سفير تونس بالقاهرة في حواره بنقابة الصحفيين: العلاقات السياسية الحالية مع مصر في أفضل حالاتها.. ورفضنا الامتثال لشروط صندوق النقد
نتشارك مع مصر وجهة النظر بضرورة تتظيم أوضاع المهاجرين.. ومايفعله الكيان الصهيونى هو حرب إبادة تتم بحق شعب فلسطيني أعزل
كتب: عبدالرحمن بدر
أعرب سفير تونس بالقاهرة ومندوبها الدائم بالجامعة العربية محمد بن يوسف عن سعادته بوجوده بين صحفيي مصر داخل نقابتهم، مؤكد أن العلاقات بين مصر وتونس، فى أفضل حالاتها الآن، وحتى في بعض الفترات التي شهدت فى السابق حدوث بعض الاختلافات في التوجهات السياسية فإن العلاقات لم تنقطع العلاقات أبدا.
جاء ذلك خلال استضافة لجنة الشئون العربية والخارجية برئاسة وكيل النقابة حسين الزناتي، للسفير التونسى فى حوار مفتوح حول الأوضاع الراهنة بالمنطقة، والعلاقات الثنائية بين مصر وتونس، حضر اللقاء نقيب الصحفيين الكاتب الصحفى خالد البلشي الذى رحب بالضيف التونسي، مشيراً إلى أن العلاقات المصرية التونسية خاصة الثقافية والفنية بالإضافة إلى السياسية ممتدة ومتميزة، وأن الكثير من الظروف والعوامل المشتركة جمعت بين الشعبين خاصة خلال السنوات الأخيرة، منذ يناير 2011 حتى الآن.
بينما أشار الزناتى إلى أن التاريخ بين البلدين الذى يعود إلى العصر الفاطمى ونقل عاصمته من المهدية بتونس إلى القاهرة بمصر، ثم دعم مصر للحركة الوطنية التونسية حتى إجلاء الاحتلال الفرنسى عنها، ومشاركة تونس فى مواجهة العدوان الثلاثى ثم حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر شاهد آخر على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين .
وقال السفير التونسى فى حواره مع الزملاء إنه قد حدثت نقلة نوعية على مستوى العلاقات وأصبح هناك تفاهما كبيراً بين قيادتى البلدين، وكان انعكاسها إيجابيا على العلاقات الثقافية والفنية، وتلاها في ٢٠٢٢ عقد اللجنة العليا المشتركة برئاسة رئيسي وزراء البلدين في تونس.
وأضاف: عشنا أوضاعا متشابهة مع ما مرت به مصر بعد ٢٠١١، موضحاً أن تونس تتشارك مع مصر وجهة النظر بشأن ضرورة تتظيم أوضاع المهاجرين واللاجئين وفقا لسلطة القانون، حيث تعرضت تونس من قبل لهجمة كبرى بدعوى الكراهية والمساس بحقوق الإنسان بسبب رغبتها في وضع حد للعشوائية والهجرة السرية، كونها بلدا لعبور المهاجرين.
وبخصوص الموقف من الحرب على غزة؛ قال بن يوسف إن الموقف التونسي راسخ إزاء أن هناك حرب إبادة تتم بحق شعب فلسطيني أعزل يعيش تحت نير استعمار للكيان الصهيونى منذ اكثر من ٧٠ عاما امام صمت العالم وعجز المنظومة الدولية ومن هنا تأتي أهمية مراجعة هذه المنظومة الدولية.
وتابع: من جانبنا نشكر السلطات المصرية انها ساعدتنا في تقديم ما استطعنا من المساعدات لإخواننا في قطاع غزة، وحول الموقف من الأوضاع في ليبيا؛ قال إن تونس تشترك في الأزمة مع مصر بحكم الجوار وتشترك في وجهة النظر بضرورة وضع الحد للتدخلات الغربية وأن يكون قرار الليبيين لهم وأن تجري الانتخابات الرئاسية والتشريعية في أقرب وقت ممكن.
وقال بن يوسف إن العلاقات التجارية المصرية التونسية مازالت لم تصل إلى المستوى المطلوب فكان التبادل التجاري قد وصل في ذروته إلى ٦٠٠ مليون دولار سنويا، واليوم فهو لا يتجاوز ٣٥٠ مليون دولار.
وعن العلاقة مع صندوق النقد الدولي أكد رفض بلاده للشروط التي تؤدي لتخريب الأوضاع في ظل وضع اقتصادي صعب جدا وتضخم تعيشه البلاد.
وأوضح أن تونس قد رفضت الامتثال لجميع شروط صندوق النقد الدولي، بعد أن طلب التخلي عن تقديم الدعم للمواطنين، وتم رفض ذلك وتجميد المفاوضات، لكننا نسير في إصلاح المؤسسات لتعديل القوانين وتعزيز الحوكمة، ونرفض أن تفرض علينا أشياء ليست في صالح الدولة.