعض الإسرائيليين عالقون في الخارج ولا يملكون ثمن العودة؟”.
وفي خضم هذا السجال المجتمعي المتصاعد، كشفت صحيفة “جيروزاليم بوست” عن تصاعد حاد في الهجمات السيبرانية على إسرائيل، التي ارتفعت بنسبة 700% تزامنًا مع القصف الإيراني، ما يعكس امتدادًا رقمياً للحرب يستهدف البنية التحتية السيبرانية والمفاصل الحيوية في البلاد.
وسط كل ذلك، تتزايد المؤشرات على أزمة ثقة متصاعدة بين الإسرائيليين ومؤسسات الدولة، في وقت تُختبر فيه الجبهة الداخلية كما لم تُختبر من قبل.

