تصريحات متضاربة.. نتنياهو يتوعد بـ”اجتياح شامل” لغزة ويُلمّح إلى هدنة مؤقتة: لا وقف لإطلاق النار حتى القضاء على حماس

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، إن قوات الاحتلال ستدخل قطاع غزة “بكل قوتها” خلال الأيام المقبلة، بهدف استكمال العمليات العسكرية، مؤكداً أن الهدف النهائي هو القضاء التام على حركة المقاومة الإسلامية “حماس”.

وأضاف نتنياهو في تصريحات صحفية: “يمكننا التوصل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار، لكننا سنعود للقتال وسنمضي قدمًا حتى النهاية”، في إشارة إلى إمكانية قبول تهدئة قصيرة الأمد لأغراض تبادل الأسرى أو لأسباب إنسانية، دون التراجع عن أهداف الحرب المعلنة.

تأتي تصريحات نتنياهو في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية على إسرائيل لوقف إطلاق النار، خاصة مع ارتفاع أعداد الضحايا المدنيين في القطاع، وتدهور الأوضاع الإنسانية إلى مستويات كارثية، وفق تقارير الأمم المتحدة.

وحسب وسائل إعلام، تشهد العلاقات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب توترًا غير مسبوق في ظل تصاعد الخلافات بين الطرفين بشأن عدد من الملفات الإقليمية الحساسة، وعلى رأسها الحرب الإسرائيلية على غزة، والتهديد الإيراني، وتعامل الولايات المتحدة مع جماعة الحوثي في اليمن.

وكشفت شبكة “إن بي سي نيوز” الأمريكية، نقلاً عن مسؤولين أمريكيين ودبلوماسيين من الشرق الأوسط، أن نتنياهو أبدى مؤخرًا انزعاجه الشديد من تصريحات ترامب، والتي اعتبرها مزعزعة لمواقف إسرائيل في ملفات حساسة.

وأوضحت الشبكة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي شعر بالغضب بعد تصريحات ترامب الأخيرة بشأن إمكانية السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم ضمن اتفاق نووي جديد، وهو ما يتعارض مع الموقف الإسرائيلي التقليدي الرافض لأي شكل من أشكال امتلاك طهران لقدرات نووية حتى ولو لأغراض مدنية.

ونقل وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، وفقًا للمصادر ذاتها، استياء نتنياهو إلى المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف خلال اجتماع في البيت الأبيض الأسبوع الماضي، مشيرًا إلى أن الموقف الأميركي الجديد يهدد بتقويض الأمن الإسرائيلي ويضعف الموقف التفاوضي أمام طهران.

الخلافات بين الطرفين لم تتوقف عند الملف الإيراني.. فقد أعرب ترامب في جلسات مغلقة عن إحباطه من قرار نتنياهو بدء هجوم عسكري جديد على غزة، واعتبر أن هذا التصعيد يتعارض مع خطته الخاصة لإعادة إعمار المنطقة، بل واصفًا العملية العسكرية بأنها “جهد ضائع” سيعقّد من فرص الوصول إلى حلول دائمة.

أما في الملف اليمني، فقد تفاقمت حدة التوتر بعد إعلان ترامب وقف الحملة العسكرية الأمريكية ضد الحوثيين، بعد قبول الجماعة المدعومة من إيران وقف هجماتها على السفن الأمريكية في البحر الأحمر.. وهو ما أثار غضب نتنياهو، خاصة أن الحوثيين استمروا في إطلاق الصواريخ تجاه إسرائيل، مما دفع الطيران الإسرائيلي للرد بهجمات على مطار صنعاء ومحطات حيوية داخل اليمن.

يأتي هذا التوتر في وقت حساس بالنسبة لنتنياهو الذي يسعى للحفاظ على صورة “رجل الأمن القوي” في الداخل الإسرائيلي، وسط انتقادات متصاعدة لطول أمد الحرب على غزة وتزايد الضغوط الدولية لوقفها. وفي ظل غياب دعم واضح من أحد أبرز حلفائه السابقين، يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يواجه تحديات مزدوجة: في الميدان، وفي شبكة تحالفاته السياسية الدولية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *