سوريا| مطار دمشق يستأنف رحلاته الدولية.. والاحتلال يتوغل بريف القنيطرة واشتباكات في ريف حلب
وكالات
زار قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، الثلاثاء، مطار دمشق الدولي، وذلك في أول يوم لاستئناف الرحلات الجوية بعد إسقاط نظام الأسد.
ونشرت وكالة الأنباء السورية الرسمية صوراً للشرع متجولاً في منشآت المطار وأرفقت في الوصف “قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع في زيارة تفقدية لمطار دمشق الدولي في اليوم الأول لافتتاحه”.
وكان المطار قد استأنف رحلاته الدولية، الثلاثاء حيث اتجهت أول رحلة من المطار نحو الشارقة في الإمارات العربية المتحدة.
وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن الطائرة السورية التي اتجهت إلى الشارقة كان على متنها 145 مسافرا.
وشوهد مسافرون يحملون على أكتافهم العلم الوطني الجديد، أو ما يسمى بـ”علم الاستقلال”، بنجماته الثلاث والذي تعتمده السلطة الجديدة في سوريا.
وقال مدير مطار دمشق الدولي، أنيس فلوح، لوكالة فرانس برس: “انطلاقة جديدة (اليوم) بعدما تم إغلاق الأجواء، وبدأنا رحلات الاستقبال والمغادرة الدولية”.
وأشار فلوح إلى أن المطار عمل، في الأيام الماضية، على “استقبال وفود رسمية وطائرات المساعدات … واليوم أول رحلة تجارية مغادرة من سوريا باتجاه الشارقة”.
كما هبطت طائرة ركاب قطرية، بعد ظهر الثلاثاء، في دمشق وذلك لأول مرة منذ نحو 13 عاماً، حيث قاطعت قطر نظام الأسد عقب اندلاع الثورة السورية في عام 2011.
ووصلت الطائرة القادمة من الدوحة بعد وقت قصير من إقلاع طائرة الخطوط الجوية السورية باتجاه الشارقة في الإمارات العربية المتحدة.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، الثلاثاء، أن قطر سبق أن أرسلت وفدا فنيا من الخطوط الجوية القطرية إلى دمشق، لتقييم حال مطار دمشق الدولي والمعوقات التي تقف أمام إعادة تشغيله، لافتا إلى أن وفدا تقنيا آخر توجه إلى سوريا وقام بتقديم المساعدات الفنية لضمان أن يكون المطار جاهزا لإعادة إطلاقه.
وأضاف الأنصاري، في مؤتمر صحفي، أن قطر “تقف” خلف الشعب السوري وضمان كل ما يسهل وصول المساعدات، لافتا إلى أنه سيتم تسيير ثلاث رحلات تجارية للخطوط الجوية القطرية إلى العاصمة السورية بشكل أسبوعي.
وأشار الأنصاري إلى “موقف إقليمي عام للعمل على رفع العقوبات على سوريا”، وقال إن الجهد القطري جزء من ذلك الجهد الإقليمي.
كما غادرت، الثلاثاء، أيضا طائرة تابعة للخطوط الجوية الملكية الأردنية عمَّان متوجهة إلى دمشق، في رحلة تجريبية.
ونقلت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) عن رئيس هيئة تنظيم الطيران المدني، هيثم مستو، الذي كان على متن الرحلة برفقة فريق فني “إن الرحلة تجريبية قبل إعادة تشغيل خط عمان دمشق، وهي تأتي كرسالة دعم وتضامن لإعادة تفعيل الملاحة الجوية السورية”.
وقال نائب رئيس مجلس إدارة شركة الخطوط الجوية الملكية الأردنية، سامر المجالي، الثلاثاء، إن هذه الرحلة تعد إشارة للسوريين لدعم عودة سوريا للمجتمع الدولي، ودعم عملية إعادة الإعمار في سوريا وربطها مع العالم، من خلال مطار الملكة علياء وخطوط الملكية الأردنية.
ورجح المجالي أن يبدأ التشغيل بواقع 3 رحلات أسبوعيا إلى دمشق في القريب العاجل، ثم يزيد عدد الرحلات حسب الحركة المتوقعة.
كان المطار يستقبل خلال الفترة الماضية طائرات تنقل مساعدات دولية، أو تقلّ مسؤولين أجانب، واستأنف تسيير الرحلات الداخلية في وقت سابق.
وأقلعت في 18 من ديسمبر الماضي طائرة من مطار دمشق إلى حلب شمالي البلاد، في رحلة كانت الأولى منذ سقوط الأسد في الثامن من الشهر ذاته، وفي 23 من ديسمبر، أعلنت إدارة مطار دمشق عن تعليق الرحلات الجوية حتى الأول من يناير 2025، باستثناء تلك التي تحصل على إذن خاص من سلطة الطيران المدني.
وتم إخلاء مطار دمشق الدولي من جميع الموظفين، في الثامن من ديسمبر الماضي، وتوقفت جميع الرحلات على خلفية العمليات العسكرية التي سبقت سقوط الأسد.
في سياق متصل، يواصل “جيش” الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاته على الأراضي السورية، حيث توغّل برتل من الدبابات إلى قريتي العشة وأبو غارة ومزرعة الحيران في ريف القنيطرة الجنوبي.
وفي سياق آخر، اندلعت اشتباكات بين فصائل “الجيش الوطني” التابع لتركيا و”قوات سوريا الديمقراطية – قسد” في محيط سدّ تشرين في ريف حلب الشرقي.
وقالت “قسد” إنّ تركيا شنّت غارات على سدّ تشرين ومحيطه، بالتزامن مع هجمات للفصائل التابعة لتركيا على قرى شمال سدّ تشرين وجنوب شرق منبج.
وتحدّثت قوات “قسد” عن اشتباكات عنيفة بين قوات مجلس منبج العسكري والمسلحين الموالين لتركيا، مشيرة إلى غارة تركية على منطقة “كرك” بالتزامن مع قصف مدفعي تركي على قرية “أصلانكي” جنوب مدينة كوباني.
هذا وشنّت مسيّرة تركية غارة على سيارة لقوات “قسد” في محيط مدينة المالكية شمال شرق الحسكة في أقصى شمال شرق سوريا.
وقبل يومين، نقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن مسؤول إسرائيلي، رفض الكشف عن هويته، قوله “إن الجيش الإسرائيلي سيبقى في المنطقة التي سيطر عليها حتى يقتنع بأنّ السلطات السورية الجديدة لا تشكّل خطراً على إسرائيل”.
وكانت قوات “جيش” الاحتلال قد دخلت المنطقة – التي تقع ضمن المنطقة العازلة التي تسيطر عليها الأمم المتحدة في مرتفعات الجولان، والتي أنشئت بموجب اتفاق وقف إطلاق النار عام 1974 بين سوريا و”إسرائيل” – بعد وقت قصير من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر 2024.
وعملت القوات الإسرائيلية على احتلال العديد من مناطق الجنوب السوري، بالتوازي مع قصفها وتدمير البنية العسكرية للجيش السوري ومراكز الأبحاث.