أرباح على حساب الأرواح| كيف ساهم احتكار زوجين مليارديرين مياه كاليفورنيا في تفاقم حرائق لوس أنجلوس؟ 

في خضم الكارثة البيئية التي تعصف بلوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا الأمريكية، حيث التهمت الحرائق المستعرة أرواح 24 شخصًا على الأقل، ودمرت آلاف المنازل، وخلّفت خسائر اقتصادية تُقدّر بـ150مليار دولار، ما يجعلها من أكبر الكوارث الطبيعية في تاريخ الولايات المتحدة، تتجه الأنظار نحو التفاوت الصارخ في توزيع الموارد الطبيعية. 

يُسلط الضوء بشكل خاص على الزوجين المليارديرين، ستيوارت وليندا ريسنيك، اللذين يسيطران على 60% من موارد المياه الحيوية في كاليفورنيا. تستهلك شركاتهما الزراعية، مثل “وندرفل” التي تنتج المياه المعدنية والفستق والفواكه، حوالي 150 مليار جالون من المياه سنويًا وفقا لمجلة فوربس، وهو ما يفوق استهلاك جميع منازل لوس أنجلوس مجتمعة، مما يثير تساؤلات حول تأثير هذا الاستهلاك على جهود مكافحة الحرائق، بينما تعاني الأغلبية من تبعات نقص المياه وتفاقم الكوارث البيئية. 

https://www.forbes.com/sites/chloesorvino/2021/09/20/amid-drought-billionaires-control-a-critical-california-water-bank

وتعرضت عائلة ريسنيك، أغنى عائلة زراعية في كاليفورنيا، بثروة تبلغ 13 مليار دولار، لانتقادات متجددة بسبب “الإفراط في استخدام المياه”، خلال أسوأ حرائق الغابات في لوس أنجلوس في التاريخ. 

يعود هذا الجدل إلى عام 1994، عندما امتلكت العائلة بنك مياه كيرن، وهو مصدر المياه الأكثر قيمة في المنطقة، ويمتلك أهمية حاسمة لإمدادات الأغذية الطازجة في أمريكا كلها، وتم تصميم “بنك المياه” في الأصل لضمان إمدادات المياه أثناء فترات الجفاف، ومع ذلك، يُنظر إلى هذا الاحتكار على أنه أداة تعود بالنفع على المصالح الخاصة، ما يعيق قدرة الولاية على إدارة مواردها المائية لمكافحة الحرائق. 

وسط حرائق الغابات المدمرة في ولاية كاليفورنيا، يسلط المنتقدون الضوء مجددا على الملكية الخاصة لمخزون الماء الضخم، بحجة أنه يضر بقدرة الولاية على إدارة الموارد المائية لمكافحة الحرائق. 

وكشف تقرير صدر عام 2016 في مجلة Mother Jones أن مزارع عائلة ريسنيك استخدمت مياها في بعض السنوات أكثر مما استخدمته لوس أنجلوس ومنطقة خليج سان فرانسيسكو مجتمعتين. 

وتساهم الرياح العاتية في انتشار الحرائق، مما يهدد جهود الإطفاء ويزيد من صعوبة السيطرة عليها، وتُظهر الصور الجوية تدمير أحياء كاملة، حيث تحولت إلى أنقاض، مما يعكس حجم الكارثة الإنسانية والبيئية، فيما تُعزى هذه الحرائق إلى مزيج من الظروف الجوية الجافة، درجات الحرارة المرتفعة، والرياح القوية، بالإضافة إلى تأثيرات التغير المناخي. 

وتُعد هذه الحرائق من أكبر الكوارث الطبيعية في تاريخ كاليفورنيا، مما يسلط الضوء على هشاشة البنية التحتية والاقتصاد في مواجهة الكوارث البيئية. 

وتُظهر التقارير أن حرائق لوس أنجلوس قد تكون من أكبر الكوارث الطبيعية في تاريخ الولايات المتحدة، مما يثير تساؤلات حول الاستعدادات المستقبلية لمواجهة مثل هذه الكوارث. 

في سياق متصل، دعا حاكم ولاية كاليفورنيا، جافين نيوسوم، إلى إجراء تحقيق في الحرائق، وكتب في رسالة موجهة إلى جانيس كوينونيس، الرئيس التنفيذي لإدارة مياه وطاقة لوس أنجلوس، ومدير الأشغال العامة في مقاطعة لوس أنجلوس، مارك بيستريلا: “التقارير المستمرة عن فقدان ضغط المياه في بعض صنابير الحريق المحلية خلال الحرائق، والتقارير عن عدم توفر إمدادات المياه من خزان سانتا إينيز، تثير قلقًا عميقًا لي وللمجتمع”. 

وأضاف: “بينما لم تُصمم إمدادات المياه من صنابير الحريق المحلية لإخماد الحرائق على مساحات واسعة، فإن فقدان الإمدادات من صنابير الحريق من المحتمل أن يكون قد أثر على الجهود المبذولة لحماية بعض المنازل وممرات الإخلاء”، بحسب مجلة “تايم”.  

https://time.com/7206352/los-angeles-firefighters-water-supply-access-complaints-investigation/?utm_source=chatgpt.com

في الوقت الحالي، يخوض كل من إدارة إطفاء لوس أنجلوس و”كال فاير” معركة ضد حرائق متعددة، أبرزها حريق باليساديس، وبعد اندلاع أول حريق في 7 يناير، بدأت التقارير والاهتمامات تظهر بشأن جفاف صنابير الحريق، بعد أن تعرضت لضغط مفرط دون دعم جوي. 

وفي 8 يناير، تناول ضابط المعلومات العامة في إدارة إطفاء لوس أنجلوس، إريك سكوت، “العديد من الأسئلة” التي تلقاها حول مواجهة رجال الإطفاء لتحديات في ضغط المياه أثناء مكافحة حريق باليساديس. 

وكتب على منصة “إكس” (المعروفة سابقًا بتويتر): “تأثرت توفر المياه في المناطق المرتفعة، مما أثر على بعض صنابير الحريق بسبب محدودية تعبئة خزانات المياه في تلك المناطق”، وأضاف: “تسبب الطلب الشديد في معدل تعبئة أبطأ لهذه الخزانات، مما خلق تحديًا لجهودنا في مكافحة الحرائق”. 

في مؤتمر صحفي، ناقش كل من كوينونيس وبيستريلا الصعوبات المتعلقة بإمدادات المياه، وقالت كوينونيس: “لقد دفعنا النظام إلى أقصى حد”، وأضافت: “نحن نكافح حريقًا بريًا باستخدام نظام مياه حضري. وهذا أمر صعب حقًا”. 

في 12 يناير، أفاد “لوس أنجلوس تايمز” أن خزان سانتا إينيز، الذي يساعد في توفير المياه في باليساديس، كان خارج الخدمة للصيانة عندما اندلع حريق باليساديس يوم الثلاثاء، يُعد خزان المياه الذي تبلغ سعته 117 مليون جالون أداة أساسية في الحفاظ على نظام المياه للمنطقة السكنية. 

وفي مذكرة نشرتها إدارة مياه وطاقة لوس أنجلوس، تم الإشارة إلى أن “الطلب على المياه خلال هذه الحرائق تجاوز قدرة النظام على توفير إمدادات كافية”، وأضافت المذكرة: “نحن ملتزمون بتحديد الأسباب الجذرية لهذه المشكلات واتخاذ خطوات لضمان عدم حدوثها في المستقبل”. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *